Saturday, July 7, 2007

انا و احنا وكلنا

أنا و احنا و كلنا
نص مسرحى بالعاميه المصريه

تأليف : شريف صلاح الدين







( المكان ـ هو عالم يتسم بالفراغ .. كأنه ميدان عام يترقب الحشود الإنسانيه .. كأنه حارة في انتظار الفجر للانطلاق .. كأنه أنا في انتظار أن اغمض العين جيدا كي أراني .. هو فراغ متوثب للمحاكمة .. يتحفز للانطلاق نحو الخطى الأولى للجنون .. ولا يعرف كيف يستطيع الخلاص )
( الزمان ـ حين تبدو الخطوة الأولى تقليديه تماما .. فتختلف .. وحينما تعتقد أن ماتراه خيالا رغم كونه أمام عينيك .. أو واقعا رغم كونه غير ملموسا .. هي سقطة لا تدرى ولا تعلم لها كنها .. الزمن إحساس وفقط )
1 ـ أنـــــــــا
ـ استعدادا لتصوير فيلما سينمائيا ـ
مساعد المخرج : يا لا يا جماعه كله في مكانه .. مش ناقصين عطله .
ممثل 1: إحنا في ساعة ضهريه .. وبصراحة الدنيا حر .
م. المخرج : يعنى عايزنى أعملك إيه ؟ .
الحشري : أنا أقولك .. اعمله حمام في آخر الميدان .. قبل التصوير ياخد دش .
م. المخرج : دش ؟
الحشري : حقه كأنسان ان يشعر بالراحه أثناء تأديه عمله .. هو فيه إيه ؟
م. المخرج : يعنى بتتكلم وانت مش عارف .. انا هاجيبلك الخلاصه .. ماتحشرش نفسك فى اللى مالكش فيه .. فاهم ؟
الحشرى : أصل انا جاى أتفرج .
ممثله : لو سمحت .. عايزاك في كلمه سر .
م. المخرج : سر ؟ ! .. قولي يا أختي عايزه إيه ؟
ممثله : أنا عارفة أن كلمتك مسموعة عند الأستاذ المخرج ـ تعطيه نقودا ـ .
م. المخرج : وحياتك أنتي ما بياخدش برأي حد غيري من ساعت ما رجع من برا .
الحشري : هو كان برا ؟
م. المخرج : في أمريكا .
الحشري : وطبعا قابل بنات حلوة .. ليكون عنده الإيدز .
م. المخرج : أيدز إيه يا جدع أنت .. عايزه إيه أنتي كمان ؟ .
ممثله : ـ تعطيه نقودا ـ والنبي كلم البيه المخرج عليا .. أنا بنت لهلوبه ونفسي ياخد باله منى .
الحشري : أجيب لك الخلاصة .. السينما بحرها واسع .. البسيله مايوه .
ممثله : مايوه ؟ ! .
م. المخرج : إغراء يعنى .. الأستاذ عندنا ما بيبصش للكلام ده .. دا جاي ومعاه افكاره .. عنده رؤيه .
الحشري : مختلفناش .. تلبسله المايوه وتعمله أحلى رؤيه .
م . المخرج : أمشى الله يخرب بيتك .. الرؤية بتاعت الأستاذ في دماغه .. في الفن اللي بيقدمه .. اى نعم أنا مابفهمش منه حاجه .. بس دى مش غلطته ..افهموها بقى .. ثم أنت مالك أنت ؟ .
الحشري : اصل أنا جاي أتفرج .
جلال : جرى إيه ياعم ؟ .. مش ها نبدأ بقى .. عايزين تطيروا الحجرين اللي في دماغنا ولا إيه ؟ .. مش كفايه قبلنا نشتغل معاكوا .
م. المخرج : وبتتأمر كمان و إحنا اللي جايبينك من على القهوة .. تشتال بطولة فيلم .
جلال : إحنا هنتنأور من أولها ؟ .
م. المخرج : لا يا عم أنت البطل على عيني وعلى راسى .


الحشري : لامؤاخذه .. هو فيه إيه ؟
م. المخرج : بنلف انا والمخرج .. لقيناه قاعد على القهوة بيزعق .. المخرج شافه .. قال هو دا ابن البلد اللي أنا عاوزه في الفيلم .. هو دا التراث .. و الأصاله وأصر عليه .
الحشري : هايل .. وأنت قلت له إيه ؟ ! .
م. المخرج : قلتله ما ينفعش .. دا عمره ما وقف قدام كاميرا .
الحشري : عظيم .. و هو قالك إيه ؟ .
م. المخرج : قاللى .. أنت تفهم احسن منى .. أنا باحقق رؤيتي .
الحشري : الراجل دا باينه مبروك .
م. المخرج : مين دا ؟ .
الحشري : المخرج .. بيحقق رؤيه شافها في المنام .
م. المخرج : يا عم ارحمنا .. المخرج بتاعنا الرؤية بتجيله وهو صاحى .
الحشري : يبقى مجنون .
م. المخرج : مجنون إيه ها تودينا في داهيه .. ثم أنت مالك ؟!
الحشري : اصل أنا جاي أتفرج .
م. المخرج : الأستاذ وصل .. أتفضل يا باشا .
( يدخل المخرج يرتدى ملابس بنفس الوان ملابس جلال و الحشرى مع اختلاف التصميم .. هو عصبى .. مغرور .. صاحب صوت مرتفع .. انفعالاته حاده و متقلبه .. من ثوره شديده إلى هدوء شديد )
المخرج : كله تمام ؟
م. المخرج : تمام .. ومستنين الأوامر .
المخرج : المشهد دا أهم مشهد في الرواية .. أنا قصدت ابدأ التصوير بيه .. علشان نستلم إيقاع الفيلم منه .. ويبقى فيلم سخن .. أنا مخرج معروف عبقري .. اشتهرت بالافكار المتطوره .. السابقة .
الحشري : سابقه .. هو المخرج سوابق ؟ ـ م. المخرج يكمم فم الحشري ـ .
ممثل 2 : والفيلم يا استاذ .
المخرج : الفيلم دا .. واحد من أهم و اعظم افلامى على الإطلاق .. أفلامى كلها كوم و دا كوم تانى خالص .. ما تنسوش انه أول فيلم اعمله فى حياتى .. علشان كده حطيت فيه خلاصه رؤيتي عن الحريه .
الحشري : قشطة .. حريه .. ( للممثله) يبقى هاتلبسى المايوه .. وانا ها أتفرج .
المخرج : ( للممثلين ) انتوا ها تدخلوا من هنا تهتفوا .. أنت يا جلال المرشح بتاعهم .
جلال : مشرشح ازاى ؟ .
الحشري : مرشح .. يعنى عندك رشح .. انفلونزا .
المخرج : يا متخلف افهم .. أنت عايز تبقى النائب بتاعهم اللي بتوعدهم بالحريه .. لو رشحوك ونجحت .. شكل من اشكال الصفقات .. وانتوا لازم الهتاف يبقى من قلبكم فاهمين ؟

الممثلون : فاهمين يا ريس .
المخرج : ايه دا .. انت جايب لى الاربعين حرامى ؟ .
م. المخرج : اصلهم لسه جداد على الكار .
المخرج : كار يعنى عربية يا متخلف .
م. المخرج : و ايه اللى دخلنا فى العربيات دلوقتى .
الحشرى : تعالى افهمك انا .. من الأول .. مش انت بني آدم ؟ .
م. المخرج : وانت شايف ايه يعنى ؟ .. طبعا بنى آدم .
الحشرى : هايل .. بتتكلم ايه ؟
م. المخرج : باتكلم عربي .
الحشرى : حلو.. يعنى انت ايه ؟ .
م. المخرج : بنى ادم بيتكلم عربى .
الحشرى : والارض بتتكلم ايه ؟ .
م. المخرج : عربى .
الحشرى : اهه .. يبقى انت بنى ادم بتتكلم عربى .. على ارض بتتكلم عربى .. فهمت بقى ؟ .
م. المخرج : لا .
الحشرى : تبقى عربى .
م. المخرج : وانت ايه اللى دخلك مابينا .
الحشرى : اصل انا جاى اتفرج .
م. المخرج : انا قصدى يا استاذ انهم وشوش جديده .
المخرج : ok .. كله فى مكانه .. عملت اللى قلت لك عليه ؟ .
م. المخرج : ايوه يا بيه .. شربت الاسطى جلال قزازه سبرتو بحالها .. علشان يولع
الحشرى : ليه ؟ .
المخرج : السبرتو يخلى جواه حريقة .. ويغيب عقله الواعى ويظهر الباطن .. ويوفر الاتصال بين الوعى واللاوعى .. ويؤدى الى انتقالات حاده فى التعبير المرئى للنفس البشرية .. فهمت ؟ .
الحشرى : اصل انا جاى اتفرج .
المخرج : استعد .. 3 ـ 2 ـ 1 .. ابدأ بالصلاة على النبى .
الحشرى : علية الصلاة والسلام .. الفن لسه بخير مادمت انت فيه يا استاذ.
المخرج : stop .. جرى ايه ؟ دا تصوير ماتردش خالص .
الحشرى : اصل انا جاى اتفرج .
ممثلة : هو محموق كدا ليه ؟ .
ممثل 1 : بيفن يا وليه .. ايش فهمك انتى فى الفن .
م. المخرج : معلش تصوير خارجى بقى .
المخرج : ok .. استعد .. 3 ـ 2 ـ 1 .. ابدأ بالصلاة على النبى .
م. المخرج : ـ مكمما الحشرى ـ بالصلاة على النبى مشهد الانتخابات .. كلاكيت اول مره .
ممثل 1 : الاسطى جلال التمام او الموت بالزكام .
ممثلون : الاسطى جلال التمام او الموت بالزكام .
جلال : ايتها المواطنون الاحرار ـ تهليل وتصفيق ـ سيبونى ابع الكلمتين وحياة ابوكوا .. انا حفظتهم بالقوه .
ممثل 2 : بع يا حبيبنا يا رافع رايتنا .. بع باللى فى قلبك كله .
جلال : حكيكتن .. كلام كتير قوى جوا صدرى نفسى اكحه .. اطلعه من حنكى .. تعبيرا صادكا .. عن حكيكة الازمه اللى احنا بنواجهها .. واللى مستقصدانا .. واحنا هانتصدر لها .. اصل احنا جدعان قوى ـ تهليل ـ سؤال سألته لنفسى قبل ماتكلم معاكم .. بالليل والدنيا ضلمه .. وانا عمال اقلب فى قنوات الدش .. والفجر قرب يدن .. والجو قصادى بترقص .. قصدى الجو برد .. وانا بس اللى صاحى .. شايل الروب .. قصدى الهم على كتافى .. همكم .. هم الناس اللى هاتنتخبنى .. وفضلت اسأل نفسى .. ايه سبب الازمه اللى الشعب فيها ؟ .. لقيت السبب قدامى واضح وضوح الولعه .. السبب قدامنا و مش واخدين بالنا .. الانجليز نهبوا البلد .. رحت قافل الدش .. والكيف راح .. والمزاج بقى اخر عكننه .
الحشرى : stop .. دش .. انجليز .. ازاى دى حتى ماتركبش .. ماعدش فيه انجليز فى البلد .
المخرج : ايه دا مين اللى بيتكلم دا ؟ .. ومين سمحلك بالكلام ؟ .
الحشرى : اصله بيقول انجليز .. واحنا يعنى .. معدش انجليز دلوقتى .
المخرج : وانا يعنى اللى باخترع .. مش دا كلام المؤلف .. المؤلف قال انجليز يبقى فيه انجليز .. انا هنا مهمتى ماتدخلش فى كلامه .. انا هنا اعمل رؤيه وبس .. فاهم ؟ .. ثم انت تعرف فى الفن .. رحت امريكا ؟ .
الحشرى : لا .
المخرج : طب حاشر نفسك ليه ؟ .
م. المخرج : تراث شعبى .
الحشرى : اصل انا جاى اتفرج .
المخرج : بلاش تخلف .. وانت يا جلال احساسك الوطنى ضعيف .. محتاج شويه .. لازم تبقى حريقه .. تولع فى الناس كلها .. اديله قزازه سبرتو تانيه خليه يولع .. شغل عقلك الباطن .. واندمج .. يالا .. استعد .. 3 ـ 2 ـ 1 .. ابدأ بالصلاة على النبى .
م. المخرج : بالصلاة على النبى مشهد الانتخابات .. كلاكيت تانى مره .
(يلاحظ تغير فى الإضاءه لتعطى احالات نفسيه مستمره .. ومن هنا حتى اخر العرض يخرج الآداء من كونه مسرحيا إلى اداء تلقائى جاد .. متدفق الإيقاع .. هام جدا ان يتسم الأداء فى الجزء السابق ببعض الأدآت المسرحيه النمطيه )

جلال : ايتها المواطنون الفله قوى .. انتوا اخر تمام .. وانا كدا تمام التمام .. والانجليز كخه قوى .. و الدح .. دح .. والكخ .. كخ .
ممثل 1 : الاسطى جلال التمام او الموت بالزكام .
الممثلون : الاسطى جلال التمام او الموت بالزكام .
جلال : على الطلاق بالتلاته .. البلد دى بلدنا .. احنا اللى رصيناها حجر حجر .. هى اللى سقعتنا فى البرد .. وعرقتنا فى الهبو .. وللمعلوميه .. احنا مش حرين .. محدش حر فى البلد دى طول ما فيه انجليز .. وانا بقى ها حرحركم من الانجليز .. انا هنا قلبكم ووسطكم وجنبكم وكتفكوا .. و صوبعكوا وكوارعكم .. وبعد ما اطرد الانجليز .. ها حط فى كل ساعه رقاصة .. واللى معندوش ساعة ها جيب له منبه .. لأ .. منبه ايه منبه دا يفوقنا .. خلينا كدا قشطة .
م. المخرج : الاسطى جلال بيهرتل .. يظهر السبرتو اللى شربه اشتغل زياده .
المخرج : سيبه يطلع اللى عنده انا عامل عليه تجربه هايله .. هاتشوف النتيجه بعد شويه .
م. المخرج : بس كدا يبوظ الدنيا .
المخرج : انت تفهم احسن منى .. انت رحت امريكا .. هو دلوقتى العقل الباطن عنده بيلّين لسه .
جلال : الاخوه اللى مش احرار .. انتوا حواليه دلوقتى عشان متعشمين فيا .. صح ؟ جتكوا خيبه كلكم .. مفيش حد بينفع حد فى البلد دى .. وحياة ربنا الى بياكل على ضرسه بينفع نفسه .
الحشرى : فين الرقاصه ؟ .
م. المخرج : ياعم اسكت انت .
جلال : احنا اللى لازم نحرحر البلد من الانجليز .. مش هانصهيّن .. لا.. الحق مفيهوش صهيّنه .. أيها البنى ادمين .. والبنى ادمات .. هبوا .
الحشرى : ـ يعطس ـ .
جلال : هبوا كمان .. أجدع نفس .. نفس الحريه .
الممثلون : ـ تعطس وتتصاعد الى سعال ـ .
جلال : هبوا اكتر . زى الوابور لما يهب فى وش الوليه الهم .. اوعوا تخلوها تضحك عليكم .. وحد يتجوزها وتحتل البيت .. ها تطردكم فى الشارع .. هبوا وقولوا ورايا.. يا وابور يا مولّع رص الفحم .. وانا اقولك ولّع رص الفحم .
الممثلون : ـ يردون ـ .
م. المخرج : يا نهار اسود .. المؤلف ماكتبش الكلام دا .
المخرج : اسكت انت دا اسمه اندماج .. ودا من حق الممثل .. وهى دى محاولتى لتخريج عقله الباطن .. التفتيش عن التلقائيه .
م. المخرج : اندماج و تلقائيه ؟! دى هرتله يا استاذ .. و المؤلف زمانه جاى هايعملنا مشاكل.
المخرج : اسكت يا متخلف .. انت هاتعلمنى شغلى .. انا باحافظ على رؤيتى .

الحشرى : لو مافيش رقاصه .. فين الممثله اللى بالمايوه .
م. المخرج : ياربى .. هو انا هالاقيها منك ولا منه .
جلال : انتوا حرين تعملوا اللى تعملوه .. م الاخر احنا كلنا بنمثل على بعض .. حبة ممثلاتيه يعنى .. وأى حاجه يعملها الممثل لازم ولابد نصدقه .. ليه بقى ؟ .. علشان التمثيل دا مفيهوش كدب ابدا .. لما الممثلاتى بيقول .. انا متأثر ومتضايق ومزاجى وحش .. بنصدقه على طول .. وهانكدبه ليه ؟! اذا كنا عارفين انه ممثلاتى و بيمثل علينا ؟ يعنى هو بيّضحك علينا بمزاجنا .. ومادام هايضحك علينا .. يبقى احنا هانصدقه .. صح ؟ يبقى هو مابيكدبش .. واحنا يعنى هانصدق كداب ؟! مع انه ممثلاتى ما بيقولش الحقيقه .. يعنى كداب .. يعنى احنا نصدق الممثلاتى .. و الكداب لأ .. و احنا كلنا ممثلاتيه و أى حاجه نعملها أو نقولها هاتصدقوها على طول .. حتى لو حطينا الكره الارضيه فى كبايه ورميناها فى البحر الميت .. ماهو تمثيل بقى .. و علشان كدا انا اللى ها طلّع الانجليز من البلد .. ها طلّعهم بالتلاته .. صح ؟
ممثل 2 : صح .
جلال : العبيط صدقنى .. وانا ممثلاتى .
م. المخرج : المشهد كان انتخابات وسرح .
المخرج : واللى شايفه دا مش انتخابات .. المشهد بقى واقعى اكتر . فيه حراره وروح
م. المخرج : بس المؤلف على وصول .. وانت عارف طبعه .. مايحبش حد يتدخل فى كلامه .
( يدخل المؤلف والمخرج لا يراه مرتديا ملابسه بنفس ألوان جلال والمخرج والحشرى مع اختلاف التصميم .. يلاحظ انها واسعه وغير منطقيه فى طريقه ارتدائها .. خجول .. صامت ومتأمل و نحيف ..)
المخرج : المؤلف .. هوّ فيه مؤلف يكتب اللى هوّ كاتبه دا ؟ .. دا لولا الرؤيه بتاعتى كان زمانه فيلم هابط .. لولا عبقريتى ماكنش بقى فيه فن حقيقى فى الفيلم دا .. عبقريتى هىّ اللى بتطلع فن حقيقى.
م. المخرج : خلاص .. خلاص يا استاذ .. ايوه صح .. دا مؤلف ميه ميه .
المخرج : اخرس .. فيه حد يكتب الانجليز بالزين ( ز) و هيّ ف كل حته بالزد ( z ) .. دا ما بيعرفش يكتب .. انا فين و فين على بال ماعرفت اقرا خطه .. واقرا الاسطى جلال التمام بتاعته دى .
الممثلون : الاسطى جلال التمام او الموت بالزكام .
ممثل 1 : ايها السادة الافاضل .. خطبة الاسطى جلال بكم منقولة على الهواء مباشرة لكل دول العالم .. السيدة الفاضلة .. والسيد الفاضل .. فاضل من إيه ؟ الله اعلم .. من المملكة الاسطوية الجلالية .. لكم هذا البث المباشر.
جلال : احنا جدعان قوى .. واللى بييجى علينا مابنرحموش .. واذا كنا بنقول اهلا وسهلا .. مرحب للحبايب .. فاللّى بينخوّر ورانا بنبهدله .. بنتاويه .
ممثل 3 : ـ كصحفى ـ و ازاى تقدر تحصن نفسك من شرور الدول المحيطة ؟ مش
خايف ؟ .
جلال : احنا ما بنخافش .. وإذا كان على التحصين فالشيخ قلّوح عاملى حجاب ميه ميه .. يحصنى من الجن الازرق .
ممثل 3 : وتفتكر ان الحجاب كفايه لتحصين المملكة الاسطويه ؟ .
جلال : دا الشيخ .. قلّوح لو هبدك مهموز.. تكحكح زى العجوز .. ويدوبك فى الغاموس .. زى اللقمه فى البوز .
ممثل 3 : والتعزيزات العسكريه ؟ .
جلال : التحزيزات ....... ازاى بقى ؟ .
الحشرى : حلو .. دخلنا فى التحسيسات ؟ .
المؤلف : هو فيه ايه ؟ .
الحشرى : إنت مالك ؟
المؤلف : المفروض إن فيه فيلم من تأليفى بيتصوّر ليّا هنا .. بس مش هوّ دا .
الحشرى : أصل انا جاى اتفرج .
ممثل 3 : اقصد الاسلحه .. الجيش .. دور الشعب .
جلال : ها ندى قنبله نوويه لكل مواطن .. قصاد قنابل الانجليز .
ممثله : ممكن توضيح اكتر .. ازاى قنبلة نوويه لكل مواطن .. واحنا اساسا مملكة فقيره .
جلال : فشر .. البلد مليانه مرسيدس وشبح .. وتقوليلى بلد فقيره .. اخرسى تك قطع لسانك .
الممثله : طب ازاى ؟ هانجيبها منين ؟ .
جلال : من ارضنا الطاهره المبروكه .
ممثل 1 : فى اطار خطة الاسطى جلال الخمسيه القادمه .. اهم مشروع فى تاريخ المملكه .. ومن منطلق عايزينها تبقى خضرا .. تقرر زراعة مليون فدان نخل بلح .. يكون الغرض منه الحصول على النوى اللى فيه .. وبالتنسيق بين وزارة الصناعه ووزارة الحربية يتم استخدام هذا النوى كقنابل نوويه .. ذاتيه الصنع فى مواجهة اى استعمار دخيل .
ممثل 2 : الاسطى جلال التمام او الموت بالزكام .
الممثلون : الاسطى جلال التمام او الموت بالزكام .
المؤلف : هايل .. كوميديا الهلس .. مدرسه البعته .
الحشرى : بعتة ايه ؟ .
المؤلف : الناس تفهم حاجه .. وفجأه يبعتهم المؤلف لحته تانية .
الحشرى : يروحوا فين يعنى .
المؤلف : معنى جديد طالع من نفس الكلمه اللى الناس اتعودت على معناها .. بس معنى حقيقى
ممثل 3: يا جلال .. يا جلال .. اطرد عنا الاحتلال .
ممثلة : وبالنسبه للانتهاكات الحدوديه .. ناوى تعمل ايه يا اسطى ؟

جلال : الانتها … ايه ؟ .. ايوه .. ايوه .. انا فى سبيل المصلحه عندى استعداد للانتهات وخد .. بس فين المصلحه ؟ .. عندك ؟
ممثلة : توضيح اكتر لو سمحت .. يعنى ايه مصلحه ؟ ! .
جلال : هوبّا .. هوّ فيه حد مايعرفش يعنى ايه مصلحه ؟ .. المصلحه راحت .. المصلحه جت .. المصلحه قضت .. المصلحه !! أيها الناس الوليه دى عميله انجليزيه جايه تسخنّا وتخلع .. اقبضوا عليها احرقوها زى الساحرات
ممثل 2 : احسن تسحرلك يا اسطى .
جلال : يانهار اسود .. لا مؤاخذه يا مبروكة بركاتك معانا .. ماعاش ولاكان اللى يزعلك
ممثله : بس انا مش ساحره .
جلال : مش ساحره .. خدوها احبسوها فى شقتى .. كبوا عليها كلونيا عشان اّجى اولع فيها .. ولو اعترضت لبسوها طقم الاعدام علشان اعدمها بنفسى .. خدوا بالكم طقم اعدام المملكة الاسطوية بمبه مسخسخ هتلاقوه فى الدرفة التانيه م الدولاب بمبه شفتشى وبحماله واحده .. وانا اللى هاموتك بنفسى .. قال مصلحه قال .
ممثله : هاتعدمونى ـ تزغرد ـ
المخرج : برافو.. فركش .. خلاص كدا النهارده .. بكره نكمل .
جلال : مين ده ؟
ممثل 1 : انه المخرج يا اسطى .. يخبرنا بانتهاء العمل اليوم .
جلال : عمل ايه ؟ هو تبع الشيخ قلّوح ولا ايه ؟ .
ممثل 1 : العمل الذى نعمله .. التمثيل يا اسطى .
جلال : تمثيل ايه ؟ .. هو مش عارف بيكلم مين .. انا الاسطى جلال طارد الانجليز .
ممثل 1 : انه لا يعلم يا اسطى .
جلال : اعلمه انا .. بص يا جدع انت .. تسمع عن طارد الناموس .. البتاع اللى بيطفشهم ويخليك تنام ومزاجك اخر رواقه .. انا بقى طارد الانجليز .. عشان مزاجك يروق وتترحم من لسعهم .. فاهم .
الممثلون : ( بطريقه إعلانيه )جلالوا جالوا .. ريحلّوا بالوا .. رجع لعيلته كل النوم بتاع زمان .
المخرج : كفايه كدا يا جلال .. انت مندمج .. حاول تخرج بره الحاله .
جلال : وكمان بتقولى يا جلال حاف .. من غير اسطى .. طيب اقبضوا عليه .. و اعدموه انتوا .. انا باعدم الحريم بس .. متزعلش ماليش فى الرجاله ..
المخرج : الراجل اتجنن .
م. المخرج : قلتلك يا استاذ .. قعدت تقولى الاندماج .. امريكا .. شربوا سبرتو .. اشرب انت بقى .. اهم هيعدموك كلهم .
الحشرى : ياعينى .. ها تستحمل ؟ .
المخرج : اخرس .. السبب فى كل دا الكلام اللى المؤلف كاتبه .. ـ يتوجه للمؤلف ـ

المؤلف : فعلا المسأله ازمت .. هاتوا المؤلف يحل المشكله دى .
المخرج : نعم .. انت هتستندل .. ودا وقت هزار .. مش انت الى كاتب الكلام دا .. اّدى الاسكربت اهه .. مشهد انتخابات سخن كله ثوره .. واّدى النتيجه الممثلين قاموا علينا .
المؤلف : انتخابات ايه يا استاذ ؟ المشهد اللى انا شفته ملك فى مؤتمر صحفى .
المخرج : انت بتشكك فى رؤيتى .. المشهد انتخابات .
المؤلف : وانت هتشكك فى فهمى .
الحشرى : فهمى مين ؟ .
المخرج : انتخابات .
المؤلف : ملك .
الحشرى : فهمى .
المخرج : فهمى .. فهمى .. خرجنا من المطب دا .
المؤلف : وانا مالى ؟ .
م. المخرج : ما انت المؤلف .. ولا نسيت كلامك .
الحشرى : اعترف مادمت ناسيه يبقى اكيد سارق النص .
المؤلف : الكلام دا مش بتاعى .. انا لا كتبت مشهد انتخابات ولا ملك .
الحشرى : ام.م.م .. فهمت انا دلوقتى .. يعنى ايه مدرسة البعته .. انت ها تبعتنا والا ايه ؟
م. المخرج : لا يا استاذ .. الاسكربت قدامى اهه .. بالأماره الاسطى جلال التمام او الموت بالزكام .
الممثلون : الاسطى جلال التمام او الموت بالزكام .
المؤلف : ورينى كدا .. ايه دا ؟ .. ايوه دا انا اللى كاتبه .. اهه .. بس دى مش الأسطى جلال يا أستاذ .. دى الاستقلال التام او الموت الزؤام .
المخرج : الاس ... ايه .. يعنى ايه ؟
المؤلف : المشهد دا بدايه للثوره على الانجليز .. الفيلم تاريخى .. بيتكلم عن مقاومه الشعب للاستعمار .. عن واحد ابن بلد من رموز الثوره .. تقولى انتخابات .. وبعدين يبقى ملك .. دا انت بتصور فى الشارع .. ودلوقتى كمان .. هو فيه انجليز دلوقتى .
الحشرى : الله اكبر .. ظهر الحق . قلتله مصدقنيش .
المخرج : انا رؤيتى للفيلم قالت كدا .. قالت ان فيه استعمار .. يبقى قصاده نظهر الوعد و الأمل بالحريه .. طب وايه التمن ؟ .. يرشحوه فى الانتخابات وينجحوه .. تمن انه بينده على الحريه .
المؤلف : وهى الحريه لها تمن ؟!
المخرج : كل حاجه لها تمن .. زى الصفقه بالظبط ..الحياه صفقه الحريه صفقه .. إذا كان الحب نفسه صفقه .
المؤلف : ازاى ؟ .

المخرج : بحبك وتحبينى والتمن الجواز .. وتكون النتيجه بنى ادم جديد .. يعنى الانسان نفسه مجرد صفقه .
المؤلف : عمر الانسان ماكان صفقه .
المخرج : يا راجل .. تفسر بإيه انك لو عملت طيب تدخل الجنه .. ولو عملت العكس تدخل النار ؟ .
المؤلف : انت اكيد مش طبيعى .. حتى العلاقه المقدسه عايز تخليها صفقه .
المخرج : رؤيه .. عبقريه .
جلال : الجدع دا بيقول ايه ؟ انت جاى تفوقنا .
المخرج : انا جاى اجرب .. أعمل منهج .
المؤلف : تجرب فى البنى اّدمين .. فى الأنسان .
الحشرى : ليكون عنده الايدز ناقل للعدوى .
المخرج : اخرس .. انا ناقل للثقافه للفكر .
جلال : ايتها الممثلاتيه الاحرار .. الجدع دا عميل انجليزى .. جاسوس .
المخرج : انت بتقول أيه يا متخلف .
جلال : بقول اللى عايز اقوله .. انا لسان الناس دى كلها .. اقبضوا على الانجليزى .
المؤلف : انا مش فاهم حاجه .. ايه الخلط دا ؟
م. المخرج : شربه سبرتو .. وخلاه يندمج .. قال ايه بيجرب .
المؤلف : قلبها لعبه .. تقدر تقولى استفدت ايه ؟
المخرج : حريته .. الممثل قال اللى عنده زى ما هو عايز .. ازاى اتكلم عن الحريه وانا ساجن الممثل عندى جوا وعيه .
المؤلف : تقوم تخليه يخرف .. تطلقه يصطدم بالنص .. بالعالم .. وتقول لى حريه .. دا انت طلعت من جواه اكتر من وش .. اكتر من واحد معششين جواه و مستخبين زى أى واحد فينا .. وحطتهم فى برواز واحد .. حولته لمجموعه من الأفكار المتضاربه .. ولغيت النص و مافهمتوش .
المخرج : أهو أنت لوحدك .. مافيش حاجه اسمها نص فيه حاجه أسمها واقع .. ورؤيه للواقع دا .
المؤلف : وهو الواقع أنك تحير الناس .
الحشرى : وحياه ربنا كلام كبير قوى .
جلال : الجماعه دول بيقولوا ايه ؟ .. فهمنى .
الحشرى : انا جاى اتفرج .
المؤلف : افهمك انا .. كل واحد فينا دلوقتى .. المجتمع الصناعى المعقد فى العالم الحديث خلّى جواه اكتر من واحد
الحشرى : يعنى الواحد بقى حزمه .. حاجه كدا زى لبشة القصب .. صح ؟
المؤلف : صح .. الواحد جواه .. الطيب والشرير .. الملك والعبد .. العبقرى والغبى .. المؤمن الكافر .. بيتخانقوا مع بعض .. ويصطلحوا مع بعض .. ويمشوا مع بعض .. ومالهومش الا بعض .. هما اللى بيحركونا ولو الانسان استكفى
بحاجه واحده بس منهم على طول .. ها يضعف . ويموت .. خصوصا والعالم كله بقى شبكة علاقات معقده .
جلال : دخلنا فى العقد .
المؤلف : وانت عملت مصيبه .. اديت للممثل فرصه يطلق نفسه من غير توجيه .. واّدى النتيجه حاله من حالات الجنون .
المخرج : كلامك مالوش اى معنى .. الانسان جواه اكترمن واحد .. يعنى انا مش انا .. انا ابقى انا وانت وهو وهو .
الحشرى : وانا كمان ؟ .
م. المخرج : ياعم اسكت خالص .. انا كل مافهم حاجه تلخبطنى وانت مالك انت ؟
الحشرى : اصل انا جاى اتفرج .
جلال : انتوا هتوجعوا دماغى ولا ايه ؟ لكل وسائل الاتصال فى العالم باعلنها على الملأ .. انا باتحدى الانجليز .. حتى لوكانوا فين .. احنا بيهمنا ؟ أحنا عيال صايعه بالأدب وبقلة الأدب .
المؤلف : إنت بتقول إيه ؟ دى سياسه مباشره .
جلال : سياسه ايه ؟ احنا ولاد بلد مجدع نحب الحق .. هجوم ( مشهد إيمائى لثوره )
ممثل2 : ألو أيوه يا ضابط .. الثوره قامت .. انا مين ؟ .. انا فتان ماهو كل بطل لازم واحد يفتن عليه .
ـ يدخل الضابط ـ
الضابط : سلم نفسك انت وهوه .. اى حركه هاضرب فى الامن المركزى .
جلال : لا .. الا المركزى .. احنا فينا من ضرب تحت الحزام .. دول عامود النظام
الحشرى : هو فيه ايه ؟
الضابط : عندنا بلاغ ان فيه مظاهره لقلب نظام الحكم .
المؤلف : شايف نتيجه عمايلك ؟.
المخرج : ماحصلش .. دا فيلم سينمائى .
الضابط : ولا كلمه .. عايز تتكلم .. اتكلم فى القسم .
جلال : ازاى تتكلم معايا كدا . انا طارد الانجليز .
المؤلف : اسكت هاتودينا فى داهيه .
جلال : اسكت انت .. انت هنا فى المملكه الاسطويه .
الضابط : اسطويه ايه ؟ .
الحشرى : انا جاى اتفرج .
الضابط : مين فيكم جلال ؟ .
ـ المخرج و المؤلف و جلال ـ : انـــــــــــــــــا .
الضابط : لا .. جلال المعداوى .
ـ المخرج و المؤلف و جلال ـ : انـــــــــــــــــا .
الضابط : انتوا ها تحيرونى ليه ؟ .. بطاقتك انت وهوه .. ايه دا ؟ .. نفس الاسم .. نفس تاريخ الميلاد .. نفس اسم الام .. نفس العنوان .. البيانات واحده ..
الصوره بس هى المختلفه .. اقبض عليهم يا عسكرى .
الحشرى : اّجى معاهم .
الضابط : انت مين ؟ .
الحشرى : انا مقلتلكش .. انا مافيش معايا بطاقه .
الضابط : هاته يا عسكرى .. واعمله محضر تحرى .
المخرج : انت ورانا ورانا .
الحشرى : اصل انا جاى اتفرج .
- اظــــــــــلام -


















2 ـ احنا
الحشرى : مفيش حد خالص .. السكه امان .. ادخلوا .
ـ يدخل جلال والمؤلف والمخرج .. المكان شبه معتم ولا تتضح معالمه ـ
الحشرى : احنا دلوقتى فى امان .. مفيش معانا حد .. كدا إحنا بعيد عن ايدين البوليس .
جلال : هو يوم باين من اوله . اللى عاوز افهمه دلوقتى .. فجأه لقيتنى ف القسم .. ليه ؟ مش عارف .. فجأه لقيتك بتقول نهرب ليه ؟ .. مش عارف .. انا عملت ايه ؟ .
المؤلف : لغاتيه ما رحنا القسم .. كانت التهمه . مظاهره لقلب نظام الحكم .. ولما عرفوا ان الموضوع تمثيل .. بقت التهمه أن تاسمك جلال المعداوى .

جلال : يا سلام .. هو ممنوع حد يبقى اسمه جلال المعادوى ولا ايه ؟ .
المؤلف : على اسمى .
المخرج : واسمى .
جلال : ياعينى .. تشابه اسماء بتحصل كتير قوى ..
الحشرى : تشابه الاسماء معقول .. لاكن تفسر بإيه .. انكم اتولدتوا ف واحد .. من ام واحده .. وفصيله دم واحه .. وعنوان واحد .. ولكم نفس رقم البطاقه .. .
جلال : إيه ؟ .. ازاى بقى .. انا ما عرفش حد فيكوا .. انا لسه مقابلكوا النهارده بس .
الحشرى : البوليس بيقول ان بطايقكوا مزوره .. يعنى فيه احتمال انكوا عاصابه .
المخرج : انا ارفض الاتهام دا .. انا راجل ليا سمعتى الفنيه .. ثم يا جدع انت ايه اللى حشرك بينا اساسا .. مش انت اللى قلت للضابط .. ان فيه احتمال نكون عصابه .. متنكرين .. وان اسم جلال المعداوى دا مجرد اسم بنستخبى وراه .. عشان ندارى جرايمنا .. ولا محصلش .
الحشرى : حصل .. كان لازم انور العدالة .. .
المخرج : وانت برضه اللى قلتلنا نهرب .. ودلتنا على الطريقه .. صح .
الحشرى : صح .. حسيت انكوا مش وش الكلام دا .
جلال : ولما احنا مش وش الكلام دا .. بتقول ليه ان احنا عصابه .. وانه لازم يتحرى عنا ؟ .
الحشرى : هى كلمة الحق تزعل ؟ .
المؤلف : بس انت اللى اتقبض عليك تحرى .. إنت اللى ماكنش معاك بطاقه .. مش احنا .
الحشرى : اهو انتوا كدا فى البلد دى .. اهم حاجه عندكم الورق .. البنى ادم ورقه .. مجرد رقم .. شويه بيانات .
جلال : ماشى يا عم .. مقبوله منك .. بس احنا متعرفناش .. ورقتك ايه بقى .
المؤلف : ـ يضحك ـ .
جلال : بتضحك على ايه ؟ على الهم اللى احنا فيه ؟ .
المخرج : صحيح بتضحك ليه ؟ .
المؤلف : على النكته اللى احنا فيها ! .
جلال : نكته بتسمى اللى احنا فيه دا نكته ! .
المؤلف : طبعا نكته .. احنا التلاته واحد .. والواحد اللى واقف دا ـ يشير الى الحشرى ـ بيدخلنا فى كل مصيبه والتانيه ومنعرفوش لغايه دلوقتى .. يعنى لحنا عرفين نفسنا ولا اللى قدامنا .
المخرج : ايوه صحيح .. انت قاعد تلبسنا كل ميبه والتانيه ومش عارفين انت مين .. فتشوه .
ـ جلال يمسك بالحشرى و المؤلف يخرج من جيب الحشرى البطاقة ـ .
جلال : الله ! .. ما البطاقه معاك اهى .. امال قلت انها مش معاك ليه ؟ .

المؤلف : ـ ضاحكا ـ جلال المعداوى .
جلال : ايوه .
المؤلف : مش انت .
المخرج : عايز ايه ؟ .
المؤلف : مش انت برضه .. البيه اللى عمال يدخلنا ف كل مصيبه والتانيه .. اسمه جلال المعداوى زينا .. وله نفس البيانات ! .
جلال : يا حفيظ .. هو يوم باين من اوله .. يارتنى ما فقت .
المخرج : الموضوع اتعقد اكتر .. والحيره زادت .
المؤلف : بص للموضوع من جهه تانيه .. فيه حاجات كتير قوى محيرانا .. اقبلها زى ماهى .. واخترع جمله تانيه تقولها بمعنا تانى بمفردات تانيه .
المخرج : مش فاهم .. .
المؤلف : ببساطه افرض .. إن احنا الاربعه بنى ادم واحد انقسم لاربعه اشخاص .. كل واحد مختلف عن التانى .. بمعنى تانى .. احنا اربع اقنعه لانسان واحد .ز وبشكل اخر .. احنا عناصر تكوين جلال المعداوى .. .. وبوضوح .. ولو .. واولا .. وثانيا .. و .. و .. والفذلكه ما تخلصش .
المخرج : انت بتقول ايه ؟ .
المؤلف : احنا اساسا مجرد راى .. وجهه نظر .. وكل واحد واهتمامه .. حتى لو الموضوع واحد .. بس وجهه النظر النفسيه .. 4 شخصيات داخل نفس واحده .. وجهه النظر السياسيه دول يجمعها اصل واحد .. ورحه واحده ومتفرقة .. وجهه النظر الاجتماعيه مجتمع واحد مليئ بعناصره المتنافره .. وهلم جره .
المخرج : وانت فاكر ان مجرد الكلام دا .. هيفهمنا ايه الحاصل ؟ .. وازاى حصل ؟ .
المؤلف : وعشان كدا بقوللك اقبل الموضوع اللى احنا فيه .. لانك مش هتلاقى يقين .. حقيقه تقدر تتسند عليها .
المخرج : انت عايزنى استسلم ! .. لا .. انا بارفض الاستسلام .
المؤلف : وبكدا تبقى شخصيتى المستخبيه الخايفه تظهر .. شخصيه المقاوح الرافض للاستسلام .. يعنى وشى التانى .
جلال : حلو قوى الكلام الكبير دا .. بس انا مش فاهم حاجه .
المؤلف : من امتى حد فاهم حاجه ؟ .. يمكن هو دا السبب اللى بيخلينى دايما ادور على الحبكه ؟ .
جلال : انت مؤلف ولا خياط .
المؤلف : مؤلف تاهت منه الحبكه .. اللى لازم تكون فى كتاباته فى النصوص اللى بيألفها .
جلال : انا طول عمرى باشرب سبرتو اشمعنى المره دى .. الكلام الكبير دا على عينى وعلى راسى .. المهم دلوقتى احنا فين .
الحشرى : كفايه ان احنا مقفول علينا اربع جدجران .. لاحد شايفنا ولا احنا شايفين حد .
المؤلف : يعنى هربنا من سجن لسجن .
جلال : انا استريحتلك قوى انت ابن حلال مصفى .. ما تنقطنى بسكاتك احسن .. هى قالتلى ابعد عن الفن وغنيله .
الحشرى : مين دى ؟ .
جلال : الجماعه بتوعى .
الحشرى : انت متجوز ؟ .
جلال : هو حد عارف يتجوز فى البلد دى .. الجماعه بتوعى بنت بلد مجدع .. ابوها صاحب مزاج عالى .. المثقف بتاعنا .. صاحب اكبر غرزه فى البلد .
الحشرى : وناوى تتجوزها ؟ .
جلال : ياريت .. احنا لغايه دلوقتى .. سكه وطريق .. فى الانون .. فى الخباثه يعنى .. بس وحيات غلاوتك عندى .. واه من غلوتك دى .. متكلمين على المنقارى سوا .
الحشرى : منقارى يعنى ايه ؟ .
جلال : حاجه كدا شبه العرفى .. عارف العرفى يابيه .
المخرج : طبعا اللى بيبقى فوق دماغ الديك .
جلال : ديك ايه يابيه ! .. العرفى دا جواز .
المؤلف : قصدك الجواز العرفى ؟ .
جلال : عندكوا انتوا تسموه الجواز العرفى .. لاكن احنا ولاد البلد ننزل تحت شويه .. نسميه المنقارى .
الحشرى : وهى تقبل ؟ .
جلال : يابيه .. الفله من القله .. والعوزه صعبه نص البلد ممنقره .. ما تقاوحش .
الحشرى : وهى جماعتك حلوه .
جلال : الله .. وانت مالك انت .
الحشرى : اصل عايز اتفرج .
المخرج : تانى .
جلال : لا باقولك اية .. انا دمى حامى .. دا اليوم اللى بيعدى وما اشوفهاش .. ما ينحسبش من عمرى .
المؤلف : يا .. لسه فيه حاجه اسمها عواطف .
الحشرى : عواطف مين .
جلال : لا ما اسمهاش عواطف .. اسمها جليله عبد الرحيم .. عارف يا بيه .. اليوم اللى الصنف شاحح فيه .. اروح لها .. ابص ف قورتها .. فروه راسى تنمل .. ابص فى مريخرها .. الهلب .. ابص على شفاتيرها .. ادروش .. ابص على ـ يضحك ـ لا مؤ اخذه يعنى .. اعمل احلى دماغ .. واروح ميت فل واربعتاشر .
المؤلف : دا حب بقى .. كويس ان فيه ناس زيك .. لما عرفت الحب .. حافظت عليه
.. مضيعتوش من ايدك .
جلال : انا متبت عليها بايدايا وسنانى .. دى جليله روح الفؤاد .. هى الحياه .
المخرج : المكان دا اضاءته موحيه .. بيفكرنى بافلام الرعب .
الحشرى : يا اما .
جلال : ماتخافش ـ يرتعد ـ خليك راجل .
المخرج ايوه دا جو مقابر .
الحشرى : طرب هو .. احنا ف طرب ؟ .
جلال : طرب ايه فال الله ولا فالك .. متخافش .
الحشرى : لا .. انا خايف .
خايف ازاى ! .. خليك راجل .. مش انت اللى جايبنا .. مش دى عملتك السودا .. الله يخرب بيتك .ز خليك جدع امال .
المخرج : الجو دا هايل . اكتب مشهد عليه ف الفيلم .
المؤلف : عايزنى اكتب بمزاجك .. فم ايه علاقه الترب بالفيلم ؟ .
المخرج : اعتبر الموت شكل من اشكال الحريه .. انطلاق الروح من الجسد .
جلال : ياعم بلاش سيره الموت .. باقشعر .
المخرج : قشعر براحتك .. وعين الحاله دى جوا ذاكرتك الانفعاليه .
جلال : مذاكره ايه انا سبت المدارس من زمان .
المخرج : جوا دماغك يعنى .. عشان تمثله فى الفيلم .
جلال : تانى بتقولى امثل .. دنا يدوب لسه ف اول مشهد واتقبض علينا .. وهربنا .. وبلاوى تنيه كتير .. امال بعد كدا ها يحصل ايه .. قل امثل قال .. حد الله مابينى وبين التمثيل .
المخرج : لازم تعانى علشان تحس بالنتيجه .
جلال : لا ياعم عانى انت لوحدك .. شوف انت اللى عمال تقولى انا مخرج محصلش . الناس سارقه دماغى .. انا عبقرى .. شوف مفيش حد عبرك ازاى .. لا صحافه .. ولا كميرات .. ولا حد من المعجبين اللى انت عمال تتفشخر بيهم .
المخرج
ك اكيد محدش عرف حاجه .. مكتمين على الخبر .
جلال : ولا حتى فيه جماعه .. لا موخذه زى كده .
المخرج : قصدك جليله .
جلال : لا .. جليله دىة بتاعتى انا .
المخرج : مش قصدى .. قصدى جليله بتاعتى انا .. إيزيس .
الحشرى : هى اسمها ايزيس .
المخرج : ايوه إيزيس .
الحشرى : حلوه .
المؤلف : وكنت بالنسبلها اوزوريس .

المخرج : لوسمحت دى امور خاصه محبش اتكلم فيها .. يظهر انك صدقت انحنا واحد .
جلال : وانا يعنى اللى زى المقطف .. عمال اتكلم واتكلم .. تشكر ياعم .. ع العموم .. النهار قرب يبان .. واول النهار ميطلع ها سيبكوا على طول .
الحشرى : هتروح فين ؟ .
جلال : ياعم انت مالك ! .. عايز تودينى فمصيبه تانيه ولا ايه .
المؤلف : ها نفضل دايما كدا .. كل ما نتجمع .. نفترق .. على اسباب تافهه .. بصوا لوجودنا مع بعض على انه وحده حقيقيه .. ايه اللى ناقصنا بس ع شان نقدر ده .. القضيه .. موجوده .. حريتنا اللى لازم نلقاها .. جوا اللى احنا فيه دا .
جلال : اعمل ايه ماهو بيقول على مقطف .
المخرج : كداب انا مفتحتش بقى معاك .. انا بحافظ على خصوصياتى .. حقى .
المؤلف : احنتا فيه حاجه نقصانا .. ايه هيه ؟ .. مش عارف .. يمكن الحلم يمكن الروح .
جلال : الراجل دا كلامه كبير اوى مابفهموش .
المؤلف: لما النهار يطلع .. ونخرج من هنا لازم ادور على اللى ناقصنى .
جلال : ياعم هو اللى بيدخل الطرب بيطلع تانى .
المؤلف: مين اللى قال ان احنا فى طرب .
الحشرى : الاستاذ المخرج .
المؤلف : طب فين القبور بس .
الحشرى : اه صحيح .. هى فين ؟ .. امال احنا فين ؟ .
المؤلف : مش عارف .
الحشرى : مش مهم المهم ان احنا بره القسم .
صوت : محكمه .
جلال : يانهار اسود .. الصوت دا جاي منين .. بيقول ايه ؟ .
صوت : باقول .. محكمه .
جلال : وكمان بيرد على .. ما انا سامع .. مبسوط ياسيدى هربتنا من القسم .. اديك جبتنا المحكمه .. يعنى انت اسرع من الحكومه نفسها .
ـ تعلو الاضاءه وتتضح معالم المكان .. محكمه لها شكل مختلف عن المحكمه العاديه ـ ميزان العدل عباره عن شكل الجهاز التنفسى .. يدخل الممثلون الى اماكنهم .. ثم ممثل الادعاء .. ثم القاضى .. ويلاحظ انه اعمى وعلى منصته اشياء سياتى ذكرها من خلال المشهد .. ويلاحظ عدم وجود محامى ـ
القاضى : ـ ممسكا مطرقه كبيره على شكل المريء والمعده يدق يها راس الحاجب ـ فتحت القعده .. نادى على المتهم الاول .
الحاجب : المتهم الاول هربان يا فندم .

القاضى : حكمت المحكمه حضوريا ببراءه المتهم .. الاسم اللى عندى احمد احمد احمد .. ماسموش هربان يا فندم .. مع لفت نظر الضابط اللى قبض عليه ـ يمسك ملف القضيه ويمزقه ـ اللى بعده .
الحاجب : المتهم التانى .. السيد الحانوتى .
المتهم : بريئ يا بيه .. انا كنت بلعب استغمايه مع ولادى .. وكانوا بيجروا ورايا .
القاضى : اعدام .
المتهم : والله انا ما كنت بهرب .. انا بريئ .
القاضى : اخرس ياحانوتى .. اللى بعده .
المؤلف : القاضى دا مش طبيعى .
المخرج : دا كاراكتر هايل ينفع نيتعمل عليه فيلم .
جلال : ياعم ارحمنا .. الراجل خد اعدام فى استغمايه .. امال احنا ها يعمل فينا ايه .
الحشرى : هش اسكت خالص سيبنى اتفرج .
المخرج : تانى .. تتفرج ياترى هاتعمل ايه المره دى .
الحاجب : المتهمه .. ايمان حلمى .
جلال : يانهار اسود .. جليله ! .
المؤلف : هاميس ! .
المخرج : إيزيس ! .
الحشرى : مش ممكن ! .
جلال : جليله عبد الرحيم الجماعه بتوعى .. يانصيبه هم .. هو فيه ليه .
الحشرى : اسكت خالص خلينا نفهم .
القاضى : ممثل الادعاء يتفضل .. 1،2،3 ابدا ـ يشير بعصا المايستروا ـ .
ممثل الادعاء : سيدى القاضى .. ان المتهمه الممثله امامنا إنما هى فى حد ذاتها قضيه كبيره .. ليه بقى ؟ .. سيدى القاضى عليه كلهم ومش سايب حد فى حاله .. هذه القضيه نموذج صارخ .
ممثله : يالهوتى .. ماكنش يومك ياشابه .
القاضى : مين اللى بتصوت دى ممنوع فيه نظام للقعده .. عايزه تصوتى ارفعى صباعك الاول .. وابقى قابلينى لوشفته .. سامعه .. الادعاء يكمل .. 1،2،3 ـ يشير اليه بالعصا ـ .
م الادعاء : انا كنت باقول ايه .
الحشرى : صارخ .
جلال : اسكت هلت ودينا فى داهيه .
م الادعاء : صارخ فى وشى .. طبعا انا اتخضيت .. ايدى اتهزت وقع .. و الله مكان قصدى انا كنت بهزر معاه .. ما اعرفش انه ها يقع من البلكونه .
الحشرى : مين دا ؟ .
م الادعاء : ـ باداء تمثيلى ـ المرحوم ابنى كل ما افتكره الدموع بتجرى عليا .. ـ نقله حاده ـ امه هى السبب هى اللى خلفته .. و سابته يلعب معايا فى
البلكونه خرجت تجيب العيش .
القاضى : هيه الموت علينا حق .
القهوجى : حق القهوه يا قاضى .. اعملى مش واخد بالك طنشنى طنش .. ولا تحب اقيدها على الحساب .
القاضى : ودا وقته .. مش شايفنى مشغول .
القهوجى : مشغول وحياتك مشغول .. ولاخر الاسبوع مشغول .
القاضى : خلاص بقى قيدها على النوته .
القهوجى : نوته .. نوته ان كنت احبك تانى نوته .. بس الحساب تقل قوى .
القاضى : الحساب يوم الحساب .
القهوجى : امرنا لله .. ـ خارجا ـ .. حاجه ساقعه بيره .
القاضى : كمل يبنى قطعت قلبى .
م الادعاء : قطعت قلبى .. قطعته بايدى .. كان هو دا الحل الوحيد .. العلاج الوحيد للى كنت فيه .. كان قرارى لوحدى .. لازم انتقم .. الانتقام هو الحل الوحيد .
الحشرى : هه وبعدين ؟ .
م الادعاء : دين الروح ما يتردش الا بالروح .. دين الدم ما يتردش الا بالدم .. الا دين الشرف .. ما يتردش الا بالروح والدم .
الحشرى : ياماما ـ مرتعدا ـ .
م الادعاء : ماما زمانها جايه .. جايه بعد شويه .. كنت دايما بغنهاله .. طول ما هى بره البيت .
الخشرى : ما يمكن عايزه تتهوى ؟ .
م الادعاء : عايزه تتهوى من حياتى .. قالت انا سجنها اللى اتوعدت بيه .. خليتها واقفه فى البلكونه وهوتها .. وجيت بنفسى واتعرفت على الجثه .
الحشرى : جثه مين ؟ .
م الادعاء : مراتى .. ما هو انا الضابط اللى اتكلفت بالقضيه .
الحشرى : مش انت اللى قتلتها ؟ .
م الادعاء : قتلتها .. عشان اطفى النار اللى فيا .. الا دين الشرف ما يكفهوش الا الروح والدم .. انا كنت وسيله للانتقام .. ورد الدين .. اللى قتلها غرورها .. رغبتها .
جلال : انا مش فاهم حاجه .
القاضى : كل دا جميل .. بس ايه علاقه دا بالقضيه .. كل يوم تحكى الحكايه .. لغايه ما حفظتها .. قتلت مراتك لانها ام مهمله .. و اقول لك انت برضه شاركت فى الاهمال دا .. تقولى .
م الادعاء : ازاى ؟ .
القاضى : عشان اديك اتهزت .
م الادعاء : اتهزت من الخضة .. رد فعل طبيعى .. لما الواد يصرخ فى وشى .

القاضى : خلاص .. يبقى الغلط فى ابنك .
م الادعاء : دا لسه عيل يا افندم .
القاضى : عيل .. عيل .. ايه علاقه دا بالقضيه .. بالمتهمه الممثله امامنا .
م الادعاء : ايمان حلمى .. تبقى مراتى .
القاضى : مش مراتك ماتت يا جدع انت ؟ .
المؤلف : مش ممكن .. هاميس ما بتموتش .
جلال : الراجل دا اهبل .. بيقول جليله مراته .
م الادعاء : ما ماتتش يا افندم .. هى الجريمه بتموت .
القاضى : انت طلعت روح مراتك ولا لا .. مش كان لها جثه .. انت اتعرفت عليها .
م الادعاء : ايوه يل لفندم .
القاضى : امال دى مين ؟ .
م الادعاء : المتهمه ايمان حلمى .
جلال : انا اتفرست .. الراجل دا انا ها هبش فى زمارت رقابته .
القاضى : عملت ايه المتهمه .
م الادعاء : نفسها تبقى ام .
القاضى : وايه اللى مانعها .
م الادعاء : انا طبعا .. ازاى تبقى ام وانا ابنى ميت .
جلال : ـ يرفع اصبعه ولا يراه القاضى ـ انا رافع صباعى .
القاضى : شايفك .. بس عامل مش واخد بالى .. اتفضل .
جلال : تشكر .. يا خرابى .. شكرا يا قاضى .
ايمان : جلال .. سيادت القاضى .. تسمحلى اتكلم .
القاضى : يا ريت .. ـ يرفع سماعه التليفون ـ الو الو 1،2،3 اتكلمى يا ايمان .. من حقك تانتى حره .. اتكلمى بصراحه .. انتى هنا فى قعده الحريه .. الديمقراطه .. قعده الواحد مع نفسه بدون اى خجل .. واجهيها لو معجبتكيش .. الطشيها بالقلم .. الو الو .. 1،2،3 قرب قرب .
ايمان :ادينى فرصه نبس .
م الادعاء : ازاى اديكى فرصه .. بعد ما مات ابنى .. الام اللى ما تخدش ولادها تحت بطنها .. تستحق الاعدام .. الشنق .
ايمان : بس انا مش مراتك .
جلال : الله اكبر .. ظهر الحق .. شكيت فيكى يا جليله .
القاضى : اللى اتكلم دا .. رفعت صباعك قبل ما تتكلم .. .
جلال : لمؤاخذه يابيه .
القاضى : اخر انذار ـ على فمه بوق ـ .. لو اتكلمت تانى من غير ماترفع صباعك .. هاضرب فى المليان .. المكان كله محاصر .. كملى كلامك .
ايمان : اللى عايزه اقوله .. انى مش مراته اللى هو فاكرها قتلت ابنه .
جلال : دى جليله الجماعه بتاعتى .

القاضى : رفعت صباعك ياللى بتتكلم ؟ .
جلال : اصله وارم يابيه .
القاضى : يبقى تسكت خالص .. خلينا نفهم .. الو الو 1،2،3 اتكلمى يا ايمان .
ايمان : انا فعلا قتلت .. منكرش .
م الادعاء : اهه شاهد يا قاضى .. اهى قالت بلسانها .. قتلت .
القاضى : انتى فين دلوقتى ؟ .
ايمان : فى القفص طبعا ـ يذهب اليها القاضى ويتحسس وجهها ـ .
القاضى : فووو .. ماشاء الله .. ايه الجمال دا .. معقول واحده فى جمالك تقتل .. حكمت المحكمه حضوريا ببراءه المتهمه .
ايمان : بس انا قتلت فعلا .
القاضى : انت تعرفى احسن منى .. ثم انا مشفتكيش وانتى بتقتلى .
ايمان : ولا هتشوفنى .
م الادعاء : ها .. هاى .. بتذلك عشان اعمى .. احسن .. احسن .
القاضى : يابنتى لازم تفهمى ان العداله عمياء .. وإذا كنت ح احكم بالعدل فانا ما شفتكيش وانتى بتقتلى .. احكم عليكى ازاى .. اوح من ضميرى فين .
ايمان : بس انا بعترف .
القاضى : مش يمكن عايزه تشيلى التهمه عن حد غيرك .
ايمان : يعنى لازم قبل ما اقتل اندهلك تشوفنى .. ازاى بس ؟ .
القاضى : مش مهم اشوفك .. المهم اصدق .. ما هو كل يوم بنشوف ناس بتقتل ناس .. مليون طريقه للموت .. مدافع رشاشات .. فنابل سكاكين .. معالق وشوك .. ومانصدقش ابدا انهم ماتوا .. بالعكس .. احنا بندى الميتين القاب .. المرحوم الفقيد .. الشهيد .. ونقعد نغنيلهم .. ومانصدقش ابدا انهم ماتوا ودفناهم بايدينا .
ـ تصفيق من الحاضرين ـ
ايمان : وليه مانصدقش ؟ .
القاضى : يمكن علشان لوصدقنا .. ـ باداء تمثيلى ـ .. كنا وقفنا فى وجه القتله .. كان الانتقام الشنيع .. ولكن .. لكن .. يبدو اننا غير قادرين على مواجهه الحقيقه .. على ان نصدق ان هناك بالفعل جريمه .. حسب الله ونعم الوكيل .. ـ ثلاثا ـ .
الحشرى : ـ يصفق ـ ابعت .
القاضى : ابعت ايه ؟ .. اللى بيتكلم دا رفع صباعه .
الحشرى : ا .. اصل انا جاي اتفرج .
ايمان : مش ممكن .. ابنى ! .
الحشرى : ماما .
القاضى : امك ؟ .
الحشرى : مادمت ابنها تبقى هى امى .. صح .

المخرج : انزل ببؤره اضاءه بسرعه .. على الام وابنها .
ـ مشهد داخل المشهد تتحول ايمان فيه الى الام ـ
الام : كان غصب عنى ما كنتش اقدر ادفيك فى حضنى .. حضنى كان غريب عنك .
الحشرى : فضلت ياما ادور عليه سبتينى ليه وحرمتينى من حواديتك .
الام : الحواديت لبتاع الحواديت .
الحشرى : وفين بتاع الحواديت .
الام : وقف يتفرج بعيد .. لابس طرطوره واقف بعيد عمال بيبكى .
الحشرى : هو الاراجوز بيبكى .
الام : لما دراعات الحدوته تضعف وتموت .
الحشرى : ماليش دعوه احكيلى انتى .
الام : مش انا الاراجوز .
الحشرى : بس انتى امى .
الام : الاراجوز .. مش ابوك .
الحشرى : امال مين ابويا ؟ .
الام : ـ صمت ـ .
الحشرى : اتكلمى .. اروى صدرى العطشان للحقيقه .. روحى العتطشانه للمعرفه .. اروينى .. نورى الضلمه قدامى .. مين ابويا .
المخرج : هايل انزل بالمزيكا .. ـ موسيقى صاخبه ـ .. مش دى .. التانيه .. ـ موسيقى حزينه يرقص اثناءها الام مع الحشرى فى دراما للوداع ـ .. هايل نور .
ايمان : جلال المعداوى ابنى .. واحد من اللى قتلتهم .
م الادعاء : ـ وهو يبكى ـ .. اه اعترفت بانها قتلت ابنها .
ايمان : ايوه بس لازم تفهم ان اللى بقتله ما بيموتش .
القاضى : ـ يبكى ـ .. ياسلام .. امال بيحصله ايه ؟ .
ايمان : بيتوه عن نفسه .
الحشرى : ـ طفلا ـ .. انا تايه تعرفش بيتنا فين ؟ .. فين بابا .
جلال : جليله .. انت بتقولى كلام عجيب قوى .. فيه ايه يا جليله .
القاضى : الواد بتاع جليله دا هاتوه واكتموا بقه .
ايمان : تسمحلى اخرج من القفص .
القاضى : اتفضلى .. حاجه ساقعه للمتهمه .
القهوجى : كدا الحساب تقل قوى .
القاضى : مردودالك ياعم .. دا واجب .. وانت ابو الواجب .
الحشرى : بابا .
القهوجى : ابوه منين .. انت ها تلبسنى تهمه انا لا ابوه ولا امه .. انا لسه عذراء .
القاضى : خلاص اتكلمى يا شابه .
ايمان : جلال المعداوى ابنى قتلته بايدى .. و لو رجع الزمن لورا برضه كنت هاقتله
بايدى .
جلال : حاسبوا كدا .. فيه ايه يا جليله ؟ الشحط دا جبتيه منين ؟
القاضى : انت يا بتاع جليله .. اللى قدامك دى اسمها ايمان .
ايمان : لا يا افندم اسمى جليله ..جليله عبد الرحيم .
جلال : يعنى انت جليله يا جليله ..امال الولد مين ؟
القاضى : مين اللى بيتكلم دا ؟
جلال : انا من ضيع فى الاوهام عمره ..انا اللى حبها و اداها اغلى ما عنده اداها حبه .. و امنها على راحة باله و على شوق قلبه .. و ف عز الليل و الحنيه ..فتحت عينيا شويه .. لقيت عندها شحط ..ابنها ..انتى منقرتى من ورايا يا خاينه .
م.الادعاء : و شهد شاهد من اهلها ..كانت مرافقه عليه واحد تانى .
ايمان : انا ماخنتكش .
جلال : امال بتسمى اللى قدامى دا ايه ؟..انا اللى خانته .. انا جلال المعداوى .
القاضى : ابنك ؟
ايمان : لا يا سيادة القاضى ..دا ابوه .
جلال و القاضى : ابو مين ؟
ايمان : ابو ابنى جلال المعداوى .
القاضى : جرى ايه يا جليله .. قصدى يامان .. انتى بتستعمينى ولا ايه .. مين ابن مين ومين ابو مين .
ايمان : دا جلال المعداوى ابنى .
الحشرى : انا .
ايمان : ودا جلال امعداوى ابوه .
جلال : ابعت .. ابو مين .. انا ابو الشحط دا .. ازاى دا اكبر منى .. اخلفه امتى .. ثم انا لسه يعنى .. جرى ايه يا جليله ؟ .. انتى حتطلعى على نفسك سمعه ولا ايه .. هو انا جيت جنبك ؟ .
ايمان : احنا على الحلوه والمره سوا .. الحياه بنا واضحه . اتفقنا على الصراحه .. كنت دايما واقف جنبى ليه المره دى مش مصدقنى .. ليه مش جنبى ؟ .
المخرج : بؤره ضوء على جليله وجلال .
جلال : ـ مناديا ـ .. جليلاااا .
جليله : انت جيت يا سبعى .. يارافع راسى .. هيه اشتغلت ولا لسه .
جلال : انتى واخدانى على مشمى كدا ليه يا جليله .. دا انا جايلك وطالب القرب .
جليله : ماقلتلك .. مهرى غالى قوى يا جلال .
جلال : لو ف حنك السبع اجيبهولك .. دا انا جلال المعداوى .. كل الشوارع تعرفنى .
جليله : يا فرحتى بالبقين اللى عمال تقولهم لى كل يوم . . ومافيش شغلانه سانداك .
جلال : حبك فى قلبى احسن عامود بيسندنى .. اه يا عمود قلبى لو تعرفى ايه اللى جواه .. كل نقطه دم فيه بتقول لك بحبك .. بتقول لك اه يا ملوعنى ياتقيل انت
ياحلو .
جليله : بقول لك ايه .. ابعد عنى .
جلال : هو انا اقدر .. دا انتى لو طلبتى الغالى اجيبه لك .. دا انا لزقه .
جليله : افرض مثلا .. مثلا يعنى .. انك عرفت انى انا مش انا .. وان انا اللى هى مش انا .. طلعت انا .
جلال : عروستى ؟ .
جليله : ها تبعد عنى فى يوم يا جلال ؟ .
جلال : فشر لا عاش ولا كان اللى يقول كدا .. دنا افديكى بروحى .. يا روحى .
المخرج : stop .. نور .
جلال : ايوه يا بيه انا ابوه ابو الشحط دا .. جبته .. لا اعلم من اين ولكنى جبته .. لست قدره .
القاضى : افهم من كدا ان الاب والابن و الام موجودين .. يبقى قتلت مين ؟ .. ما هو ابنك اه ؟ .
ايمان : قتلت جلا المعداوى ابوه .
جلال : انا يا جليله ؟ ! .
ايمان : ايوه .. لما اخليته يدفع قثمن غلطه هو مرتكبهاش .. ويدعى انه ابو جلال المعداوى .. عشان يحمينى .. لما خدعته وفجاته بعد ما حبنى .. انى مش البنت اللى بيحلم بيها .. بس عشان حبنى وقف جنبى .. عشان يدارى على غلطتى مع جلال المعداوى .
م الادعاء : يا نصبتى انت غلطى مع جلال المعداوى .. واللى وقف جنبك جلال المعداوى .. وابنك جلال المعداوى .. غلطتى مع ابنك .. يلاهوى .. وهذا دليل اخر يا سياده القاضى .
القاضى : يا جدع افهم .. ها تغلط مع ابنها ازاى ؟ .. وبعدين تخلفه .. هى قصدها على الاسطى جلال .
ايمان : لا يا سياده القاضى .
القاضى : لا .. امال مين ؟ .
ايمان : جلال المعداوى .
القاضى : ابنك .
ايمان : لا .
القاضى : ابوه .
ايمان : لا .. برضة .
القاضى : امال مين ؟ .
ايمان : جلال المعداوى التالت .. الخدعه .. الوهم .. الخيانه .. الهروب .. جلال المعداوى المخرج .
القاضى : يا لاهوى .. يعنى غير الابن و ابوه .. هو يوم باين من اوله انام واصحى .. الاقى البلد كلها جلال المعداوى .. الا اونا الا دوى الا ترا مين يزود تلاته
جلال المعداوى .. واحد ابنها والتانى ابوه .. اما نشوف التالت دا يطلع ايه .
المخرج : لو سمحت يا افندم .. انا ما ليش دعوه بالكلام دا .. انا معرفش ايمان حلمى دى خالص .
ايمان : بس تعرف ايزيس .
المخرج : دى خصوصيات ما اسمحش بالكلام فيها .
القاضى : ها اعدمك .. تعرف ايزيس اللى قالت عليها ايمان ..ولا جليله دى .
المخرج : ايوه .. ايزيس دى رمز .. بادور عليه .. قابتها مره واحده .. وبعدها سافرت امريكا .
ايمان : انا ايزيس .
القاضى : نعم ياختى . بتقولى ايه .. اتى ايمان .. ولا جليله .. ولا ام الواد . ولا ايزيس .. انتى مين باضبط . مترسيلك على اسم يا وليه .
ايمان : انا ايزيس .. هدف من اهتدافه .. ادعى انه الرمز .. وخلانى اعيش فى حلم كبير قوى .. انا الحياه .. الحب .. الاصاله .. ايزيس الحدوته .. وافتكرت انه اوزوريس الشهيد .. وسابنى فجاه .. هجرنى .. سافر امريكا بعد ما حولنى .. من رمز .. لحاجه تانيه خالص .. خلانى عار .. عار حتى على الاسطوره .. بعد ما كنت باستمد منه القوه .. اكتشفت انى ضعيفه .. ضعيفه .. ضعيفه لما استسلمت له .. ولقتنى ضعت .
م الادعاء : عندك .. مين اللى ضاع .
ايمان : ايزيس .
م الادعاء : وانتى مين .
ايمان : ايمان حلمى .
م الادعاء : دورتى عليها كويس يمكن وقعت منك هنا ولا هنا .. شفتيها فدرج المكتب .. طب دورى فجيبك .
القاضى : حكايه تقطع القلب .
المخرج : انا ماليش دعوه .. كل انسان بتجيله لحظه ضعف لحظه ما بيشوفش فيها اى نور للدنيا .. ومبيبقاش عننده اى قوه .. وانتى ساعدتينى فى دا .
ايمان : منكمرش .. بس انت اللى استغليت رغبتى لتحقيق ذاتى .. انى اكون انا .. فوهمتنى بايزيس .. وصدقتك .. وانا عمرى ماكنت هيا .. استغليت رغبتى عشان اخرج من دايره جلال المعداوى .
القاضى : عندك .. الاب ولا الابن .
ايمان : لا دا .. ولا دا .
القاضى : حاسبى .. ايه انتى كل اللى تعرفيهم اسمهم جلال المعداوى ولا ايه .. انا اتلخبط .
م الادعاء : سيدى القاضى .
القاضى : انت تسكت خالص ..انا هات اعتزل التحكيم .
م الادعاء : تسمحلى افهمك ابعاد تالقضيه .

القاضى : انتى اللى تفهمنى .. دا انت بتسرح .
م الادعاء : اسمعنى بس .. القضيه ببساطه شديده جدا .. ان جلال المعداوى اللى مات .. ما ماتش .. وهو طلع ابوه .. يعنى جلال المعداوى مش ابنه بس هو ابوه .. وابوه اللى دفن الجثه اللى ما ماتتش هو الى دارى عليها .. وهو محماهاش ولا حاجه .. دى هيه اللى ادت له زنبه .. لانه مش ابوه .. وابوه بقى يبقى اللى اتخلى عنها .. يعنى ابنه مش ابنه وابوه مش ابوه مع انه ابوه .. بس هو ابنها وابوه .. والعيله دى اساسا عيله لبش .. هما اللى وحوا مراتى عشان تخلف .. يقوم الواد يقع من البلكونه يتهبد على الارض .. اصل انا اتخضيت وانا اللى شايله .. .
القاضى : استنى .. كملى قبل الازمه القلبيه متجيلى .
ايمان : كنت وصلت لمرحله محتاجه الاقى نفسى .. بدا يقول لى اخرجى من كل الدواير .. اوعى تبقى صوره لحد .. انت ايزيس الرمز .. اوعى تبقى شبه جلال المعداوى .. .
القاضى : الى هو ..... هو ! .
ايمان : لا .
القاضى : سمع هس .. سمعنى احلى جلال المعداوى تانى وتالت ورابع والبقيه تاتى .. والسلام دا .. لجلال المعداوى .. ابونا .. واخونا . وعمنا .. وسيدنا وتاج راسنا .. ـ يخرج صاجات ـ .. واحنا فى الارض .. وحبه فوق وحبه تحت .. بتقولى ايه يا اما .. يا ام الشعب .. هو فيه رابع .
ايمان : ايوه جلال امعداوى الرابع .. جلال المعداوى الحب .. .
المؤلف : هاميس .
القاضى : حاسب .. هاميس مين .
ايمان : انا .
القاضى : ياربى .. انا فتحت .. اربعه اسمهم جلال المعداوى .. قلت ميهمش بتحصل فى احسن الدول .. تشابه اسماء .. وواحده لها اربع اسماء .. ايمان .. جليله .. ايزيس .. هاميس .. .
الحشرى : وماما .
القاضى : ليست قوه واحد .. بل 2،3،4،5، وان وانت رقصنى يا جدع .
م الادعاء : هيه .. القاضى اتجن .. القاضى اتجنن .
القاضى : فين القهوجى .. هاتوا القهوجى .
القهوجى : ايوه ياقاضى .
القاضى : انا عليا ليك كام .
القهوجى : كتير .. ليه .. انت ناوى تدفع ؟ .
القاضى : ايوه .. عشان اغور من هنا .
القهوجى : مش ممكن هايدفع .. ها ابقى غنى .. احمدك يارب .. ها اشترى دهب .. ياقوت .. مرجان .. اه .. قلبى .. قلبى . ـ يسقط ميتا ـ .

الادعاء : 1،2،3 .. ـ يشير وكانه يرفع يد القاضى فى حلبه مصارعه ـ مات .

القاضى : م الفرحه .. وانا هاموت من الغيظ .. مين جلال المعداوى الرابع دا .
المؤلف : انا يا سيادت القاضى .
القاضى : رفعت صباعك قبل اما تتكلم ؟ .
المؤلف : ايمان .. هى جليله .. هى ايزيس .. هى هاميس .. انسانه بتدور على نفسها نفسها تحس باستقلالها .. بحريتها .. بالخروج من سيطرت ابوها فى البيت .. كانت بتدور على الانطلاق .
ايمان : قابلت جلال المعداوى .
المؤلف : انا .. حسينا الحياه سوا .. الحب علمنا ان احنا واحد .. نضحك مع بعض .. نغنى مع بعض .. نحزن مع بعض .
ايمان : خاف ابويا اخرج من تحت سيطرته .. لما لقانى بدات اكون شبه .. حبيبى .. جلال المعداوى .. زق عليا جلال المعداوى .
المخرج : انا .. افهمها تكون نفسها .. استغليت صداقتها ليا .. وبدات اتقرب لها .. واحلوت اخليها صوره للحلم اللى جوايا .. ايزيس .. ولما فشلت ف لحظه ضعف .
ايمان : قتلنى .. وكانت النتيجه جلال المعداوى .
الحشرى : انا .
ايمان : واللى كان لازم ابعده عن ابوه اللى هرب واحرمه منه .. ومنى امه .. احمه من حواديتى لانه ابنى مش منى .. ابن المخرج .. ساعتها مالقتش حبيبى كان غرقان ف حزنه .. استسلامه .. ف قابلت جلال المعداوى .
جلال : انا .
ايمان : وقف جنبى .. وساعدنى .. رغم انى الغلطانه .. انا المتهمه .
القاضى : قطعتى قبلبى .. اسمعى يا بنتى .. اظنك لا حظتى ان المحكمه بتاعتنا دى مش عا ديه .. عباره عن قعده .. ما تلقيهاش بره ابدا .. تلقيها بس جواكى .. جوا كل واحد منكم .. تقدروا تعتبروها محكمه جواكم .. عشان كدا مفيهاش محامى .. لان مطلوب انك تواجه ودافع عن نفسك فيها .. تعترف بغلطك عشان تبدا بدايه جديده .. عشان كدا انا حكمت على المتهم الاولانى بالبراءه لانه كان هربان .. والانسان ما بيهربش من نفسه الا اذا مات .. يعنى هو كان مات .ز براءه .. والمتهم التانى اعدام .. لانه قاوح الحقيقه وانكر .. واللى يكدب على نفسه يموت .. اما انتى ف سمعتك كويس .. لانك من الاول اتهمتى نفسك .. يعنى كنت ها تقولى الصدق .. والصدق كفيل ان احنا نسمعه لو غلط .. انا قاضى .. مش ها تلاقيه الا جواكم .. ها يضحك معاكم ويشخط فيكم .. ويتريق عليكم .. بس قضى واعى قوى .. عقر يعنى .. وعشان كدا انا ها اقول راى بصراحه .. انا شايف ان جلال المعداوى مسكين .. قطع نفسه .. فضاع الحلم من ه .. هو ما لوش ذنب ..
المجتمع هو السبب .. الرغبه فى تحقيق الذات .. الحيره .. الحياه .. الحب ولا الجنس .. الزهد ولا العفاف .. الجدعنه ولا النداله .. هى الحياه ايه باضبط .. سؤال توه جلال المعداوى من جلال المعداوى .. ودا شكل من اشكال الجنون .
الضابط : سلم نفسك انت وهو اى حركه ها اضرب فى الامن المركزى .
المؤلف : تانى .
الحشرى : يلا نهرب من هنا .
ـ يهرب الجميع .. يدخل الضابط ـ
الضابط : هما فين ؟ .
القاضى : مين ؟ .
الضابط : جلال المعداوى .
القاضى : ما انا قدامك اهه .
الضابط : ايه بتقول ايه ؟ .. ورينى بطاقتك .. نفس البيانات .. برضه انت كمان جلال المعداوى .

القاضى : ايوه .. اللى فارق عن بياناتهم .. ان ليا بنت .. اسمها ايمان حلمى .
الضابط : اقبض عليه يا عسكرى .
م الادعاء : هيه .. بقيت لوحدى .. حكمت المحكمه حضوريا بحبس القاضى 6 شهور .. واحاله القضيه المعاداويه الى معسكر المجانين .. وانا الى فضيلت المفتى .. هيه .. ها خد اعدام .. هاخد اعدام .. احسن .. احسن .
اظلام















3 كلنا
فوق أحد الأسطح التي توحي بالعلو الشاهق حتي أنها تقترب من الأقمار الصناعية الواضحة تماما كأنها عيون وألسنة تراقب وتتكلم .. المؤلف وقد تنكر في في زي شحات والحشري في زي صبي وجلال في رجل أعمال والمخرج في زي درويش .. السطح مستويات متعددة ..
المعلم :- كدا بقي ولا الجن الأزرق ها يعرفكم ..
جلال :- والله يا معلم مش عارفين نودي جمايلك دي فين .. لولا وقفتك جنبنا كنا
انتهينا
المعلم :- أنا في الخدمة .. أصل حكايتكوا تقطع القلب الحزين .. والزعيم بتاعنا قلبه
حنين .. وعشان كدا وافق تفضلواهنا .. علي أمل تشتغلوا بإخلاص .. وأنتوا
عارفين ماعدشي حد لاقي شغل خلاص ..
المؤلف :- وإيه اللي مطلوب بالظبط
المعلم :- بزنز إز بزنز .. أجرة المكان .. الأرضية .. ودي بقي بالإتفاق احنا بنساعد
الشباب .. أصل الشباب .. أصل احنا بنحبهم قوي
المخرج :- واحنا هانقابل الزعيم إمتي ؟
المعلم :- وطي صوتك .. مفيش حد بيقابل الزعيم .. احنا بتجيلنا الأوامر منه بالموبايل
المؤلف :- إزاي ؟ عايزنا نشتغل مع حد ما نعرفوش
المعلم :- ومين الي قال إننا ما نعرفوش ؟ احنا عارفينه كويس .. بس ما حدش مصدق
انه هو الزعيم .. بس اللي متأكدين منه إنه عارف كل حاجه .. أصل عنده
نفوذ ف كل حته .. وعنده طيارات وسفن ومدافع وأقمار صناعية ومكتب
الحشري :- مكتب ؟
المعلم :- عشان يقعد فيه ..افهمكوا أكتر.. الزعيم شايفنا دلوقتي بالقمر الصناعي
وسامعنا وسامع دبة النمله كمان
المؤلف :- وعرفت الكلام دا منين ؟
المعلم :- ماتسألنيش .. أنا حياله عبد المأمور .. هو لما شاف حكايتكوا قدامه .. بعتني
أنقذكوا .. وخلاص
جلال :- والله فيه الخير
المعلم :- طب بالإذن بقي .. ماحدش ينسي شغلانته
جلال :- ألف سلامة .. يا سيد المعلمين .. سلملنا ع الزعيم
المعلم :- هو زمانه شايفكوا قدامه
جلال :- سلام يا أبو الزعامه
المؤلف :- شحات .. علي آخر الزمن أشتغل شحات
جلال :- الشغل مش عيب .. أنت كنت لاقي ..
المؤلف :- بس أنا مؤلف
جلال :- يا عم شوية الورق دا مبيأكلش عيش .. وما حدش بيقراه أساسا .. واللي

بيقراه مابيفهمش الكلام المكلكع بتاعك دا .. قال الإستقلال التام قال..
أدينااتزأمنا ياعم
المؤلف : أقوم ابقي شحات
جلال :- طب ماأنا بقيت بيزنيس مان أهه .. مازعلتش ليه ؟ مع إني أسطي قد الدنيا ..
حد طايل يبقي شحات .. فلوس م الهوا
المؤلف :- ولزمة التعليم بقي ؟.
جلال :- العيشه .. مش بيقولوا العلام زي الميه والهوا .. ما تعرفش تعيش من غيره..
المؤلف :- اسمالله عليك .. علي كدا أنت اتعلمت؟
جلال :- مفيش خناقة دخلتها .. ماعلمتش ولا اتعلمت فيها علامه ف دراعي .. علامه
في كتفي .. علامه في ضهري .. حتي شوف
المؤلف :- هودا التعليم بتاعك
جلال :- أيوه .. دا تعليم مدرسة الحياة ..
الحشري :- أما عليك دقن .. الواحد يتفرج عليها ما يشبعش
المخرج :- تاني تتفرج ؟ ما هي فرجتك السودا .. اللي دخلتنا من مصيبة للتانية
الحشري :- كل واحد مسئول عن نفسه
المخرج :- هانستعيل
الحشري :- شغلتي .. أنا هاشتغل عيل .. صبي
المخرج :- صبي..
الحشري :- ايه مستغرب .. أيوه .. صبي بواب .. صبي عجلاتي .. صبي رجل
اعمال .. صبي شحات .. صبي إرهابي .. المهم صبي ..
المخرج :- وانت بقي بتفهم في كل دول
الحشري :- لأ طبعا ..
المخرج :- وهاتشتغل إزاي بقي ..
الحشري :- بالبركة ..
المخرج :- في حاجة أسمها البركة
الحشري :- أيوه فيه .. بركاتك يا مولانا .. يا عظيم .. بطني بتوجعني أعملي سفوف
أسفه
المخرج :- ( ضاحكا ) عندك حق .. ماأنا بقيت دجال أهه .. وبعمه .. درويش راجع
من أمريكا..
الحشري :- كنت بتعمل إيه هناك .. بتدرس سينما
المخرج :- لأ .. دورة تدريبية للعلاج بالخارج .. علي نفقة الدولة بارجع منها أشتغل
مدير ثقافة .. مخرج سينما.. أشتغل محترم
الحشري :- محترم .. يعني إيه ؟
المخرج :- مش اللي بيدرس طب .. بيزودوله قبل أسمه حرف د. دكتور يعني .. أو
هندسة .. م.. مهندس .. اللي بيأخذ الدوره دي بيزودوله ف أول اسمه
المحترم
الحشري :- ولما أنت محترم بيعملوا فيك كدا ليه
المخرج :- حظ .. حظي نحس ..
الحشري :- أقولك اعمل لنفسك حجاب .. ( ضاحكا )
المخرج :- ( ضاحكا ) حجاب ؟!
الحشري :- يعني أنت من زوي الألقاب زيي
المخرج :- أنت كمان .. ولقبك ايه ؟
الحشري :- دكتور .. أنا واخد د كتوراه
المخرج :- دكتوراه .. في إيه؟
الحشري :- ف الشوربة
المخرج :- الشوربة .. اشمعني ؟
الحشري :- التخصص الوحيد اللي فاضل ‍‍.. ‍‍‍‍‍‍‍‍‌‌! أنا كان نفسي أبقي ممثل .. أهلي
مارضوش .. دخلت خدمة إجتماعية .. ولما اتخرجت جبت مقبول .. قلت
أخش المعهد .. قالولي .. أنت كبرت .. قلت آخد دراسات حرة .. وأكمل ..
مالقيتش .. ولما فتحوها قالوا ما ينفعش لازم أبقي واخد جيد عشان أكمل ..
جيد إزاي وأنا.. أساسا.. داخل خدمة إجتماعية غصب عني .. يعني اربع
سنين عمال أحشر في دماغي معلومات مابحبهاش ومبفهمهاش .. قررت
أتحدي .. ودخلت المطبخ .. وإتعلمت الطبيخ .. وإتخصصت في الفول .
المخرج : - طب والشوربة
الحشري :- ماعرفش أعملها ..وعشان كده خدت دكتوراه ..
المخرج :- رغم إن الشوربه بسيطة جدا
الحشري :- عشان كدا صعبه .. كل ما الحاجة تكون بسيطة .. بتبقي صعبة .. عشان
مابنصدقهاش
المخرج :- كأنك تقصد إن إحنا بندور علي التعقيد
الحشري :- فعلا .. الإنسان بيحاول يبسط كل حاجة .. فتتعقد .. يعني اللي عمل
الكمبيوتر .. حب يوفر علي المخ إرهاق فزود الروح قلق.
المخرج :- طبيعة العالم كدا .. لازم يبقي فيه قلق .. عشان يبقي فيه تجديد
الحشري :- أيون .. زبون جاي من بعيد .
( يدخل القاضي ممسكا عصا طويلة ويرتدي شورت وجاكت )
جلال :- هو أنت ؟
القاضي :- الأسطي جلال المعداوي .. إزيك يا ولد
جلال :- عرفتني إزاي .. أنا لابس بدله
القاضي :- من ريحتك .. وبعدين إتأكدت من غبائك في الرد
المؤلف :- أنت جيت هنا إزاي ؟
القاضي :- برجليا
المخرج :- وإشمعني هنا بالذات ؟

القاضي :- عشان أنتوا هنا
الحشري :- وعرفت إزاي إن إحنا هنا ؟ دا مافيش حد يعرف خالص
القاضي :- ودي عايزه نباهه.. اللي يحب يستخبي من الضابط .. يستخبي فين ..
جلال :- إسألني أنا .. أقولك.. فوق سطح القسم
القاضي :- أهه .. أديك قلتها
جلال :- يعني إيه ؟.. إحنا علي السطح ولا إيه ؟
القاضي :- أيوه .
جلال :- يا نهار أسود .. عملها المعلم فينا .. ورجعنا القسم
القاضي :- إطمن .. ما حدش هيعرفك ما دمت متنكر .
المؤلف :- وعرفت إزاي إننا متنكرين ؟
القاضي :- لأن هو دا الحل الوحيد علشان ماحدش يعرفك .. الظروف حواليك هتخليك
غصبن عنك تتنكر .. زي كدا .. وعشان هي دي الطريقة الوحيدة اللي
تخليك تتطمن
الحشري :- عندك حق المسأله أبسط من إننا نفهمها
المخرج :- إتكلم .. وأنت جيت ليه؟
القاضي :- جيت أدور ع اللي ضاع
المؤلف :- ضاع ؟ إيه اللي ضاع ؟
القاضي :- قول مين اللي ضاع ؟
جلال :- مين اللي ضاع ؟ دا قصده علي بني آدم .. مين اللي ضاع ؟
القاضي :- ( ضاحكا ) اللي بأدور عليه - يخرج -
الحشري :- رايح فين ؟
المؤلف :- مين اللي ضاع ؟
جلال :- تلاقي قصده علي جليلة ؟
المخرج :- جليلة مين ؟ سامية .. ياه .. أنت لسه فاكر .
المؤلف :- صحيح .. هي راحت فين ؟ أنا إتهيألي إنها معاك
المخرج :- أبدا .. أنا فاكرها معاك أنت
المؤلف :- لآ .. مااخدتش بالي خالص منها
الحشري :- إفتح المندل يمكن تلاقيها
المخرج :- ما ينفعش ياحدق .. عشان المندل لازم يبص فيه عيل صغير
الحشري :- أبص أنا
المخرج :- عيل .. إحنا دافنينه سوا .. أنت صبي دجال
جلال :- ما توجعشي دماغنا بقي .. تلاقيها هنا ولا هناك ماتقلقش عليها
( تدخل الفتاه حامل بطنها عبارة عن سلة بغطاء أثناء المشهد تفتح الغطاء وترمي دمي منها وترتدي نظارة )
المؤلف :- حسنه قليلة تمنع بلاوي تقيلة .. حسنة تنكتبلك يوم القيامة
الفتاة :- إدعيلي ياحاج
المؤلف :- إلهي ربنا يسترك
الفتاة :- ويردلك نظرك ياخويا .. مستورة والحمد لله .. مانتاش شايف الدبلة في شمالي
أهي
المؤلف :- دي حتة دبلة.. أي حد يعرف يشتريها .. ماكل الناس.. شاريه دبل .. هي
مشكلة يعني .. هاتي لي ربع جنيه
الفتاة :- أما إنك شحات بجح صحيح
الحشري :- (مخرجا منديل يمسح زجاج نظارتها) لامؤاخذه يا ست هانم أصله شحات
غلبان .. أهبل
الفتاة :- المستشفيات تلم
المؤلف :- حسنة
الفتاة :- أما إنك عجيب .. امشي لأبلغ البوليس
الحشري :- بوليس إيه يا ست هانم .. هتعملي عقلك بعقله .. ياست الستات
الفتاة :- أنت مين ؟
الحشري :- أنا المسلكاتي في المنطقة .. أي حاجة تعوزيها أدلك عليها
الفتاة :- عايزة الدكتور .. قالولي إنه هنا .
الحشري :- أوامرك يا ست الكل .. بس بتشتكي من إيه؟
الفتاة :- ( تصرخ ترفع غطاء السلة تخرج دمية وتلقيها ) أهه زي ماأنت شايف كل
شويه أولد .. ولسه حامل .. العيال مابتخلصش
الحشري :- عمل..معمولك عمل ياست الكل ..
الفتاة :- عمل..هو حد لاقي
الحشري :- العمل موجود .. بس هما ولاد الحرام .. ماخلوش لولاد الحلال حاجة
الفتاة :- والعمل دا حكومة والا قطاع خاص
الحشري :- وحياتك لادا ولادا ..
الفتاة :- امال اية ؟ ( تصرخ وتخرج دمية أخري )
الحشري :- سلامتك ياست الكل .. أنا عندي العلاج .. لازم نفك العمل تعالي معايا
(الي المخرج )
سيدنا هو يدلك إذاكان معمولك عمل واللا لا
الفتاة :- إلحقني يا عم الشيخ .. تعبانة .. عمالة بولد وما بطلش
المخرج :- ياولد ياسيد .. ياسيد .. ياأستاذ سيد .. ياسيد بيه .. ياسيد أفندي .. يا سيد
باشا
الفتاة :- هوبيقول إيه ؟
الحشري :- بينده ع الأسياد
المخرج :- معمولك عمل بالخلفة .. إذ ربما يبقي في العيال سندك .. وزندك ..
وعزوتك
الفتاة :- يعني العيال عزوة

المخرج :- بس بترميهم يا شابة .. وبتحسي إنك مش طايقاهم ..وخانقينك .. وحملهم
علي رقابتك .. ومصاريفهم زيادة
الفتاة :- أيوه يا سيدنا الشيخ تعبت قوي .. ومش لاقيه حل
المخرج :- الحل موجود عند الغني .. والأول لايميني ع الmoney
الفتاة :- إتفضل يا سيدنا الشيخ ( تصرخ وترمي طفلا آخر )
المخرج :- هاعملك حجاب .. يفتحلك كل الأبواب ويقفلك بعض الأبواب والعيل اللي
تجيبيه ..رضعيه.. عينيه
الفتاة :- فين ؟
المخرج :- ف نن العين
الحشري :-مش قلتلك بركة .. مش هتفتكريني بحاجة
الفتاة :- هو عمل حاجة (تصرخ وتخرج رأس طفل )
راس .. دا لسه ماستواش ( تعيده مره أخري )
الحشري :- شفتي بركاته .. أهو رجع
المخرج :- الحجاب
( يلبسها حجاب ( إيشارب) )
الفتاة :- إلهي ربنا يخليك ( تخرج )
الحشري :- حلو .. ربنا فتحها عليك ياعم
المخرج :-دي ست عجب .. فاتحه ماسورة عيال بتفكرني بأمي الله يرحمها ..
ماكانتشي بتبطل خلفة
الحشري :- يظهر أمهات زمان كلهم زي بعض .. أمي أنا كمان كانت كده .. والأنكت
كان متهيألي إن كل الدجالين حفظوها أصل ماكانش فيه حد بيعيش لها وبعدين
لما جابتني سمتني جلال.. وبقت تندهلي ماسورة عشان النداهة
المعلم :- ( يدخل ) أخبار الغلة إيه؟
الحشري :- تمام
المعلم :- الزعيم عارف كل حاجة .. ما تنساش .. ايدك علي الارضية
المخرج:- أرضية يعني إية ؟
المعلم:- المعلوم ياحلو .. فلوس .. امال قاعد ببلاش طلع الفلوس لاطلعها انا
المخرج:- هاتعملي اية يعنى
المعلم:- تحب اوريك ؟
الحشري :- إستني..(للمخرج ) ماتنساش ان احنا فوق القسم
المخرج :- أيوه .. صحيح ..لأ اتفضل ..
المعلم :- برافو .. كدا أنت راجل جدع
( يخرج ويدخل القاضي )
القاضي :- سلام عليكوا
الحشري :- لسه بتدور ع اللي ضاع ؟

القاضي :- عرفتوا مين اللي ضاع ؟
المخرج :- عرفناه
القاضي :- متاكد
المؤلف :- أيوه..
جلال :- نقطنا بسكاتك .. لسه ما إستفتحناش
القاضي :- لسه مش لاقينه
جلال :- إحنا مش فاضيين ندور أساسا
القاضي :- أنا هادور عليه .. سلامو عليكو
( يخرج )
المؤلف :- الراجل دا غريب .. أعمي وفاكر الناس زيه
( تدخل الفتاه وجهها ملطخ بالألوان هي محاولة مبالغ فيها للتجميل )
المؤلف :- حسنه
الفتاة :- نعم ..لامؤاخذه .. بردون
المؤلف :- حسنه
الفتاة :- اللي علي خدي واللا اللي علي كتفي واللا اللي ف دراعي واللا اللي فين
بالظبط
المؤلف :- حسنه يا كابتن .. حسنه قليلة تمنع بلاوي كتيرة شحاته يعني .. أنا شحات
الفتاة :- نعم لامؤاخذه .. بردون .. شحات .. أنا مااقبلش إني أتجوز .. دا كان دادي
في الصعيد تاواني ف الجبل
المؤلف :- أنا أتجوزك إنتي .. أتجوز ملامح ملخبطة وروح ناشفة
الفتاة :- نعم .. لامؤاخذه .. بردون .. جري إيه يا ادلعدي أنت بتعاكسني عيني عينك .
المؤلف :- باعكسك إيه .. أنا باشحت منك ؛.
الفتاة :- نعم .. لامؤاخذه .. بردون مش سامعه
الحشري :- أهلا .. أهلا ست الكل .. أول مرة نشوفك يا جميل إي طلبات .. أي
خدمات .. أنا مسلكاتي الحته
الفتاة :-الجدع دا ياي .. خليه يبعد عني
الحشري :- امشي أقعد مكانك .. دي ست الكل .. ( هامسا ) هي منحسه معاك كده ليه ؟
المؤلف :- حتي الشحاتة يا أخي
الحشري :- أوامرك يا ست الكل
الفتاة :- نعم .. بردون .. لامؤاخذة .. باتمشي .. حاسة بفراغ فظيع .. مريع .. شنيع
..محشور في زوري
الحشري :- زورك ؟!
الفتاة :- الكلب بتاعي عنده بارتي مع الكلبه بتاعته في الخرابة اللي جنب عشتنا ..
قصدي الفله

الحشري :- فله؟!
الفتاة :- نعم .. بردون
الحشري :- لامؤاخذه .. أنا عندي الحل .. هاعرفك علي حتة راجل أعمال .. يفيدك
يا أبله
الفتاة :- بيزنس
الحشري :- وي بيزنس .. أنت علاجك الوحيد .. ال بيزنس لغاية ربنا ما يفتحها في
وشك .. وتلاقي عدلك
الفتاة :- نعم .. بردون ..لامؤاخذه .. عدلي .. أنا البلد كلها حفيت ورايا .. بس أنا
عندي حموضه .. معدتي مش قابله
الحشري :-نعم .. بردون يأختي .. هو حد لاقي يتجوز .. قصدي طبعا طبعا .. تعالي
معايا
( إلي جلال )
الحشري :- صباح الفل ياأسطي .. قصدي يا أستاذ جلال .. الهانم جايالك
جلال :- ( بوقار مصطنع ) أهلا وسهلا .. ثانك يو .. طلباتك
الفتاة :- بيقولي إنك رجل أعمال
الحشري :- أكبر راجل أعمال في البلد
الفتاة :- فاضيه .. فراغ .. فظيع .. عندك عمل ..
جلال :- ولو مافيش .. من تحت الأرض :. يجيلك لغاية عندك .. دي شغلتي .. تحبي
أيه نوعية العمل بالظبط .. ثانك يو
الفتاة :- ( بلهفة ) أي حاجة .. أي حاجة .. الفراغ الفظيع .. محشور في زوري
جلال :- اللي يريحك .. أنا في خدمة الشباب
الفتاة :- نعم .. لامؤاخذه .. بردون .. اوعي تفتكر إني زي الشباب .. لآ .. أنا دادي
عنده حته جبل ملك كان هربان فيه خطير .. بحري خالص .. بس أنا مش
بأفهم ف عمله .. هو كان عايزني أشتغل معاه
جلال : إيه بالظبط ؟
الفتاة :- أوزع ملوخية طبي
الحشري :- ملوخية طبي
الفتاة :- أيوه .. دا عمل مضمون بس بيقولوا خطير ..
جلال :- ليه ؟
الفتاة :- نعم .. بردون .. لامؤاخذه .. أصل البوليس مانع الملوخية الطبي مع إنها أكلة
الشباب المفضله..
جلال :- ماأكلتهاش بصراحة قبل كدا
الفتاة :- إزاي دي أصنافها معروفة .. ولها طرق هايله .. ميزتها إنها مابتمضغش ..
بتتشرب .. وبتدوخ
جلال :- إزاي ؟
الفتاة :- نعم .. بردون .. لامؤاخذه .. شربتها مرة عاديك .. دخت قالولي في منها
عرانيس
جلال :- عرانيس ؟! .. ملوخية طبي .. أهلا وسهلا ..ثانك يو .. تقصدي البانجو
الفتاة :- دا أسم الشهرة ..
جلال :-أبوكي بيبيع بانجو؟.
الفتاة :-كان دلوقتي هو عامل إستجمام في السجن .. عشان كدا أنا بادور علي عمل
الحشري :- ( لجلال ) خد بالك إحنا فوق القسم .. شوف لها أي حاجة خليها تمشي
جلال :-أهلا وسهلا .. ثانك يو .. طلباتك ؟
الفتاة :- أنا معايا شهاداتي كلها .. الميلاد .. والجامعة .. وصورة البطاقة .. والفيش ..
اتفضل .. فيه حاجة تانيه
جلال :- العموله .. أنا راجل أعمال
الفتاة :- آدي كل اللي معايا
جلال :- ‘يه بالظبط نوع العمل
الفتاة :- أي حاجة
جلال :- أي حاجة إزاي ؟ دي حاجة تخصك
الحشري :- ياعم أي حاجة ياعم .. خلص بقي
جلال :- خلاص اتفضلي آدي العمل
الفتاة :- إيه دا ؟
جلال :- عمل ؟ وحياتك عمل سفلي محترم .. جاي من بلاد بره .. إستيراد طازة ..
معفي من الإجراءات الجمركية ..
الفتاة :- أعمل بيه إيه ؟
جلال :-حطيه تحت المخده .. نقطة واحدة وعدلك يخبط ع الباب وما تستعجليش
الفتاة :- نقطه يعني إيه
جلال :-ساعة .. يوم .. أسبوع .. شهر .. سنه .. قرن .. المهم ما تستعجليش
الفتاة :- بس أنا عايزة أشتغل عندك .. مش أنت راجل أعمال
الحشري :- رجل أعمال كبير قوي .. وواصل .. خدي بالك ليعملك عمل تاني يبهدلك
.. احمدي ربنا .. هايحبلك عدلك .. اتكلي علي الله ..
الفتاة :- نعم .. بردون
الحشري :- لامؤاخذه .. حسابي
الفتاة :- خد منه .. يا اما أجيبلك دادي م الجبل
الحشري :- لا بالسلامه .. يا ساتر.. مخدرات
( تخرج - يدخل المعلم )
المعلم :- الزعيم بيمسي عليك وبيقولك الأرضية
جلال :- اتفضل
المعلم :-وبيقولك اللي مخبيه ف الشراب .. عيب
جلال :- امسك .. دا استعباد.. يشغلونا وياكلوا قوتنا

المعلم :- تشكر
( يخرج )
المؤلف :- انا زهقت .. أنا مش ها شتغل الشغلانه دي
( يخلع ملابسه )
( يدخل القاضي )
القاضي :- اللي ضاع قرب .. سامع خطوته
المؤلف :- هي فين ؟ . وحشتني
القاضي :- مين ؟
المؤلف :- روح الروح .. الدفا والحب .. الأمان
القاضي :- أنت قلعت التنكر .. صح ؟
المؤلف :- عرفت إزاي ..
القاضي :- من صوتك .. أصله بردان
المخرج :- أنا كمان وهقت ( يخلع ) دي مش شغلتي
القاضي :- اللي ضاع قرب يرجع ( يخرج ) هاروح أجيبه
جلال :- وأنا كمان زهقت م البدله دي
الحشري:- أنا زهقت .. إحنا إيه اللي بيحصلنا دا
المؤلف :- لو كنا عارفين .. كنا حليناها .. كأننا اتربطنا بتوهه واحدة تصدقوا إحنا شبه
بعض ف حاجات كتير
جلال :- حتي في أسامينا ..
المخرج :- لأ .. أنتوا أكيد مؤامره .. مش ممكن دا .. أنتوا متفقين عليا .. عشان الفيلم
يبوظ .. مستقلبي
جلال :- مستقبل إيه يا أبو مستقبل .. أنت مين عشان نعمل عليك مؤامرة..
المخرج :- أنا مخرج ..عندي رؤية
الحشري :- تاني ..
جلال :- ارحمنا بقي
المؤلف :- وحشتني لبني
جلال :- فينك يا جليله ؟
الحشري :- فين أمي ؟
المخرج :- نفسي أصلح غلطتي معاكي يا سامية
المؤلف :-يا تري أنتي فين ؟
( تدخل الفتاة )
جلال :- جليله
المؤلف :- لبني
الحشري :- أمي
المخرج :- سامية

جلال :- ابعد عنها
المؤلف :- ابعد عنها أنت
المخرج :- حاسب .. أنا راجع أصلح غلطتي .. راجعلك تاني
( الفتاة علي مستوي عالي لها جناحين مرفرفين )
المؤلف :- تعالي معايا
الحشري :- لا تعالي معايا أنا .. مش أنا ابنك .. ياللا يا ماما
جلال :- ماما مين يا روح أمك .. أنت صدقت ولا إيه ؟. داكلام بس قلناه قدام القاضي
عشان البرستيج
الحشري :- برستيج إيه .. أنتي مش مامايا ماما ؟
( الفتاة صامته )
:- ردي عليا
جلال :- أنتي ساكته ليه ردي عليه ؟
( يبدا الفتاة بالرقص حيث تتوجه إلي المخرج وأثناء الرقصه يقاطعها المخرج بحواره)
المخرج :-بتبصيلي كدا ليه ؟ (ترقص ) حاولي تفهميني .. ماقدرتش أثق فيكي
..(ترقص بإنكسار ) أنا مش وحش زي ماأنتي شايفاني .. عنيكي مليانه
اتهامات قاسية .. أي واحد من حقه يلاقي نفسه .. عند أول فرصه لإثبات
وجوده لازم يمسك فيها بايديه واسنانه .. أيوه أنا باعترف .. كنتي مجرد
حاله (ترقص باليه) دا يأكدلك إني حسيت بيكي .. أي إنسان في الدنيا جواه
رغبته .. والحياة فرصه .. محدش يقدر يمنعني من استغلال لحظة ضعف
أي واحد عشان قوتي الخاصة (الفتاة تزداد رقصا) أنتي رجعت ليه ؟ أنا
ماصدقت إني قدرت أنساكي ( أثناء الرقص ترتدي ضفائر وملابس طفلة)
المؤلف :- حد ينسي إحساسه بالذنب
المخرج :- هي دي الحقيقة ! أنا كل اللي ممكن يربط بيني وبينها هو احساسي بالذنب !
وأنا فكرت .. مش هاربط مصيري بإنسانه لمجرد احساسي بالذنب ! أنا
اخترت الحرية .. من الأول .. ولسه مصر عليها أكون أو لا أكون .. تلك
هي المسأله
المؤلف :- أنتي رايحه له تاني ؟ أنتي ماعندكيش كرامه (يشدها فتسقط -يجلس
بجوارها ) ليه بتصعبي عليا ؟
المخرج :- علاقتك بيها مش أكتر من مجرد إحساس بالشفقه ؟
المؤلف :- بحبك
المخرج :- كداب .. كنتي مجرد طفلة مجنونه .. حس بالحنيه .. بالرغبه في الأمان ..
ف وقت كان محتاج حد يحبه .. وكنتي الحاجة الوحيده .. عايزه الصراحة
أنتي صعبتي عليه .. لأنه متأكد من ضعفه
المؤلف :- أنت عرفت الكلامك دا منين ؟
المخرج :- مش عارف

المؤلف :- كانك كنت معايا ..
المخرج :- وأنت كمان .. كأنك كنت معايا ..
جلال :- جليله أنتي اتسخطي واللا إيه
( تجلس الفتاة وتبدا في غسيل قدمي جلال بإيماءات حركيه )
جلال :- ( ضاحكا ) باغير .. باغير ياجليله ( يتنحنح ) أنا أفوت ف الحديدعشانك ..
أنا الفوريجي .. أعرف أجيب القرش م التايهه عشانك يا جليله
الحشري :- إشمعني هو بتغسليله رجليه
جلال :-اتنيل واسكت خالص .. أنا الراجل .. جدع .. دماغي بتاعتي اشتريتها من
بدري .. والله بتصعبوا عليا يا بتوع المدارس والجامعة .. تاعبين نفسكوا ..
وهي ديتها إيه .؟ ف الآخر الشارع هو مدرستك يابا
الحشري :-اغسليلي رجلي .. إشمعنا هو ..؟
جلال :- جري إيه يالا .. أنا مش مالي عينك والا ايه ؟
المؤلف :- حتي أنت علاقتك بيها مجرد إحساس برجولتك .. بتعوضه فيها .. هي اللي
حسستك إنك بجد راجل .. زي اللي ورثته ومالقيتوش قدام عينك حقيقة ..
قربت منها لأنك جبان .. ونفسك تبقي شجيع .. والشجاعة دي كانت هي اللي
بتديهالك ..
المخرج :- هي اللي حررت رغبتك ف الشجاعة والرجولة .. بتمثيلها دور البنت
الشرقية .. المكسورة اللي بتشوفها ف الأفلام ..
الحشري :- وبيتريق عليا .. عشان باحب أتفرج
المخرج :- الدنيا فيلم كبير ومش واقعي
جلال :- تقصد إيه.. يعني أنا مش راجل
المخرج :- عشان تحس إنك راجل .. اتنازلت عن رجولتك عن عقلك .. عن ثقافتك
ورؤيتك .. اتداريت ورا مجدعه مزيفه.. خليتك قبلت تتنازل عن كرامتك ..
لما لقيتها أم .. مش حبيبه
جلال :- أم ايه ؟
الحشري :- اشمعني أنا .. إكمني واقف بعيد .. بتغسله رجله وأنا لأ( يبكي تذهب إليه
الفتاة وتحتضنه )
المؤلف :- العلاقة كانت علاقة أمومه..
الحشري :- أمي
جلال :- ياعم فوق أنت جبت الكلام دا منين ؟ كأنك كنت موجود
المؤلف :- مش عارف .. بس فعلا كأني كنت هناك .. ومستخبي
المخرج :- كأنك .. كأني .. هو فيه إيه بالظبط .. أنا عرفت الكلام دا إزاي ؟
( أثناء المشهد الفتاة تخلع ملابس الطفلة والأم )
جلال :- بس فهمت دلوقتي .. أنتوا بتفضحوني قدامها .. بترسموا عليها .. جليله من
حقي أنا ؟

المؤلف :- أنا
جلال :- أنا
الحشري :- لأ أنا
المعلم :- لأ .. من حقي أنا
المؤلف :- أنت بتقول إيه ؟
المعلم :- الزعيم بيسلم عليكوا .. وبيقولكوا .. الأرضيه
المخرج :- يعني إيه ؟
المعلم :- هو لمكم .. وقعدكم .. وشغلكوا .. ودا حقه
الحشري :- إحنا مش لازمنا شغله .. خلاص
المعلم :- المهم الإتفاق .. هو مالوش دعوه .. هو شايف كل حاجة دلوقتي ..
جلال :- ابعد عنها بقولك
المعلم :- ماتقدرش تعمل حاجة ( يمسكها من ذراعها ويهم بالخروج -يدفعونه واحدا
تلو الآخر فيدفعهم بعيدا )
الفتاة :- جلال المعداوي .. دور ع اللي ضاع
المؤلف :- مش هتضيعي مني تاني
( المعلم يضحك - يدخل القاضي )
القاضي :- اللي ضاع جاي لقيته
الضابط :- سلم نفسك أي حركة هأضرب في الأمن المركزي
جلال :- تاني
الضابط :- ابعد عنها .. سامع .. ابعد عنها
( المعلم يضحك )
جلال :- مش هاهرب ياجليله..
المؤلف :- مش هتضيعي أبدا
المخرج :- هاعوضك ياسامية
الحشري :- أنا جاي
القاضي :- اللي ضاع رجع
( تسقط قبعة أجنبية )
( القاضي والمؤلف والمخرج والحشري وجلال -في حركة تعبر عن إتحادهم كشخص واحد يأخذون الفتاة ويقضون علي المعلم )
القاضي :- هيه .. اللي ضاع رجع
الضابط :- رجعتلك ياحبيبتي
جلال :- جري إيه ياحضرة الضابط
المؤلف :- خلاص معدش فايدة من الهروب
القاضي :- كنت عارف أنه راجع
جلال :- فرحان قوي .. قاعد تقول اللي ضاع اللي ضاع وتدور عليه وف الاخر جايب

الضابط يقبض علينا
الضابط :- أنا جاي ألقاكم
المؤلف :- وهاتفرق يعني .. تلقانا زي تقبض علينا
الحشري :- يابيه شايفنا حاجة ضايعه ولقاها
الضابط :- هي دي الحقيقة
القاضي :- مش قلتلكوا هاتلقوا اللي ضاع
المخرج :- نقطنا بسكاتك .. أقبض علينا وريحنا
الضابط :- أنا مش جاي أقبض عليكوا
جلال :- أمال كل شويه .. سلم نفسك .. أي حركه هاضرب في الأمن المركزي
الضابط :- في المن المركزي .. ماقلتش هاضرب فيكم
الحشري :- إبعت
المؤلف :- أمال بتطاردنا ليه ؟
الضابط :- حقي.. أطاردكوا عشان أنتوا جلال المعداوي
الأربعة :- تاني
الضابط :- أنا
الأربعة :- إيه
الضابط :- أنا جلال المعداوي
القاضي :- مش قلتلكوا هتلقوا اللي ضاع
الفتاة :- حبيبي عماله أدور عليك وأتاريك هنا جنبي جلال : حبيبي وأخويا وصديقي
وأبويا وابني وحياتي كلها
جلال :- الله كداكدا عيني عينك .. طيب أنا هانزل أبلغ في القسم تحت
الضابط :- أي قسم
المؤلف :- اللي إحنا فوقه دلوقتي .. زي ماقال القاضي
القاضي :- أيوه إحنا فوق القسم .. قسم الأمراض النفسيه والعصبيه بالمستشفي العام


اظلام

Friday, July 6, 2007

قهوه زيـــــــاده ( عفريت ف القمقم )


قهوه زياده
-- عفريت ف القمقم –


تأليف : شريف صلاح الدين


الشخصيات :
شخص 1 ( عفريت )
دميه / الفتاه
شخص 2
شخص 3
جحا
العمده
مجموعه الدفوف
مجموعه الجلباب
مجموعه الملايه اللف
راقصه متدليه البطن
الاراجوز
عمال الجان

1 – صلب الحكايه

مساحه صفراء .. عاصفه رمليه شديده .. شخص 1 يقاومها .. يسد اذنه .. يغلق عينيه ..
شخص 1 : قادر عليكى .. مهما الرمل شوكنى .. مهما كربج عينيا هاقاوم .. الحياه
مش مؤلمه بالشكل دا .. كل عاصفه بتنتهى لازم بالسكوت .. بالسكينه ..
انا اقوى من الريح .. من أى عواصف

تصاعد موسيقى يتوافق مع تصاعد المؤثر .. صمت مفاجئ .. شخص 1 يبتسم ..
يضحك .. يتجه الى دميته الجالسه فى منتصف المسرح كأنها تستمع اليه

شخص 1 : اكملك الحكايه .. و بعد ما الشخص اكتشف انه غمض عينيه .. بدأ يحلم
وكانت الاحلام كأنها عواصف رمل .. بتخبط على عيونه لازم يشوفها
.. يديلها فرصه تدخله .. فضل يقاوم من غير اى سبب مفهوم غير انه
خايف .. رغم ان اللى بيحصل ده ممكن يكون حلم ف حد ذاته ..
ماتستغربيش .. المهم .. اتنازل و فتح عينيه .. لقى نفسه صاحى ..
و لسه قدامه العروسه و عمال بيحكيلها .. فجأه اخد باله .. ان العروسه دى
زى اى واحد من الناس .. بتشوف و تسمع .. المهم انها قاعده و ساكته ..
ساعتها قرر انه يحكى للناس .. سقف بأيده .. لقى نفسه على خشبه المسرح
و داخل

1موسيقى للدخول .. بؤره اضاءه على شخص 1 و اخرى للدميه .. اضاءه متحركه على جمهور الصاله .. يقوم بتحيه الجمهور .. تصفيق حاد –

شخص 1 : بس كان خايف من المواجهه .. صوت قلبه كان اعلى من صوت حروفه

- دقات قلب متصاعده بينما هو يحرك فمه كأنه يتحدث –

شخص 1 : انتبه فجأه انه ماسمعش ولا كلمه من اللى قالها .. زاد خوفه اكتر لانه
حس انه ممكن يكون غلط فى الكلام .. اتمنى لو كان حدد اللى هايقوله على
ورقه .. المشكله ان قلبه شقى .. زى كل اللى بيحسوا .. و مجرم لأنه خايف
الحكايه زى ما تكون قطر - صوت قطار – القطر طالع لفوق .. بتراقبه عين
الحسود .. – تظهر عين كبيره فى الخلفيه - القطر زى مايكون اسد بيهاجم
فريسته .. بيبلعها .. و لسه بيجروا .. القطر و الفريسه اتنين فى ضهر بعض
متصاحبين قوى .. واحد فوق دماغه الحريم .. و التانى ابو زيد الهلالى رافع
سيفه .. ثابت .. و كأن دراعه نشفت .. اتحجرت .. بقت قديمه قوى .. فلا هو
بيخوف بجد .. ولا هو قادر يضحكنى .. القطر طالع دوامات .. و الدوامات
ملك كبير .. لابس تاج كرتون ملون .. و ف ايده اراجوز .. الاراجوز بيرقص
زى اجدع رقاصه شرقى عليها خيوط عنكبوت كتيره .. بترقص على غنا
خرتيت نايم بيشخر .. القطر راسم طريقه .. على كوبايه فاضيه ..

1ممسكا فى يده كوب كبير عليه رسومات وعلامات القهوه بعد شربها( و قلب الفنجان ) .. يضحك ..-

شخص 1 : حسيت فجأه ان حياتى كلها على جدار كوبايه القهوه .. خوفى زاد قوى
لو صباع دخل الكوبايه و -- يدخل اصبعه فى الكوب و يمسح جزء منه .. و يخرجه للجمهور -- مسح حياتى كلها

بؤره اضاءه ضيقه على الكوب و الاصبع .. ثم اظلام –


2 – واحد شايل جمل على ضهره

2يدخل من يمين المسرح شخص 2 .. يقف منتظرا .. ينظر فى ساعته متأففا .. يشعر بالملل .. يدخل شخص 3 من يسار المسرح .. يقترب من شخص 2

شخص 3 : -- كأنه يلقى نكته – سمعت اخر نكته .. مره واحد ..
شخص 2 : -- يضحك عاليا حتى يستلقى على قفاه – حلوه .. جديده

2فجأه يخرجان كل شخص فى اتجاه .. ثم يتكرر المشهد مع اختلاف مناطق الدخول .. و تتنوع ردود شخص 2 مابين .. نكته قديمه .. بايخه .. وبعدين ايه اللى حصل .. انت بتتريق عليا .. تتسرب موسيقى حزينه مختلطه بصوت قطار بعيد .. بؤره ضوئيه على شخص 3 اسفل المسرح و اخرى اعلى المسرح على شخص 2 –

شخص 3 : و ليه دايما انا اللى اقول النكت .. و ليه انا اللى استحمل رد فعلها

3يدخل جحا يحمل على ظهره حمارا .. –

شخص 3 : جحا

4شخص 2 يشير الى جحا غاضبا.. جحا يبتسم و فى عينيه تلك النظره الحزينه-

شخص 3 : جحا شال على ضهره الحمار .. يبقى انا اشيل ايه ..-- يخرج .. ثم
يعود حاملا على ظهره جملا – اشيل الجمل

5شخص 2 يضحك عاليا .. حتى يستلقى على قفاه .. و يكاد ان يموت ضحكا .. ترتفع بؤره اضاءه جانبيه لشخص 1 و معه دميته –

شخص 1 : فهمت يا صاحبى .. ايه اكتر من كده بقى .. تقدر تحدد مين فيهم انا
عارف عهد عليا لو حد دعك الفانوس اللى احنا فيه .. و خرجنى من
هنا .. احققلله امنيه غاليه .. لا اتنين .. تلاته .. مهما كانوا .. بس حد
يدعك الفانوس .. و يحررنى

-- اظلام تدريجى ---




3 – شايف صوت قطر

المكان : ساحه امام دوار العمده .. مجموعه من الافراد ترتدى الجلباب .. يحملون الشوم يدقون على خشبه المسرح .. فوق الدوار فتيات بالملايه اللف تزغرد زغروده واحده جماعيه .. مجموعه اخرى لدق الدفوف .. يسار المسرح راقصه تتدلى من عليها خيوط العنكبوت الكثيفه و تتباهى بتدلى بطنها .. يلاحظ انها مكونات غير متداخله بمعنى ان الشوم يؤدى وظيفته بمفرده و الدفوف بمفردها و الزعروده بمفردها .. و الراقصه ترقص على الصمت .. و لا يراعى الترتيب الا للضروره .. اسفل منتصف المسرح يجلس العمده .. تتدلى ساقاه من على خشبه المسرح يرتدى تاجا ملكيا من الكرتون الملون .. و فى يده الاراجوز .. و حين يضحك تصدر منه اصوات شخير ..

العمده : يا اهالى الكفر باختلاف احزابه .. اهلى و زمالك .. و اقليات من
الاسماعيلى و الاتحاد و الشيوعيين .. علشان كفرنا الطيب .. الحر ..
المتنغنغ .. عندى لكم خبر لوكس – يضحك حتى الشخير – القطر داخل
البلد – ردود افعال متواليه -- احنا تعبنا كتير .. و شقينا كتير – يضحك
حتى الشخير – و زى ما بناخد حقوقنا لازم تاخدوا حقوقكم .. جه الوقت يا
مواطنين تاخدوا حق من حقوقكوا .. من النهارده مفيش زحمه .. و لا اربعه
ورا يا اسطى .. من النهارده هايبقى شعارنا .. تذكره لكل مواطن ..
القطر خلاص داخل البلد .. معادش واحد هايتأخر عن الحق .. و لاواحده
هايفوتها القطروتعنس – ردود افعال متتاليه مع شخير ضحك العمده – القطر
بتاعنا هايفوت على كل بيت .. يرن الجرس ويستناك .. يا اهالى الكفر .. احنا
مش اجدع من غيرنا .. و اذا كانت البلاد اللى جنبنا جالها الاكسبريس .. و ايه
يعنى ؟ .. ما هم بدأوا بالفرنساوى برضه .. و اللى اداهم اهه بيدينا .. و انشاء
الله يدينا بالجامد كمان – ردود افعال متتاليه تبدأ بالزغروده مع شخير ضحك
العمده – ايوه مفيش حد احسن من حد ..—يهتف -- وهاناخد بالجامد و
هاناخد بالعبيط
-- مجموعه الجلباب تهتف من خلفه و تتداخل مكونات المشهد .. خفوت تدريجى للاضاءه مع بؤره على الاراجوز.. بؤره على شخص 1 يقاوم اندفاع الدميه باتجاه الاراجوز –

شخص 1 : رايحه فين ؟ .. دا اراجوز مقطوع لسانه .. ساكت .. انا اهه باتكلم
معاكى .. فاهمك .. و فاهمانى .. عارف انك زهقانه .. اكيد م الحر .. مع
انك مش بتعرقى زيى ..انا هاريحك خالص – يحمل الدميه على ظهره –
هاشيلك على ضهرى و امشى .. يمكن حد يدعك الفانوس

- --يخرج من المسرح مع اظلام تدريجى –

4 – طريق طالع لفوق

-- صوت قطار يأتى من بعيد .. يعلو صوت الفلنكات .. مع اقصى ارتفاع لصوت القطار .. ترتفع الاضاءه تدريجيا .. مجموعه من الجان .. تعمل كأنها عمال لرصف الطريق و الفراغ .. هم يملأون الفراغ المسرحى .. ما بين الجان الطائر
و السائر و الثابت –

عمال الجان : (يغنون ) هيلا هيلا يا مهون و افرجها علينا
جان 1 : هيلا هيلا و الدنيا غيام ..
بنشق بفاسنا الاوهام
راضين بعالينا وواطينا
يا مهون و افرجها علينا
جان 2 : هيلا هيلا و البحر ملوحه
و العاشق بنداوى جروحه
يا مهون اكرم اهالينا
يا مهون افرجها علينا
جان 3 : حد يدعك الفانوس يا هووووووووو .. احنا اللى بنحقق الاحلام
جان 4 هيلا هيلا و الريح طيار
حالفين لنعدى الاخطار
و نمد قلوعنا ف مراسينا
يا مهون و افرجها علينا
جان 3 : محدش عنده دم و يدعك الفانوس .. يا ولاد الكلب . . حتى الجن اتحبس

6يدخل جن طائر يبيع الجرائد .. يلقى بها فى كل اتجاه --

الجان بائع الجرائد : اقرا الاخبار .. اقرا المانشيتات الحمرا .. مانشيتات طازه
الخبر الجديد اللنج

2مجموعه الجان تندفع لاعلى باتجاهه .. تاركه الغناء .. تتناول الجرائد فيما بينها.. تفر فيها .. تتنوع ردود افعال البحث عن المانشيت الجديد –

احدهم : هو فين الخبر دا ؟
اخر : ايه لقيته ؟
اخر : ايه اللى لقيته ؟
اخر : يا خبر احمر
اخر : ايه ؟
اخر : مابعرفش اقرا
اخر : اه يا جن جاهل .. ابن ستين ..
اخر : ايه
اخر : ايه الجديد يا عم ؟
جان بائع الجرائد : الجديد .. ان مفيش جديد
اخر : و كل يوم نفس اللى بيحصل دا و برضه بنشترى الجورنال

3يعودون للغناء مره اخرى مع استعمالات مختلفه للجرائد .. منهم من يغطى وجهه و اخر ينام عليا .. و اخر يغطى بها نفسه و يموت –

احدهم : حد يدعك الفانوس يا ولاد الكلب

4اظلام تدريجى .. بؤره اضاءه على شخص 1 يبحث عن الدميه –

شخص 1 : انتى فين ؟ عروستى الطيبه .. رحتى فين ؟ .. ماتسيبينيش لوحدى
خلاص انا اتعودت عليكى ..ارجوكى .. انتى فين ؟ لا .. لو كنت زعلتك ..
كل الاعتذار اللى ف الدنيا مش كفايه .. انا من غيرك خايف .. وحيد ..
انا ... انا .. بحبك – ينتبه الى كونه يحبها – بحبها .. ازاى دا حصل ؟
و امتى ؟ .. ايوه انا بحبك .. انتى فين ؟ -- يصرخ -- فين ؟

--اظلام مفاجئ –

5 – عين الحسود

5بؤره ضوئيه على شخص 1 فى منتصف المسرح تحاوطه الاعين من كل اتجاه تقفز و تدور حوله –

شخص 1 : ازاى ماخدتش بالى و انا باحكيلها ان عيون كتير باصالى ..عين
بتراقب .. عين بتحلم .. عين بتنام .. و عين زهقانه .. و عين رافضه
.. و عين غضبانه .. و عين فرحانه .. و عين مندهشه .. و عين مش
شايفه .. وعين بتبكى .. و عين بتضحك .. بس انا مش خايف من كل دول
انا خايف بس من العين دي

--- تختفى كل الاعين الا واحده يتجه اليها بخوف --

شخص 1 : انتى .. خايف منك قوى .. بتفكرينى بالموت .. كأنى فيكى باموت ..
حاسس انك عايزانى قوى .. خايف منك لانك شايفانى .. خايف منك لانى
بحبك
6تختفى العين و تظهر بدلا منها فتاه جميله .. بنفس ملامح الدميه –

الفتاه : تعالى .. – ينطوى فى مكانه –
شخص 1 : كنتى فين ؟
الفتاه : كنت راجعالك
شخص 1 : بس انتى هربتى
الفتاه : كنت باخرج من الشرنقه
شخص 1 : خايف
الفتاه : عمرى كله معاك
شخص 1 : مش مقتنع
الفتاه : ايدى ممدوده دافيه
شخص 1 : مش مصدق
الفتاه : صدرى براح لاحلامك
شخص 1 : الحريه .. اكذوبه .. ابعدى
الفتاه : انت بتحبنى
شخص 1 : اه
الفتاه : بتحلم بيا
شخص 1 : اااه
الفتاه : تعالى
شخص 1 : ااااااااه

-- يبدأ فى الاقتراب منها .. تمتد يد ضخمه من الكالوس .. تحمل مصباح علاء الدين .. تحك المصباح .. يتصاعد منه الدخان .. شخص 1 كأنه يخرج من المصباح

شخص 1 : لااااااااااااااااااااا

7اظلام تدريجى لبؤرتين ضوئيتين لانفصال شخص 1 عن الفتاه مع تصاعد صوت القطار ----

شريف صلاح الدين
يوليو 2002

بـــــــــــــابــــــــــــــــــا



بـــابـــا

-- مشاهد متصله لمشهد واحد --


تأليف : شريف صلاح الدين


الشخصيات:
الشاعر
الرسام
الفتاه
العازف
-- تقوم الشخصيات بآداء ادوار مختلفه .. كما هو موضح --



1

الشـاعر : هاجيبها لو فى سابع بحـر هاجيبها.. لو ف بطن السحـاب ..
لو اضطريت ابيع عمرى كله علشانها و اموت
الرسام : عادى .. موت .. حتى تبقى موديل يهبل.. يا عبيط .. الميت هو
الموديل الوحيد اللى مليون حلم بيرفرف عليه .. اللى كل عين
بتشوفه .. تشهق من الفزع والاحتمالات و الذكرى .. و ترسمه
بألف طريقه .. رغم أنه ميت و سكته معروفه
الشاعر : السكه لو طيبه .. هاحسها .. وهاتوصلنى ليها .. على الاقل
هاأقدر اشوف ملامحها تانى.. وافتكر شكلها كان ايه ؟
الرسام : (كأنه مجذوب) سكه الاسرار طيبه .. غطى عينك وعدى ..
هاتشوفها
-- الرسام يغطى عين الشاعر بقطعه قماش شفافه --
الشاعر : شايف !
الرسام : ايه ؟
( الفتاه تحمل دميه ليس لها رأس و تلاعبها )
الشاعر : سرسوب نور
الرسام : عادى
الشاعر : النور على الارض .. فوق منه ضل بيحبى .. كأنه ... أنا
الفتاه :( تغنى للدميه) تا تا خطى العتبه .. تا تا خطوه خطوه
الشاعر : فيه باب موراب .. انا سامع ضحكه فى ودانى..( تضحك الفتاه )
كأنها صوت امى .. سامعها
الرسام : يا حالولى .. عادى


2
العازف : اللحن دا مش عاجبنى ( بآداء قاسى كأنه ابو الشاعر )
قومى نيمى الولد ده .. هو انتى مافيش وراكى غيره
العازف : ( يعزف موسيقى ناعمه لها ايحاءات جنسيه)
الرسام : الخميس مجرد عاده .. عادى
(نغمات متصاعده ..رقصه تجسد صراعا بين العازف فى
صورة الاب و الفتاه فى صورة الام ..وهو اقرب
للاغتصاب .. حيث يقوم الاب بفرد ملاءه و يعلق احد
اطرافها على رقبته ثم يخرج شوكه و سكين و لا مانع
من يده و يبدأ فى التهامها بنهم .. و الرسام يراقب..
والشاعر يلعب بالدميه و يراقبهم باستغراب كأنه طفل..
وبعدان ينتهى العازف يلف الملاءه كالصره ثم ينام و يعلو
شخيره .. الفتاه تجرى لاحتضان الدميه وتعود لملاطفتها )
الفتاه : تا تا خطى العتبه .. تا تا .. خطوة خطوة


3
الشاعر : ( يخلع قطعه القماش من على عينيه) على صدر امه الطيبه
فدادين لتنطيط العيال
اراجوز صغير
ميّل أبوه ضربه بعصاية الغليه
لمّا انتمى للارض فوق منها
( مقلدا الاب ) جرى ايه يا ست .. معندكيش غيره ؟
الرسام :( يرسم فى الفراغ ) الله .. أعد يا سيدى أعد ... خلى الليله
تسود اكتر ماهو كل الشعرا كدا.. يموتوا في النكد .. و آه لما
يحبوا


4
الشاعر :حنيت ضفايرك بالدهب و النور
نورت قلبى بالعيون الحور
مديت سفاين للوصال عندك
و رجعت وحدى و الشراع مكسور
( تحول آدائى و كأنه فى حاله تعذيب ) معروفه زى عين الشمس
معروفه
العازف : ( كأنه ابو الشاعر ) يعنى مش ناوى تقول اسمها يا ولد
الشاعر : ( فى مرحله الصبا ) لو فتحت عينيك.. ها تلاقيها ميه وهوا..
و بعدين مش من حقك تدور فى مذكراتى يا بابا .. انا حر
العازف : اخرس .. حر ايه ؟ انت كلك بتاعى يا ولد .. عشنا و شفنا ..
حتة عيل ماخرجش لسه من البيضه بيقوللى انا حر .. دا انت
( يحرك فمه )
الرسام : ( منفصلا ) قصده فك زنقه
العازف : يعنى انت مصر ماتقولش الكلام دا لمين ؟
الشاعر : مش لحد صدقنى
العازف : وكمان بتكدب
-- ايقاع عالى مع بؤرة ضوئيه على الشاعريلقى بقصيدته --
الشاعر : جيتلك ولد ..عصفور على فرعك
زقزق لفجرك .. واهتدى بشرعك
أدن آدان الندى .. رفرفت فوق شعرك
بس الضفاير قفص .. والحس بات مكسور
وأدينى بينى وبينك الف سور ورا سور
--- تخفت الاضاءة .. بؤرة ضوئيه على الرسام --


5
الرسام : ياعينى ياعينى .. اعمل زيى .. وكبر دماغك كل الخطوط واحده
المهم ازاى تشكلها .. هاودنى .. خليك مغمض عينك ها تشوف
اكتر
الفتاه : (بأداء تمثيلى مبالغ فيه ) بايديا دول خنقته .. ساعتها كان
صوت البحر عالى
الرسام : آ ها
الفتاه : وسامعه مزيكا فى ودانى
الرسام :( نائم ) خ خ خ
الشاعر : ليه الاهات بالليل ؟
الرسام : ( منتفضا ) عادى .. بس انا لئيم .. بنام الصبح .. علشان
الاهات ما تجيش عليا .. مجرد عاده .. على فكرة النوم زى
الموت بالظبط .. وانا بحب اموت فى النور



العازف : ( يعزف لحنا هادئا ) بحبها ونفسى اتجوزها
الرسام : بتحبها عادى .. نفسك تتجوزها برضه عادى .... بس منين ؟
الفتاه : ( بآداء مبالغ فيه )ها نبنى بيتنا قشايه قشايه .. هانبداْ من
الصفر .. من على البلاط .. وهانخليه مليان بالحّب
الشاعر : حّب ايه انا كاتبها بالحب
الرسام : حّب .. حب عادى الاتنين الفقر( الفأر ) بيقرقضهم
العازف : حـب ( موسيقى ناعمه )
--- يرقص الرسام مع الفتاه ----
الشاعر : ياما قالولى ..
لمّا تحس ان النص اللى ساكن جسمك..
بيتم بالنص اللى فيها ..
وتبقوا دايره روح
قلتلهم..
لمّا عينيا تبقىعيانه بجمالها ..
وايديا عيانه بلمستها ..
قد ايه ممكن يكون العيا .. جميل

7
الفتاه :( فجأه ) حاجه غريبه .. مش ملاحظين ان الدنيا مليانه أبهات
الرسام : أبهات .. الدنيا مليانه أبهات ... ( باندهاش ) يعنى ايه أبهات؟
الفتاه : ابهات .. يعنى آباء .. بابا بتاعك .. بابا بتاعى .. بابا بتاعنا كلنا
الرسام : طيب .. عادى .. يعنى ايه بابا؟
الشاعر : يعنى عصايه وعلقه سخنه... أو تخطيط لحياتك مفروض عليك
الفتاه : او لعبه صغيره تلعب بيها وانت طفل


8
الشاعر : ( كأنه طفل ) ماليش دعوه اشمعنى هيه تجيبلها لعبه و انا لأ ؟
انا عاوز كتاب
العازف : ( كأنه ابوه ) كتاب ! .. كتاب ايه ؟ اجيبلك انا فلوس للكتب دى
منين ؟ مش كفايه بأكلك احسن أكل .. و باشربك أحسن شرب
..عايز ايه تانى ؟ .. كتاب ايه بقى ؟.. دا انت حمار
الشاعر : بس انا ماليش ديل .. علشان تقولى يا حمار
العازف : انت فاكر انك علشان ابنى الوحيد .. ادلعك ولا ايه ؟ .. انا عايزك
تطلع راجل .. خشن .. مش بتاع كتب مدلع .. صوابعك ناعمه..
دا انا و انا فى سنك .. كنت باعزق فى الارض طول الصيفيه ..
و الشتويه .. كنت اروح المدرسه الصبحيه .. و بعد الضهريه
فى الغيط .. وادينا اتعلمنا و لا احتجنا كتب ولا غيره .. و ايدينا
ناشفه و زى الفل .. و اتجوزنا و ريبناكوا احسن تربيه اهه
الشاعر : بس انت بتضربنى بالخرطوم .. هى دى التربيه ؟
العازف : علشان تتحمل صعاب الحياه .. وابقى ربيتك احسن تربيه
الشاعر : تقوم تعورنى
العازف : انت هاترد عليا يا حمار
الشاعر : انا ماليش ديل باقولك
العازف : اخرس ( يصفعه )
الشاعر : حاضر حاضر
العازف :شايف اختك قاعده حلوه ازاى؟ بتبص على نفسها فى المرايه .. و بتدلع نفسها .. و بتسرح شعرها .. هاتطلع بنت قشطه .. دلعى
نفسك يا بنت .. علشان عرسانك تكتر
-- الفتاه تقف امام بروز فارغ تتعاجب وتلامس مفردات جسدها ---
الرسام : (من الجهه المقابه للبرواز ) الدايره سخنه وعشان كده كل
البنات مدّوره ... عادى
العازف : ياابنى انت لسه غشيم .. ماعرفتش الدنيا كويس .. مالفتش ولا درت زيى .. ماستخبتش فى الغيطان و لا اتقفشت مع نسوان
و اتهريت ضرب .. و لا اتعلمت مصارعه رومانى
الشاعر : ( ما زال الابن ولكنه كبر قليلا ) علمنى
العازف : اعلمك !..امال المدارس لزمتها ايه ؟ اوعى تكون عاوز تعمل
راسك براسى يا ولد .. انت ايه انت؟
الشاعر : انا شاعر
العازف : شعر ايه اللى انت جاى تقول عليه ؟ انت عارف قبله معنى الشعر ايه؟انت فاكر انك علشان عرفت تسرح شعرك لوحدك .. خلاص هاتبقى شاعر .. دا انت حتى اكرت
الشاعر : ماتغلطش ف شعرى ارجوك
العازف : يا اكرت .. و عايز تطلع شاعر ايه بقى ؟ حريمى و لا رجالى
الشاعر : شاعر مش حلاق .. يعنى اكتب كلام يعبر عنى .. يخلق ليا
التوازن مع العالم .. يقول اللى جوا روحى .. و جوا الناس ..
شعر طالع من احساسى .. من نن قلبى .. كلام باحسه و يحسه
اللى حواليا
العازف : رغى مصاطب يعنى ؟ هو انا اربيك علشان تطلع ف الآخر رغايه
الشاعر : ما تغلطش فى مشاعرى .. ارجوك.. الشعر هو سكتى الوحيده
للفضفضه .. الكتابه و الفن هما مستقبلىالحقيقى
العازف : مس... ايه ؟ مستقبلك .. انت فاكر الكلام الفاضى ده ها يأكلك
عيش .. غصب عنك ها تبقى دكتور
الشاعر :بس ان بكره والرياضه
العازف : يا نهار اسود .. حد يكره الكيميا والفيزيا و الاحياء و الالعاب..
دول كانو احب مواد ليه فى الدراسه .. وكنت متفوق جدا فيهم ..
لازم تبقى متفوق زى ابوك
الشاعر : بس انت مش دكتور
العازف : ظروف .. حصلى ظروف ايام الثانويه العامه .. زى كل الاباء
المتفوقه .. يابنى الاب بيعوز ابنه يبقى احسن منه .. شوف ابن
عمك بقى دكتور وبنت خالتك دكتوره وابن البواب بيحضر
ماجستير .. هما مش احسن منك
الشاعر: بس هما مايعرفوش يبقوا شعرا .. أنا شاعر أنا غيرهم
العازف : اللي بقول عليه يتنفذ .. بقي عايز تطلع شاعر؟ .. عايز تطلع
بتاع بنات ؟
الشاعر : أنا ؟!
العازف : اخرس يا بتاع البنات .. يا بتاع يا ملهمتى
الشاعر : انا ؟
العازف : سمعت انا قلت ايه ؟ يا اما و الله بالعصايه .. الواد اربيه علشان يطلع رومانسى
الممثلة : (كأنها أم الشاعر ) معلش يا ابني.. أبوك بيخاف عليك برضه
أنا عارفه أنك مش بتاع بنات ولا حاجه ولا اللى بيقول عليه
رومانسى دا .. ابوك دا اللى رومانسى كبير .. و هو خايف تطلع
زيه .. ياما يا أبني عملت نفسي مش واخده بالي .. وهو بيلعب
بديله من ورايا
الشاعر : كان بيلعب بديله ؟ يعني له ديل ؟ أمال بيقول عليا حمار ليه؟


9
الرسام : عاده مجرد عاده .. اى اب لازم يقول لابنه يا حمار .. و النتيجه
انك بتحتار بين شكلك اللى مفيش فيه ديل .. و روحك اللى
طلعلها ديل .. عادى تخش فى الانقسام .. كأنك بتبص فى مرايه
مشروخه بالظبط .. عادى ,, و مش هاتلقى اللى يفهمك .. و اللى
تفهمه .. ما انت حمار بقى.. وتحس ان ابوك اقوى راجل فى الدنيا
.. و ان الدنيا اقوى منك .. رغم انك بتصطاده ف ضعفه قدام
الناس .. يعنى هو مش قوى و لا حاجه دا بس بيتنطط عليك ..
ساعتها الخوف اللى راكبك هايأكدلك انك اضعف واحد على
الارض و ماتعرفش الحمايه فين بالظبط .. وتفضل طول عمرك
عيل غلبان و قلقان .. عادى


-- يبدأ العازف فى عزفه والرسام فى رسمه والفتاه فى
الغناء والشاعر فى ترديد الكلمات ----
الفتاه : اوقات بحس بقسوتى وياك
.. اوقات بحس بطيبه جوه هواك
واحس برغبتى انى اكون جنبك ..
واحس ان الحياه اجمل بعيد عتك
و بين بعدى اللى قربنى ..
و بين قربى اللى غربنى
بتفضل جنبى مستنى..
احمينى منى
--صمت-- مش ملاحظين ان احنا غنينا سوا .. كأننا واحد
ليه ؟ --- صمت ---- حد يجاوب ..
العازف : مش كل الاسئله لها اجابه


10
--- تاخذ غمامه العين من الشاعر ---
الفتاه :( طفله) هو انا اتولدت ازاى يا بابا
الرسام : (كأنه ابوها) يا خبر اسود .. انت بتقعدى مع مين يا بنت ..
اكيد هما اصحاب السوء اللى ف الحضانه .. البنات البايظه ولاد
الكلب .. اللى اهاليهم سايبينهم فى الشوارع لغايه انصاص الليالى
يلعبوا مع الولاد .. و يقولوا مفيش فلوس نوديهم النادى .. اهم
تحت عينينا .. و هما تحت السلم .. قال ايه بيلعبوا عريس
و عروسه و لاد الكلب .. من النهارده مفيش خروج بره البيت ..
مفيش حضانه .. و تقعدى هنا فى البيت لغاية ما تتجوزى .. هى
البنت لها ايه غير جوزها و عيالها ؟
الفتاه : يعنى ايه اتجوز يا بابا ؟
الرسام : يعنى تجيبى عيال زيك كده
الفتاه : ما انت مش راضى تقولى انا جيت ازاى ؟
الرسام : يا ليله طين ( يذهب للشاعر ) و دى اقولها ايه بقى ؟
الشاعر : لازم تفهم بنتك كل حاجه علشان تطلع واعيه .. و تعرف تحافظ
على نفسها
الرسام : شايف كده ؟
الشاعر : طبعا
الرسام : زى كل الناس .. عادى
الفتاه : وهى الناس جت منين؟
الرسام : الليله دى شكلها مش معدى .. كنت ف ليله مغمض عينيه انا
وامك ولما فتحناها .. بنبص لقيناكى نايمه وسطنا .. ملفوفه بشال
بمبى
الفتاه : يعنى انت لما غمضت عينيك انت وماما .. الناس دى كلها جت؟
الرسام : لا انتى بس
الفتاه : ليه ؟ ليه انا بس ؟
الرسام : ( مغتاظا) مش عارفه ليه ؟ علشان قارفانا طول الليل .. ما
عدناش بنلحق نغمض .. (مندهشا) انتى مبرقالى كده ليه ؟
الفتاه : خايفه اغمض عينيا احسن ....
الرسام :بنت .. خليكى راجل
الفتاه : يعنى ايه راجل ؟
الرسام:يعنى .. راجل .. انا راجل
الفتاه: يعنى ايه؟
الرسام : يعني بني أدم
الممثلة : يعني .....
الرسام : (مقاطعا) عارفه لو سألتي يعني أيه ؟ هاقطع لسانك.. مش كل
ما اقولك حاجه تسألى يعنى ايه.. انا بكره الاسئله غلبتينى
( لنفسه ) صحيح يعنى ايه؟


11
الشاعر : فيه اكتر من بنى آدم قاعد .. عمّال بيدور على روحه الرايحه ..
وف قلبه الشوق شداد
العازف : غريبه .. هو احنا بنى ادمين؟‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍
الرسام : ( عائد لطبيعته ) بنى ادمين ( ضاحكا) وايه الاماره؟.. عادى
الشاعر : يمكن الاحساس بالحزن
( يعزف العازف موسيقى حزينه.. تقترب منه الفتاه
تتأمله)
الفتاه : المزيكا حزينه .. بالظبط زى سكينه بتطعن الروح اللى فاتحه
شبابيكها للحياه ..فيك كل اللى اتمنيته
الرسام : قسم يا سيدى قسم ( يبتسم العازف )
الفتاه : رغم الابتسامه اللى فوق شفايفك.. صوابعك بترتعش .. انا
خايفه منك .. حاسه ان المزيكا بتتسحب جوا منى .. بتحركنى
بتهدهدنى.. بتطوحنى .. بتزلزل كل مشاعرى ..بتجيبنى شمال
ويمين (تصاعد موسيقى مع قوه ومقاومه حتى تبدأ الفتاه
فى الاستسلام)اوعى تفتكر انى ضعيفه ممكن استسلم فى اى
لحظه بالعكس


12
(تعلو الموسيقى على الحوار . تزداد حده الرقص يقترب الرسام متقمصا دور الاب ومعه عصى كأنه يتأهب للرقص ثم يضرب الهوا تصرخ الفتاه)
الرسام : العلقه دى تفكرك ان احنا معندناش بنات يرقصوا ابدا

13
العازف :( يقترب منها مادا يده اليها ) ايدك ف ايدى .. اسندى عليه
الشاعر: عيون..
بتجرى عليها
لجلن تطبطب عليها
وتحسسك بوقوفها جنبك
تقابلك بنفس العوزه لعيونك
الفتاه : حتى لو اقدرت اقف جنبك .. مش ها تلاقينى معاك .. حاسب ..
اوعى تغمض عينك
العازف : ليه ؟
الفتاه : عشان انت متجوز .. ابعد عنى


14
( تعطيه الغمامه .. يرتبك اللحن ..ترتدى ايشاربا )
الفتاه : ( كأنها الزوجه النكديه ) تقدر تقولى اتأخرت ليه ؟
العزف : كان عندى شغل
الفتاه : شغل ايه يا ابو شغل ؟ اتكلم قول الحقيقه اوعى تكون فاكر نفسك
مهم ...
العازف : فرصه جاتلى مهمه .. واحد مطرب كبير كان عاوز يقابلنى
ويسمع الحانى
الفتاه : الحان ايه يا ابو الحان ؟ خش فى عبى خش .. جرى ايه ياعمر
انت مفيش ليك اى قيمه .. تلاقيك كنت بتعك ورا واحده
العازف : واحده ايه بس
الفتاه :واحده من الاشكال العره اللى تعرفهم .. اصل انا حافظه الفنانين
دول كويس ..عارفاهم .. كل يوم مع واحده شكل .. يقعدوا
يقولو الحاله ..الالهام.. انتى يابت جواك فن خطير .. انا بس
اللى اقدر اطلعهولك
العازف : حرام عليكى ماتظلمنيش
الفتاه : انا برضه اللى ها ظلمك .. بص بقى انت مش هاتبصلك غير
واحده عره زيك .. مين دى بقى ؟ تلاقيها م البنات الصايعه اللى
كل يوم فى بيت واحد شكل
العازف : انتى ايه اللى عرفك بس
الفتاه : خبره.. تجارب ... هوانا مادخلتش بيوت قبل كده .... انت ناسى
انى ضحكت عليك ( متداركه) قصدى ضحكت عليا واتجوزتنى ؟
انت ناسى انا جتلك كام مره فى السر( تبكى) تلاقيك ناوى تعملها
تانى
الرسام : اللى بيته من قزاز ما يحدفش الناس بالطوب(يضحك) الطوب
اللى بتيبنى بيه البيوت .. عادى
الفتاه : اه يا خاين ..عرفتها ازاى ؟ ضحكت معاها عليا ؟ قلتلهاايه ؟
عاوز تعمل زى ابويا لما اتجوز على امى وجابلى مرات اب ..
الشاعر : (ابو الزوجه ) انا اضطريت اتجوز على امك .. علشان ما
بتخلفش .. وانا كنت عاوز ولد من صلبى ..اقعد اذل فيه
الفتاه : مهما تحاول تقنعنى يابابا مش مصدقاك
الشاعر : بصى يا بنتى عايز اوصيكى .. تفتحى عينك لجوزك.. تشوفى
بيروح فين وبيجى منين .. اى راجل عينه زايغه .. خليكى ستر
وغطا عليه.. ولو عمل فيكى حاجه ..قوليلى احنا عيله تقرقش
الزلط وم الاخر اتلكيكيله على الواحده
الفتاه : ( للعازف) اسكت مش انا النهارده خلفتلك ولد ( تضع امامه
الدميه ) على فكرة انا بكره هاخلفلك واحد تانى .. تحبه ولد ولا
بنت
-- يزداد حده العزف ..تخلع الفتاه ايشارب الزوجه .. يراها العازف ياخذ غمامه العين ----


15
الشاعر : كل واحد فينا محتاج للاحساس بالحنان
الرسام : ياحنين مين ها يحننك بالحنه .. على فكرة الحنه بتحنى الايدين
والرجلين .. عادى
العازف : حاسس انك مختلفه .. الحياه ساكنه جواكى (يمسك بها ) ليه
مش عاوزة تقابلينى

16
الرسام : ( الاب) لو شفتى اخوكى فى الشارع اوعى تكلميه او تسلمى
عليه عيب البنت تكلم الرجاله فى الشارع او تقابلهم .. كلام
الناس مابيرحمش


17
العازف : وايه الحل ؟
الرسام :( عائد الى طبيعته) عادى قابلها فى البيت بس اوعى حد
يشوفك
--- موسيقى مغلفه بصوت عواصف -----

الشاعر : البحر هايج ..
وفوق رجليها نايم نوم
البنت دى جنه وجنيه ..
قلبها بيتقطع .. وايديها بتطبطب عليا
الرسام : الدراويش كلامهم فى الصميم .. فلسفه خاصه .. مسيرى فى يوم
اعرفك بيهم .. كل اللى بتدور عليه ممكن تلاقيه هناك
الشاعر : يعنى ممكن الاقيها هناك ؟
الرسام : طبعا .. تلاقيها ف التراب والالوان
الشاعر : انا مش بالومك يا حبيبه قلبى
- لو مسموح اقولك يا حبيبه قلبى -
على البحراللى هاج فجأة .. وجراكى
وكان ممكن
- كما كنا -
نقوم نجرى ف نفس اللحظه
نتقابل ف نص السكه ..
من غير اتفاق
يكون جوانا نفس الشوق
الرسام : ( يصفق ) برافو .. برافو .. كلام ملوش اى لزمه .. عادى
الشاعر : ( بلهفه ) ها قابلها تانى ؟ صح
الرسام : طبعا وهازفك عليها انت والطيور
الشاعر : يالا بينا
الرسام : ماتستعجلش لازم الطيور تتزف
الشاعر : امتىالطيور تتزف ؟
الرسام : لما الربيع يجى
الشاعر : امتى الربيع يجى ؟
الرسام : لما النهار يطلع
الشاعر : امتى النهار يطلع؟
الرسام : لما الليله دى تفوت
الشاعر : امتى


18
الرسام : ( للممثله ) صباح الليل ياقمر
الفتاه : انت بتعاكسنى .. صح ؟
الرسام : وانا برضه اقدر اعاكسك انا بس باعبرلك .. عن احساسى
بالنهار الابيض ابو سبع الوان ..
الفتاه : بس احنا ممكن نكون بالليل
الرسام : النهار اللى طلع من قلبى زى الالوان الفحم .. من ساعه ما شفتك
الفتاه : بس دى اول مره اشوفك .. انت شفتنى امتى ؟
الرسام : من زما اااااا ن
الفتاه : قد ايه ؟
الرسام : قد خطوتين بالظبط .. كل خطوه بيعدى وراها جيل كامل
الفتاه : بيروح على فين ؟
الرسام : ارض جديده جوه نفس الارض .. لونها غير الالوان جوا نفس
الالوان .. كلامها له معنى تانى جوا نفس الكلام
الفتاه : ممكن تكون مسرح ؟ يااه دى ممكن تكون الجنه
الرسام : وممكن تكون النار .. تعرفى ان النار سخنه


19
الفتاه ( طفله ) ااه
العازف : ( الاب ) النار دى هاتعلمك ما تعمليش الغلط تانى
الفتاه : يعنى ايه غلط ؟
العازف : الغلط اللى انا لسعتك عليه
الفتاه : وانت لسعتنى ليه ؟
العازف : ماتسأ ليش .. الاسئله فى حد ذاتها لماضه .. واللماضه غلط
الفتاه : خلاص .. حرمت .. حرمت


20
الشاعر : ( يمسك يديها .. تقترب منه المشهد عاطفى ) مآمن ان كل
طريق وميه هّى نقطه حزن نازله من عينيكى
الفتاه : نشفها منديلك
الشاعر : فيه شئ ضاع منى
الفتاه : انا منك
الشاعر : وانا مين؟
الفتاه : ملاك ونازل م السما
الشاعر : مين؟
الفتاه : ملاك ونازل م السما
الساعر : وانتى ؟
الفتاه : انا مش مؤمنه بيه
الشاعر : اتسحبى جنبى ..
نفسى اتفاجئ بعينكى باصالى ..
بشويش ..
اتبسمى ف وشى ..
مدى ايدكى واحده واحده على كتافى
قربى لى
تنام راسى على صدرك
-- الفتاه تبتعد عنه اثناء كلامه .. ثبات المشهد ثم تجرى عليه --
الشاعر : كأن الشفتين دابو سكر وشاى ..
ترانيم لزقزقه الفجارى ..
ولسعه برد حلوه
الفتاه : آآآآآه


21
( تعودالفتاه كمراهقه امام العازف الذى يقوم بدور الاب --
الرسام: ( يرسم على ظهر العازف ) الرسم على ودنه
الفتاه : ( للاب ) بس لو انطبقت السما على الارض عمرى ما
ها سيبه.. وهو عمره ما ها يسيبنى
العازف : انتى هاتتجوزى اللى بمزاجى انا .. واللى اعوزه انا


22
الشاعر : والله باعرف احب
الرسام: الحب مجرد عاده


23
الفتاه : ( للشاعر ) خليك جنبى انا محتاجالك
الشاعر : آه .. جوفى مليان بيها ..
ادور وشى واصرخها ف عب البحر ..
ادور وشى واضحلك ..
وحشتينى
الفتاه : فوق بقى .. خليك جنبى اتصرف .. خليك راجل
الشاعر : الراجل ؟ .. الراجل زهق من مصروف ابوه .. والسهر بره .
ورغى الرجاله صحابه .. اما عن البت اللى علقها .. اما عن
البنت اللى بيعشقها ومش لاقى لهديه عيد ميلادها .. اما على افلام
هويدا .. اما علىالخناقات بالمطوه والسنجه .. وانا نفسى اتكلم
عن .. نفسى .. بس هى فين ؟


24
العازف : ( الاب ) اسمعى ؟ آه لو عرفت انك كلمتى الولد ده تانى ..
وماعدش فيه خروج .. فاهمه
الفتاه : بس انت علمتنى الحريه
العازف : وانا اللى بادفع التمن .. انا مش معترض ع الصداقه .. ممكن
تبقوا اصحاب ..لكن اي نيه تانيه لأ
الفتاه : ممكن اقولك حاضر .. وابقى باكدب عليك .. ماتجبرينش اكدب ..
ارجوك
العازف : ماهو انا هاوحى عليكى حد من اصحابه يفركشها .. وابقى قدامك
مامنعتكيش من حاجه .. وانتى اللى فشلتى
الفتاه : المره دى لازم تجاوب على سؤالى .. ليه رافض حبيبى ؟
العازف : عشان ما بحبوش .. ثم دا شاعر ... يعنى بتاع كلام .. وبتاع
الكلام مالوش مستقبل
الفتاه : بس انا بحبه
العازف : الحب وحده لا يكفى .. والكلام ما بيشبعش .. اللى بيشبع الفعل
الرسام : ( للعازف ) عادى .. سيبهالى يا عمو انا اقنعهالك
-- ايقاع زار .. المشهد اقرب ما يكون الى طرد العفاربت ..
الفتاه تترنح ------
العازف : ( الاب ) سلطتك على بنتى .. بنت كبدى وقلبى علشان تخلصها
م الولد الشاعر .. سلطتك على بنتى .. تبعدها عن الولد اللى
بتحبه.. واللى انطبعت بشكله واتكملت لغته .. سلطتك عليها يا
صاحبى يا للى بتحافظ عليا .. م الولد اللى بيحافظ عليها ..
سلطتك عليها تقنعه ابينك وبينها .. وانت عامل نفسك بتذاكرلها
وعامل نفسك بتذاكرلها .. وعامل نفسك بتذاكرلها .. وعامل نفسك
بتفسحها .. سلطتك عليها من شر عين الواد الشاعر اللى شايفها
كل الدنيا .. سلطتك عليها تقولها وتأمنلك .. وتفضل تحت طوعك
سلطتك عليها ترفضه
الفتاه : بحبه
العازف : لازم تبعد عنه
الفتاه : ملاك ونازل من السما
العازف : سلطتك عليها
الفتاه : ملاك
العازف : سلطتك عليها
--- مع تصاعد الحاله يقترب الرسام بشكل اقرب للشيطان يمزق ملابسها من خلف الاب .. ويغتصبها الفتاه تصرخ .. صمت .. تضحك —

25
الفتاه : (‎للشاعر ) خلاص
الشاعر : ايه ؟
الفتاه : كنا مرحله وعدت .. مراهقه .. زى اى اتنين مراهقين ف الدنيا
اقولك ..انا مسافره .. اعتبرنى مسافره( تضحك ) باى باى


26
الشاعر : ( يضحك ) وبتفتكر انك ملاك ..
او حتى قمصانك عليك مغزوله...
من ضى الشموس
او انك الراجل ف بيت جدرانه من الالحان ..
وبتكتشف انك يا دوب شمعه
يعدى الريح .. ويطفيها



27
الفتاه : (للرسام ) ارسمنى
الرسام : عادى
الفتاه : ارسمنى
الرسام : نصحي.. ننام .. نحب.. نكره .. نضحي .. نستندل ..نوفى ..
نخون برضه عادى
الفتاه : ارسمني
---- يتبادل الشاعر والعازف مكان الاب بالتتالى ----


الشاعر : ( الاب ) ليل ونهار قدام المرايه ..انا اسافر.. اتغرب واتعب ..
وانتى مش فاضيه غيرللمكياج والمرايه .. يابنت انتىهاتجننى
قريب


الفتاه : ( بأداء مختلف) ارسمنى
العازف : ( الاب ) مفيش حاجه اسمها تمثيل متهيألك ان الابهات بتوافق
لو عملتى نسبه وتناسب بين الستين مليون والبنات اللى
بتمثل ها تعرفى الحقيقه.. ثم انتى عاوزه تبقى زى البنات اللى
عيارها فالت و بتمثل ....آه قلبى ..(بأفتعال).. قلبى


الفتاه: (تبدأ فى الرقص) ارسمنى (بآداء مختلف عن سابقيه)
الشاعر : (الاب ) انا أب ديمقراطى .. لازم تمارسى حريتك على كيفك ..
بس تبقى قد ثقتى فيكى

الفتاه : ارسمنى
العازف: ( كأب بعد ان اغمض عين الشاعر بيديه) قال زميلى ف
الجامعة قال...النهارده مذكرات و بكره ذكريات.....اياكى تتكلمى ف
التليفون تانى.. فاهمه


الفتاه: (تزداد حدة الرقص و الاداء) ارسمنى
الشاعر: (كأب بعد ان يغمض عين العازف بيديه) ازاى تتجرأى
و ترفضى عريس انا اخترته عشانك....لازم تفهمى ان مصيرك
كله ف ايدى....سامعه مصيرك كله ف ايدى


-- الشاعر والعازف يغمضان عينيهما معا ويرددان فى تصاعد --
معا : مصيرك كله فى ايدى

الرسام : صورتك خلاص خلصت
--- العازف والشاعر يهرولان ناحيه الصوره تنتفض الفتاه
يكتشفان ان الصوره عاريه .. يصرخان وكل منهما يشد
الصوره باتجاهه فتتمزق متزامنا مع سقوط الفتاه –
معا : بنتى

الرسام : عادى.. الحياه عادى .... والموت برضه عادى ... الستر عادى
والفضيحه عادى .. والحقيقه وجهه نظر .. مجرد رأى.. عادى



28
الفتاه : احمينى من نفسى على نفسى
من ضعفى قدامك
احمينى مره اكون غير نفسى
و اجرح ف احلامك
اوقات باحس ببكره كله جنون
اوقات باحس بقلبك المجنون
و احس برغبتى انى اكون جنبك
و احس ان الحياه اجمل بعيد عنك
وبين قربى اللى غربنى
و بين بعدى اللى قربنى
بتفضل جنبى مستنى ؟ !
احمينى منى
الشاعر : كانت غلطه عمرى .. لمّا حلمت بالوفاء



29
الفتاه : ( تضحك فى مجون.. وهى تقفز كأنها على ارضيه ساخنه )
الليله يا عمده
الرسام : حبكت يا وليه
الفتاه : الارض اللى بيفوتها الحرت .. بتبور
الرسام : داهيه فى ملافظك .. انت عايزه تبوريلنا الارض ؟ ها تفوّلى علينا
ليه؟
الفتاه : ماليش دعوه
الرسام : الليله دى شكلها مش معدى على خير ابدا .. امرى الى الله
-- يقف ويبدأ فى القفز وممارسه التدريبات الرياضيه ---
الفتاه : واحد , اتنين , تلاته , هوب
--- يستمران اثناء حوار العازف و الشاعر -----


30
العازف : ( للشاعر ) اوعاك تفرط فى حلمك .. حافظ عليه .. واكيد
هاتلقاه واوعاك تغلط
الشاعر : انا ماغلطش .. صدقنى .. انا بس مش فاكر شكلها أيه ؟ انا
متأكد انها بتحبنى .. ( يتذكر ) انا فاكر كويس اخر مره ..
كان وشها مليان بودره .. هى عارفه كويس انى مابحبش
البودره اللى بتحطها على وشها .. ساعتها بس عرفت الحقيقه
.. واكتشفت بعد ما مخى وقف من التفكير انها عايزه تغيظنى ..
و كان لازم اتخذ قرار .. علشان اغيظها برضه .. فقررت انى
ماتغاظش .. وطنشتها .. ببص بعد شويه على كتفها
لقيت ملزوق فيه كتف عليه راس راجل .. والبودره بتزيد على
وشها ..
و الكتف نازل منه بطن راجل .. و البودره بتزيد على وشها..
والبطن نازل منها رجلين راجل ... والبودره بتزيد على وشها..
ساعتها بس اكتشفت انها ماشيه مع راجل .. و البودره بتزيد على
وشها .. الغريب ان كل ما البودره بتزيد عليها .. وش الراجل
كمان كان بيتغير.. و كأن فيه علاقه بينهم.. و دى كانت علاقه
مش منطقيه مع احساسى انها بتحبنى .. ازاى ما أخدتش بالى
من الراجل دا من ساعتها.. فجأه جالى احساس بالحنين .. ببص
ف وشها ماعرفتوش.. حاولت افتكر ملامحها .. مافتكرتش ...
ولقتنى تايه عنها .. بس انا هاجيبها لو فى سابع بحر هاجيبها
.. صدقنى .. انا مش غلطان ..هى اللى حطت البودره على وشها
العازف : البودره بالظبط زى القناع .. بيخبى وراه حاجه .. و كل ما
البودره بتزيد .. الحاجه دى بتكون اكبر .. حاول تفتكر ايه اللى
ممكن يخبيه اى قناع؟
الشاعر : يمكن القبح
العازف : دو
الشاعر: يمكن الخوف
العازف : رى
الشاعر : يمكن الحزن
العازف : مى
الشاعر : الرغبه ؟
العازف : فا
الشاعر : الغضب ؟
العازف : صول
الشاعر : الكدب ؟
العازف : لا
الشاعر : الخيانه ؟
العازف : سى
الشاعر : الحقد ؟ الذنب ؟ ..
العازف : ( يبدأ فى غناء السلم الموسيقى بطرق مختلفه متصاعده
اثناء كلام الشاعر )
الشاعر : ايه ؟ الفرح ؟ الفكره .. الخبث .. الطيبه .. الحنان .. السؤال ..
الموت؟
------ صمت --------


31
الشاعر : كل الصور بترتعش
الرسام : الخط اللين .. زى تعبان ع الحيطه .. أنت فاهم حاجه؟
الشاعر : لما القاها .. هافهم كل حاجه
الرسام : ودلوقتى
الشاعر : اتحدى اى واحد مننا فاهم كلام التانى .. احنا نفسنا مش فاهمين
الرسام : وعملت أيه علشان تفهم؟
الشاعر : بادور عليها
الرسام : فين ؟
الشاعر : هنا
الرسام : قصدك بتستناها .. واقف مكانك .. عادى
الشاعر : بادور عليها .. با فتش عنها ف كل مكان فيا
الرسام : انت قاعد ف مكانك .. سرحـان .. فعل وهم .. زى المسطول
بالظبط.. بتكدب على نفسك .. بترسم صور فى الفراغ وتصدقها
.. ماتقلقش عادى
الشاعر : مش باقولك انت مش فاهمنى .. وماحدش فيكوا هايفهم التانى
العازف : اوقات بحس انى اكتر من واحد .. وان كل واحد فيا .. بيدور
علىكل واحد فيا ..وف زحمه الاحتمالات ..انا مين ف كل دول ..
استسلم لكونى انا
الرسام :لان الحقيقه مجرد رأى .. نغمه.. مش شرط تكون ممتعه .. بس
ممكن تعزفها .. وغصب عنا نسمعها ..عادى.. وانت الوحيد اللى
ممكن تسمتع بيها برضه عادى .. وعشان مانكسفكش نكتفى
بالابتسامه .. تفتكر انها عجبانا عادى .. وعادى ف عادى تلقى
الحقيقه عادى

32
الفتاه :( للشاعر ) انا حاسه بيك بس مش فهماك ..انا حتى مش
مصدقه احساسى .. باقولك أيه.. ممكن الاحساس يكدب؟
الشاعر : احساسى مش ممكن يكدب
الرسام : كداب .. عادى
الشاعر : مش ممكن يكدب
الرسام: كداب
الشاعر و العازف : مش ممكن
الرسام : عادى
( يواجهانه بغمامه العين يأخذها ويضحك ويجلس فى
احد الاركان يبتسم )


33
الشاعر : لما هالقاها.. ها ساعد كل الناس تعرف الحقيقه
الفتاه : هى فين ؟
الشاعر : ف مكان مفيش عين شافته
الفتاه :يعنى ايه مكان؟
الشاعر : حدود زى اللى احنا بينها
الفتاه : ممكن تكون هنا ؟
الشاعر : هنا .. غريبه .. احنا ف مكان فعلا
الفتاه : ياترى انت شايفها ؟
العازف : قريبه لدرجه الغربه (لحن به توتر )
الرسام : عادى
الفتاه : شكلها ايه ؟
الشاعر : بنت خاصه جدا .. بتنطلق زى الجناح بالنور
الفتاه : وصفك ليها غريب
الرسام : غريب لدرجه القرب ( بتحدى مع ذكرياته ) عادى
الفتاه : قريب لدرجه الغربه ( تقترب منه )
العازف : والنتيجه
الشاعر : ( منتبها فجأه لوجودها ) كنتى فين ؟
الفتاه : مش عارفه
الشاعر : ايه اللى اخرك؟
الفتاه : انت
الشاعر : ( متجها الى الرسام ) انتى اللى اترميتى ف حضنه بعد اول
كلمه .. لو كنت بجد جواكى ,, كنت قدرتى عليه
الفتاه : اول كلمه حنينه .. بتفتح بوابات الحلم
الشاعر : وكل كلامى
الفتاه : سطور .. نقدر نمثلها فى المسرح .. الكلمه كانت طالعه منك انت
وانا كان دورى بس اعيد نطقها وراك ..وانا كنت عايزه نفسى
الشاعر : كان ممكن تبدأى منى
الفتاه : ازاى..ازاى ابدأ منك وانت نفسك ماكنتش بدأت ..انت مجرد كلام
ماشى على قوانين ثابته.. قواعد ثابته ..الخوف اللى زرعه ابوك
جواك .. ورفضت يكونلك كيان مستقل .. انا حاولت .. و ندهتلك
باحتياجى ليك.. وانت وقفت تتفرج تقدر تقولى كنت فين؟
الشاعر : انا رفضت كل القواعد.. الثابته اللى بتقولى عليها .. كسرتها ..
وحكيت نفسى .. وحاولت ادور فيها
الفتاه : بعد منى .. انا اللى خليتك كدا .. رفضك للى حصل خلالك
صرخت.. وصرختك دى هى نبهت الناس لوجودك .. ونبهتك انت
لنفسك
الشاعر : انا مايهمنيش كل دا .. كل اللى همنى انتى
الفتاه : ( ضاحكه ) بس انا ما فارقتكش لحظه .. ودايما كنت فاكرنى
الشاعر : واتوجع
الفتاه : مع كل سيجاره شربتها كنت با خرج منك اه مكتومه
الشاعر : واتوجع
الفتاه : ف كل رشفه فنجان .. كنت ف قلبك
الشاعر : واتوجع
الفتاه : مع كل كلمه كتبتها وحلم حلمت بيه .. كنت روحك الطموحه
الشاعر : واتوجع
الفتاه : حتى ف المكان ده .. ما فصلنيش عنك غير حبه خطوات
الشاعر : واتوجع .. واتوجع
الفتاه : خليتك صرخت .. على الاقل عرفت حاجه جواك
الشاعر : وكنتى قريبه لدرجه الغربه.. وغريبه لدرجه القرب
الفتاه : والمعنى مش واحد .. وعشان كده كل واحد شافك بطريقه ..
وانت نفسك شفت الحياه باكتر من طريقه .. وماعدش ف عينيك
شكل واحد ليا
الرسام:: ( منفعل ) عادى .. عادى
المممثله : ايه اللى عرفك انى انا اللى بدور عليها ؟
الشاعر : ( بدهشه ) يعنىايه ؟
الفتاه : اللى بتدور عليها مابتخونش
الشاعر : انتى ماخونتنيش
الفتاه : ( ضاحكه ) وايه معنى انى مسافره .. وانت محتاجنى جنبك ؟
ايه معنى انى عرفت اكتر من واحد ( تقترب من الرسام )


34
الرسام : ( غارقا فى ذكرياته ) مين ابويا يا امى ؟
الفتاه : ( الام ) مش فاكره
الرسام : مين ابويا ؟ كل الناس عارفه مين ابوها .. انا مين ابويا؟
الفتاه : دى حكايه طويله
الرسام : ( وهو مغمض العين ) ساعدنى اوصله
الفتاه : مش هاتقدر توصله
الرسام : اشمعنى انا اللى ماليش اب .. مين ابويا ؟ انا ليا اب ولا لأ
الفتاه : طبعا .. ابوك شبهك تما م .. فيه كل صفاتك
الرسام : قوليهالى ارجوكى
الفتاه : ماتكشفش روحى يابنى.. الروح لو انكشف .. هايطلعلها جناحات
و تطير
الرسام : بس دا حقى .. اوصفيهولى
الفتاه : مش فاكره .. ابوك كان راجل .. قدر يقنعنى بيك .. وبالضعف
الرسام : ومين ابويا؟
الفتاه : انت
الرسام : ( بانفعال ) مين ابويا
الفتاه : هاقولك بعد ماصحى


35
الشاعر : ما تسبنيش وتنامى ..انا اللى ماقدرتش احافظ عليكى وسمحتلك
بالبعد وقبلت انى ابوكى يفرق بينا .. وان الطوفان يفرق بينا انا
اللى كنت ضعيف
الفتاه : كنت ها تعمل ايه تقدر تقولى
--------------------------- صمت -----------------
الرسام : ( ضاحكا ) اعرف ماعرفش ايه الفرق .. عادى
الشاعر : كنت هابقى موجود
الفتاه : شايف ان النتيجه هاتفرق .. بالعكس انا برضه زى ماانا .. انت
بتدور على سراب .. ومتنساش الحلم الواحد له مليون تفسير
الشاعر : يعنى ايه ؟
الفتاه : انا مش اللى بتدور عليها .. دوّر عليا .. بس مش فيا.. عمرك
ماها تلاقينى عندك .. والنتيجه دايما مش ليك .. بس على الاقل
فيه نتيجه
---------------- تتثاءب وتموت ------------------


العازف: ( يعزف لحنا يوحى بالموت) قومى ....هو انا كل مااقرب منك
تسيبينى ..غريبه انتى مغمضه عينيكى ليه؟ مش خايفه..انتى
نسيتى ان انا متجوز ( ضاحكا ) انا كمان معاكى بانسى انى
متجوز ... و باحس انك اجمل بنت ف الدنيا .. ساعات باحس
انى ابنك .. اللى بتلاعبيه علشان ينام .. باخاف لقولك يا حبيبتى
.. و ابقى مستريح و انا باقولك يا امى
الرسام: امى انتى فين؟
العازف: انتى ساكته ليه؟
الرسام: فين امى؟
العازف: حتى ف سكوتك بالمح الحواديت( يرفع يديها فتسقط يكتشف
انها ماتت)
الرسام و العازف: ( يصرخان ) امـــى
العازف : ( متلهفا ) انتى سكوتك طول المره دى.. وحواديتك مخوفانى
امى حدوتة النهارده مرعبه.. انا خايف .. خدينى ف حضنك
نيمينى جنبك .. انا .. انا حاسس انى بدأت اطمن فى حضنك
-----------------يتثاءب و ينام -------------------


36
الرسام : ( يقترب من العازف يرفع يده الى اعلى و تركها لتسقط)
نام .. مات.. عادى .. انت كنت بتقول ايه ؟
الشاعر : امتى الليله دى تفوت ؟
الرسام : لما اللى ينام يصحى
الشاعر : امتى اللى نام يصحى ؟
الرسام: لما النهار يطلع
الشاعر : امتى النهار يطلع ؟
الرسام : لما الطيور تتزف
الشاعر : امتى الطيور تتزف؟
الرسام : لما الربيع ييجى
الشاعر : امتى الربيع ييجى؟
الرسام : لما الليله دى تفوت
الشاعر : امتى الليله دى تفوت ؟
الرسام : لما اللى نام يصحى
الشاعر امتى اللى نام يصحى؟

يستمر الحوار.. تخفت الاضاءه -----




اظــــــــــــــــــــــــــــلام


شريف صـــــــــلاح الدين
يوليو 1999