Friday, July 6, 2007

الهوامش











الهوامش



تأليف : شريف صلاح الدين





فى كل شئ تلمس الايدى الغامض
.. نحن هناك فى الحضور الأعمى ..
الذى يكاد يكون بدون هيئه
ماينطق لا فم له
كلمات فقط
او هذا القليل من الهواء الذى ينشئ الغرفه
لكن ذلك يقول الشئ ذاته بفعل الذاكره
احد ما ينادى ..
ايد تنسج وتفسخ الاشياء
بهدوء يتراجع الوجه
جاك انصى
ديوان الغرفه الفارغه



المجهول : شخص يحلم بالسيطره والتحكم .. ويسعى لهما بكل الطرق ويمكن اعتباره إنسان ما .
بكره : الأمل ، القهر ، الأحلام البعيده التى قد لا تنتهى بالتحقق ، يمكن اعتبارها خيال إنسان ما وأرادته .
الشاعر : الفارس المحب يقترب من الجنون ، ويعشق ست الحسن .
الفتاة :تبحث عن أمها في كل ما يحيطها .. والرؤى مختلطه فى عينيها وقد تكون هى الام .
السكير : يبدو أنه عبقرى ..لكنه ينسى كل شئ .. معه زجاجه لا تفارق يده .
الرياضي : شخص دعائى .. تظهر عليه ملامح الغنى .. قد يكون حرامى .
العادى : الخائف دائما .. المستسلم .
الطفل : المتابع للأحداث دون أن يقصد .
عازف ايقاع : صامت دائما ولا يتكلم الا من خلال الايقاع مشاركا بالمشاهد
ــــــــــــــــــــــــــ









الديكور

· مستوى عالى في عمق المسرح مغلف بالكياس البلاستيكيه الشفافه يقف وراءه المجهول .
· يمين المسرح تكوين مجنح يعبر عن الحلم تكمن داخله ( بكره ) يراعى أن يمتد منه مايشبه
الحبل السرى إلي نصف جسد آدمي مقلوب ومعلق في السقف يسار المسرح .
· على الأرض موزع أجزاء آدمية مقطعة ضخمه الحجم تستخدم للتشكيلات تبعا لكل موقف .
· الممثلون يرتدون ما يشبه الزى الموحد ماعدا المجهول وبكره ويضعون على رؤوسهم أكياس
نايلون ماعدا الفتاه الجو العام مغلف بالاكياس البلاستيكيه والارض عليها اوراق صغيره مبعثره.
· يمتد اسفل تكوين ( بكره ) ستاره بيضاء شفافه تغطى الأرض مثبته من اسفل تكوين (بكره ) من طرف واحد وباقى اطرافها حره .. ويخرج من تحتها الممثلون في أول العرض وتستخدم لتجسيد التحولات خلال النص وتبدوا علاقتها واضحه بالاحلام .
· يسار المسرح دولاب خشبى معلق داخله أكياس سوداء ( أكياس قمامه ) و أسفلها مجسم لجذع آدمي .
· يراعى أن تأتى إضاءة المجهول من خلفه (ستارة ضوئية ) ليظهر معظم العرض كخيال ظل
· يمكن تقديم العرض داخل قاعه مسرحيه او غرفه

ملحوظات :
1- يفضل التعامل مع النص من خلال الورشه المسرحيه و يتم من خلالها مراعاة تفكيك الأحداث وإبراز التحولات والسخريه الإنسانيه بشكل جاد جدا مع المحافظه على علاقة الذات بالذوات الأخرى وإبرازها .
2- نحن الآن في هذا المركز من الكون حيث يختلط الزمان والمكان وتبرز الضديات فى المشاعر الإنسانية والأفكار الكونيه .













الممثلون واقفون اسفل الستاره البيضاء فى حاله ثبات .. هم اقرب للاشباح .. تبدأ الستاره فى الانسحاب تدريجيا ليتكشفوا واحدا تلو الآخر .. ثم يبدأون فى التحركات باتجاهات مختلفه بخطوات آليه .. حتى يتقابل الشاعر والفتاه ويتأملان بعضهما ثم يتلامسان مع تصاعد الحركه يقتربان اكثر .. لتقيم المجموعه علاقات جسديه كل مع قطعه آدميه مقطعه .. ماعدا السكير الذى يلاعب زجاجته .. والطفل يلاعب دميته .. يزداد الايقاع متلازما مع التحرك المتردد للفتاه و الشاعر .. وبدء رقصه توحى بالحب تتصاعد لتتحول الى مقابله جسديه يزداد معها ايقاع التحرك لباقى المجموعه لتبدو انها بالنهايه لعبه يمارسها الجميع )

المجهول : (بغضب من العمق )أنا بقولك أهو.. بقولك أهو .
( ضحكة جماعيه دون الانتباه للمجهول )
الفتاة : (للشاعر على انه امرأه وكأنها طفله) انتى ؟ .. انتي مش عارفانى ؟ . أنا خلاص لقيتك .. أنا أهو.. بادور عليكى من زمان .. فاكرانى ؟ أكيد .. مش كده ؟ .
الشاعر : ( كأنها غير موجوده ) شايفهم جايين علينا من بعيد .. ف ايديهم اليمين بنادق وف الشمال بلالين .. لابسين احمر في احمر منكم .. وعلى وشوشهم بشلات بشلات .. جايين في هيصه وظمبليطه وهما بيفرقعوا البمب والصواريخ .. يا قوم ..اسمعونى .. يا قوم يا ما قومش .. تلك هي المسأله ؟
الفتاة : مالك يا ماما ؟ انتى سايبانى وبتتفرجى على التلفزيون ! بتضحكي عليا علشان ما قولكيش فين العسليه .
الشاعر : (مستمرا فى تجاهلها ) الخلاص هالل .. زى أول خيط لنور الفجر .. هايتسحب واحده واحده .. هايبقى قدام عنيكوا ومش هاتشوفوه غير لما يحبسكوا في عبايته .. مالكم ؟ شايف على وشوشكم سهم الله .. أخيرا .. أخيرا العالم ها يرتاح منكم .
الفتاة : متسيبى سماعة التليفون بقى وتيجى تلعبى معايا الطصه و التيرو .
( باقى المجموعه كأنها تلعب كوتشينه )
الشاعر : المطر هايعود .. والأرض ها تخضر من تاني .. زى قلب الخسايه .. والبيوت هترجع عمرانه سمنه بلدى ومورته وصابون نابلسى .. هننام فى عب الأرض جوه الدفا .. ونحلم الحلم اللى عاوزينه بمزاج .. وهكتب شعر تانى .. أيوه هكتب شعر تاني .
الفتاة :عبرينى يا ماما .. متحبسنيش لوحدى .. أنا بخاف من الضلمه ..ماتسبينيش وتسافرى .
( يتحول لعب المجموعه للورق وكأنه صراع يعبرون عنه بالدق على صدورهم )
الشاعر : العالم مش محتاج لعواطف أبدا .. مش محتاج لعواطف .
الفتاة : خلاص .. مش عايزه عواطف أجيبلك أم محمد .. ناديه .. عمتي زغلوله .. أى حد .. المهم ماتسبينيش وتسافرى .. أرجوكى ياماما بلاش تروحى الجيش .
الشاعر : (مندهشا ومنتبها لوجودها ولكنه يراها على غير طبيعتها يمد يده ليلامسها .. تتحرك المجموعه لتفصل بينهما ) هه .. أنتى ؟ ست الحسن .. بعد العمر ده كله ؟ بعد اللف والدوران واليأس .. بعد ما شفت الويل علشانك .. إيه اللى جابك ؟ مش كفايه اللى عمله فيا ابوكى .
الفتاة : عرفتينى ؟ .. عرفتى بنتك ؟.
الشاعر : آه لوتعرفى أنا عملت إيه علشانك؟ .. عديت السبع بحور .. وركبت الحصان الطاير .. ورحت قصر الأشكيف .. وحاربت الشياطين والجن وفريد شوقى وحش الشاشه .
الفتاة : علشانى يا أمى ؟ !.
الشاعر : ( ممسكا بيد آدميه كأنها سيفه ) مسكت سيفى المسحور .. أضرب بيه يمين وشمال .. فوق وتحت .. ولما مالقتكيش .. حزنت .. زي العيل اللي أتفطم على سهوه .. وأتحرم من حضن أمه .. رحت ركبت المراجيح .. وفضلت أفكر .. أفكر .
الفتاة : يا حبيبتى يا أمى .
الشاعر : فكره تجيبني لفوق .. وفكره تجيبنى لتحت .. والهوا يطير الجلابيه .. وأنا ألمها.. يعنى شفتى اللي عمله أبوكى ؟ عاجبك كده ؟
الفتاة : أنا كنت متأكده ان احنا هانرجع تانى .
الشاعر : اللى عمله أبوكى مش سهل .. وسكوتك كان خيانه .. إيه دا .. ما شاء الله دا انتى صغرتى وبقيتى نونو يا نغه .
الفتاة : ( بحماس) ياه دا انا شفت الويل على بال ماوصلت للسن ده .. محدش كان مصدق أنى هاعملها.. بس زى ماعلمتينى بالعزيمه والإصرار رجعت عيله .. صدقينى يا أمى .. ماكنش سهل عليا أبدا .. أبدا .
الشاعر : اسمعى يا نغه .. وأفهمينى كويس ..أنا خايف عليكى .. والعمر مش بعزقه .. هما جايين .. ولما يوصلوا .. هاضطر اسمع كلامهم .. علشان يوصلونى قصر أبوكى تانى
الفتاه : هو أبويا عنده قصر ؟
الشاعر : .. ادخل عليه وهو نايم .. واولع بين صوابعه كبريت .. لا .. هولع فى بنطلونه .
الفتاة : يا حلاوه .. هو أبويا عنده بنطلون .
الشاعر : ساعتها هاضطر أحطك تحت رجليا .. واطلع على كتافك فوق السطح وانتقم منه .. واخنق الفراخ اللى بيربيها .. اسمعي .. لازم تعرفى الحقيقه الواضحه زى الضلمه .. انا مش أمك .. انا الشاعر .
المجهول : (بغضب) .. أنا بقولك اهو .. بقولك اهو .
الفتاة : لا .. ولا بيهمنى .. برضه هافضل أدور عليكى .. ومش هايأس (تتوجه الى السكير وتمسك به) ماما .. أنتى مش عارفانى ؟
(المجموعه تجلس ارضا على شكل دائره كل ينظر باتجاه مختلف ويقف وسطهم السكير )
السكير: أمك ؟ .. انا مش حمار .. انا السيد الأستاذ العبقرى .. آخ نسيت .. (يخرج من الدائره للرياضي والذى يحمل قدم بشريه ويجرى بها من امام المجموعه كأنها شعله اوليمبيه ) أنا مين ؟.
الرياضى : كدا طفيت النار .. ! .
السكير:‏ ميرسى .. ميرسى ( يعود وسط المجموعه فيعطيه كل واحد منهم ظهره كنوع من الرفض للاستماع ) أنا مش حمار.. أنا السيد الأستاذ العبقرى كدا طفيت النار .. أنا الوحيد في الدنيا دى اللي قدرت .. قدرت (يخرج من بينهم للرياضى ) قدرت اعمل ايه ؟..!.
الرياضى : باطقطق صوابعى يا أخى .. سيبنى بقى.
السكير: ميرسى ..ميرسى ( يعود للمجموعه التى تلتف له هذه المره و ينتبهون له بشده ) أنا مش حمار.. أنا السيد الأستاذ العبقرى كدا طفيت النار .. أنا الوحيد فى الدنيا دى اللى قدرت أطقطق صوابعى يا أخى .. سيبنى بقى .. وكانت النتيجه لهذا العمل الجهبذ .. أن .. أن .. أخ نسيت .. (يخرج للرياضى) كانت النتيجة ايه ؟..!.
( المجموعه تتجه بأنظارها الى الشاعر بينهم ,, ويتجهون اليه وهو يبدو عليه الخوف والارتعاش ويبدأ فى التراجع حتى يسقط ارضا فيقتربون منه ببطء ويبدأون فى النزول التدريجى عليه فيقاطعهم الرياضى )
الرياضى : 6/ صفر لينا .. أخدنا كاس العالم .
( المجموعه تهلل وتتحرك باتجاهات مختلفه لمتابعه ماسيقوله الرياضى )
السكير : ( يغنى ) السلطانيه جت ..

المجهول : أنا بقولك اهو .. بقولك اهو .

الرياضى : ( ممسكا بقطعه ادميه وكأنه مذيع تليفزيونى ) ونحن الآن فى الانتظار.. وكما نرى أعزائى المشاهدين .. الناس قلقانه .. حد يسألنى ويقول لى يا كابتن .. يا كابتن الناس قلقانه ليه ؟ .. و احنا عارفين كويس أن ما فيش أى داعى للقلق .. وهنقلق ليه مادامت الحياه .. بمبى . بمبى . بمــبى( المجموعه تزغرد .. ويلتفون حوله ويقولون تماما مايقوله الرياضى ولكن دون صوت للايحاء بانه حديث متكرر محفوظ بطريقه آليه .. بينما العادى يصفق بشكل مستمر كخلفيه للحوار ) . وفيها كل الكماليات .. والفلوس عندنا زي الرز .. (المجهول يضحك) والشباب عندنا بيتعلم اللي هو عايزه من غير لا ضغط ولا تسلط من الأسره .. (المجهول يضحك) ولما بيتخرج الشاب من دول بنديله الشقه
السكير : ( يهتف وراءه ) الشقه
الرياضى : وبنديله العربيه
السكير : ( يهتف ) العربيه
الرياضى : وبنجوزه احسن جوازه ..
السكير : (يهتف ) احسن جنازه
الرياضى : وعشان خاطر المستقبل بنديله شقتين إحتياطى .. شقه فول .. وشقه طعميه .. (المجهول يضحك) وبنوفر له كل السبل للإنتاج ولهذه الأسبابووو ... جمعاءوووو .. عصما .. ( صمت مع ثبات التشكيل وكأنهم لعب توقفت عن الحركه ماعدا السكير والعادى الذى يصفق )
السكير : أووو .. أووو .. حد يحط الفيشه والواد فصل
الرياضى : ( يتحدث سريعا ويعودون للحركه ) .. بقينا بننتج على قفانا ..
السكير : عاجبك كده اهو الواد كهربنى
الرياضى : قصدى كل حاجه .. واصبح عندنا فائض بنصدره .. دا إحنا دلوقتى بنصدر شباب .. ولقد اشتهرنا فى العالم كله .. بجودة تصنيع العيل بتاعنا ( يزداد تصفيق العادى ) .
الرياضى : ( بصوت هامس يبو عليه الحذر ان يسمعه احد ) ورغم كده إحنا قلقانين .. ليه ؟
المجموعه : ليه ؟ ( ايقاع الزفه )
الرياضى : علشان إحنا فى انتظار وصول طائرة الأبطال .
العادى : ( بلهفه ) يارب وصلهم بالسلامه .
المجموعه : آمين .
العادى : ورجعهم بالعزة والكرامه .
المجموعه : آمين .
العادى : ووفق رئيس البعثة في عمله واقدامه .
المجموعه : آمين .
السكير : آمين ؟ .. آمين مين ؟
الشاعر : يا عم إحنا بندعى .
السكير: بندعى ؟ .. طب واحنا بندعى ليه ؟
الرياضى : وهاهى طائرة الأبطال تهبط علينا من السماء .
المجموعه : حاسب .. حاسب يا جدع .
( يهربون باتجاهات مختلفه )
الرياضى : الموسيقى العسكريه تعزف نشيد البطولة والإقدام .
( المجموعه تعزف باجسادهم موسيقى مارش عسكرى بالدق على الارض او الاجساد ومن خلال استغلال الاصوات )
السكير : سمع هس .. سمعني سلام الحاجة . ( يختلف الايقاع )

الرياضى : البرقيات تنهال علينا من كل مكان بالعالم .. ومش قادر .. مش قادر .. (صوت كركبة) مش قادر امسك بطنى من الفرحه .. ودائما الى الانتصارات .
السكير : اف ..هى الريحه دي جايه منين ؟
الرياضى : الانتصارات .
السكير : انا عايز النقطه بتاعتى
الرياضى : الانتصارات
السكير : عرفتك .. اصانص أف .
الرياضى : الانتصارات .. (ينتهي صوت الكركبه) .
السكير : يارايق .
الطفل : ( للدميه ويمكن ان يمسك بيد واحده من المتفرجين فى حالة مسرح الغرفه) أنا مسافر .. أنا مسافر بس مش هانساكى .. غصب عنى لازم أسافر .. عشان لو مسافرتش عمرك ماهاتوحشينى .. صح ؟ .. صح .. و آنا عاوزك توحشينى .. اوحشينى بقى (يرمى الدميه ويعقبه صوت فرملة سياره)
الشاعر : ( محدثا الدميه الملقاه ارضا )أنا واحد نفسه يعمل أى حاجه .. مجرد ما قلت للبحر آياتى دارت بنات الجنة فوق سجادتي .. (يمسك الدمية) وف لحظة العشق اليتيمة الأم .. بنام .. وافضل في الحلم سرحان هفتان لحضنك . ( من الممكن ان يتحدث الشاعر مع احد المتفرجات ويحاول الاقتراب منها )

المجهول : أنا بقولك اهو .. أنا بقولك اهو .

الشاعر : ( للدميه )هاخدك لفوق و أنقذك .
العادى : ( يختبئ اسفل الستاره البيضاء ويتبعه باقى المجموعه بينما يحاول الشاعر الصعود للكتله القابع وراءها المجهول ) بلاش .. بلاش تفتح علينا سكة المجهول .. بلاش خليك هنا .. خليك.
الفتاة : (تغنى اسفل الستاره والباقى يزحف محاولا الخروج منها وفى حاله مسرح الغرفه يزحفون باتجاه المتفرجين ويزلون اسفل الكراسى ممسكون باقدامهم .. طلبا للنجاه ويلاحظ ان الشاعر يردد ماتغنيه الفتاه )
نفسي اطلع لفوق .. عصفوره حوريه ف الفجر أزقزق للسما .. واجرى على الميه مين زيى فى الدنيا دى .. غنى بحريه

الشاعر : (مازال فى محاولته للصعود يخرج المجهول ويدفعه قبل الوصول اليه فيسقط ) ـ آه .

المجهول : (يخرج من مكانه ويمسك الدميه من رقبتها) أنا بقولكم اهو .. بقولكم اهو (يضحك) .

العادى : قلت لك اللي نعرفه احسن من اللي مانعرفوش .
السكير : ازاى .. اللى مانعرفوش لازم نعرفه .. علشان .. اخ نسيت
الفتاه : ( تلعب ) بريللا بريللا .. بريليللا
المجموعه : عاوزين ايه ؟
الفتاه : بريللا .. بريللا .. بريليللا
السكير : عاوزين .. اخ نسيت
المجهول : ( يواجهها بالدميه ) عاوزه تشوفيها ؟
الفتاه : ( بآداء طفولى ) هى اللى جابتنى لغاية هنا .. كنت مطمنه معاها .. رغم انى شايفه الدنيا اكبر منى .. وسامعه بدوشتها .. ماكنتش حاسه غير بعرقها اللى بيغسل كف ايدى .. وخطوتها اللى بتنططنى الارض .. فتحت الباب وباستنى من خدى اليمين .. استغربت .. اديتها الشمال .. ساعتها كنت فرحانه .. فرحانه قوى .. لدرجه انى كنت عايزه اعمل معاها زى ماكانت بتعمل معايا وهى فرحانه .. واعض فيها بسنانى .. أعض فيها لغاية ماجلدها يحمر ويورم .. بس قلت بلاش احسن تتعود عليها وتاخد عليا ..وقالتلى ماتخافيش .. راجعالك بكره .. خفت احسن بكره مايجيش وماشوفهاش تانى .. وفضلت اندهلها وهى ماشيه واقولها ماتسيبنيش .. وهى تقوللى بكره .. ماتسيبنيش .. وهى تقولى بكره .. ولغايه دلوقتى بكره مش راضى ييجى
السكير : وجدتها .. اكيد العربيه عطلت بيه ف السكه .. او ... اخ نسيت

( المجموعه يحملون الشاعر على ظهرهم بتشكيل يوحى بالمركب وكل منهم يحمل قطعه آدميه كأنها مجداف المركب ويتحركون كأنهم فى موكب .. ويصدرون اصواتا للريح والبحر )
الشاعر : ( رافعا يده لأعلى )
العالم مش محتاج لعواطف أبدا .
ولا محتاج لنوايا الفارس ..
ولا حتى قصائد شعر بدمى . ( تسقط يده ارضا )
السكير : غسلوه . ( يرفع زجاجته ويصب منها عليه )
الشاعر : لأ ..انتوا عاوزين تموتونى .. انتوا بتكرهونى .. الجو ساقعه .. مش هاستحمى يعنى مش هاستحمى .. على الاقل النهارده
الفتاه : امال امتى ؟
الشاعر : بكره
الفتاه : بكره ؟
المجموعه : بكره .. يا بكره .. بكره ( يبحثون فى ارجاء المكان )

(تظهر بكره من داخل التكوين الخاص بها ويلمحها الطفل )

الطفل : أنت مين ؟ .
السكير : what is this ?
المجموعة : هش .
بكره : أنا اللي أنتوا سمتوه بكره .
العادى : أنا قلت لك من الأول بلاش .. بلاش تفتح علينا سكة المجهول .
بكره : أنتوا عايزين ايه بالضبط ؟ .
الرياضى : إحنا كلنا متفقين ..
( تتحرك المجموعه وكأنهم بمظاهره ويهتفون بكلمات غير مفهومه يتزعمهم السكير)
المجموعه : هاللا لا باللا
السكير : إحنا عايزين منك بعد إجماع الآراء .. عايزين .. (مع المجموعة) ولا حاجه .
بكره : انتوا بأيديكم جبتونى.. وفى الآخر تقولوا مش عايزين حاجه . ايه ؟ مابتنطقوش ليه ؟ .. اتخرستوا .
المجهول : (يضحك) .. أكيد سلوك حضارى مهذب .
الطفل : ياه دا انتى شكلك وحش بشكل .
بكره : ايه ؟ بتقول ايه ؟ .
العادى : يالهوى .
بكره : (تشير بيديها فيبدأ الطفل بالتحرك اسفل الستاره البيضاء ويبدوانه يرى كابوسا يجسده باقى الافراد ككونهم اشباحا يصدرون اصواتا مخيفه كذئاب تعوى و ضحكه اقرب للصراخ هستيريه و مختلف الطرق المبالغ فيها لتجسيد الفزع .. يلقى المجهول بالدميه .. ويسقط الطفل ) .
الشاعر : (ممسكا بالدميه)
هي اللي فردت ملايتها الرياح ..
فاتبعتر الترتر على وشوش العيال الفرحانين
.. جنيه .. صغيره في السن ...
وكبيره في الحواديت ..
عيونها حلم واد مجروح ..
بشوق مكتوم لحضن يضمها ..
يملاها من نور العصارى ..
يا دوب تلمح عيوني عيونها ..
تبتدى الحواديت ..
وابقى الشاطر حسن وهى ست الحسن .
بكره : مالكم اخدتوها جد ليه ؟ .. دي مجرد لعبه .. اظهار امكانيات .. عشان نفرفش شويه في الأول .
الفتاة : ماليش دعوه أنا عايزه ماما .. عايزه ماما .
بكره : (تصفق وتضحك فيقف الطفل يبحث عن الدميه حتى يجدها )
الطفل : ( للدميه ) بنتى .
الفتاة : ماما .( تضع رأسها على صدره )
( المجموعه تغنى ماما ياحلوه يا اجمل غنوه )
الطفل : خلاص يا بنتي .. أنا رجعت لك خلاص .. كان لازم أسافر عشان توحشيني .. وارجع لك .. واديني رجعت .
الفتاة : كنت عارفه انك راجعه .. كنت متأكده .
الطفل : و أدينى جيت .. أعوضك الأيام اللي ضاعت .. ادفيكى ف حضنى .. اطبطب عليكى .. واحكي لك الحواديت قبل النوم .. ولما تجوعى اوكلك .. ولما تتعبى .. اسهر على راحتك .. رجعت لك تانى يا بنتى .. اطمنى .. هافليكى مرتين فى الأسبوع .
السكير: وعلشان المناسبه السعيده دى .. وعلشان الحق رجع لاصحابه .. والأصحاب رجعوا للحق .. قررنا نحن بالنيابه ..
( المجموعه تقلد اصوات سارينه عربات النجده )
السكير : ( يخبئ الزجاجه خلف ظهره ) بالنيابه ايه ؟ يا لطيف اللطف يا رب .. لا .. لا مش بالنيابه .. بالتوكيل عن عباقرة العالم .. قررنا ما هو آت .. أولا ............... آخ نسيت .
الرياضى : ثانيا .. الاحتفال بهذه المناسبة السعيدة .. لذلك نقدم لكم هذه الفقرة .. ( يضع على رأسه طرف الستاره البيضاء ويتحدث بلغه المذيعات . بينما يمسك العادى بقطعه آدميه وكأنها كاميرا للتصوير .. والشاعر كأنه المخرج ) ) ونهديها الى الحاجه فلان والحاج فلانه بمناسبة نهاية المده
السكير : كفاره يا عرب
الرياضى : وأيضا الى أولادهما علان وترتان .. وزفتان وهبابستان .. مهداه منهم الى كل من .. زؤبة وكرنبة وكعب القبة .. بمناسبة الخطوبه السعيدة
الشاعر : اعدلى القصه يا مدام ( الرياضى يسحب الستاره البيضاء للخلف قليلا عن رأسه ).. يا خبر اسود .. قرعه ( السكير يحاول الهرب فزعا فيمسك به الرياضى)
الرياضى : .. كما نتوجه بأطيب الأمنيات للسيدة والسيد .. والآنسه والآنس .. والمعنسه والمعنس
السكير : طب مفيش باكو معنس
العادى : (للرياضى و كأنه المخرج ) يامدام احنا ع الهوا
السكير : ع الهوا .. اخص عليك .. مش كنت تقوللى علشان اجيب الباراشوت
الرياضى : .. مع تمنياتنا بدوام التوفيق في الحياة التعيسة .. و الآن مع هذه الأغنية بمناسبة عودة الأم التايهه .
( المجموعه تمسك القطع الادميه المبعثره وتستخدمها كألات موسيقيه مختلفه .. وتجسد بها اصوات مختلفه .. ويلاحظ ان كلمات الاغانى هى كلمات عاديه لم تكتب كأغانى ولكنهم يغنوها )
الشاعر : ( يغنى ) فيا قوات الطوارئ الدوليه .. انقذوا مناخيرى من رشحها .. واكتموها احسن يتعدى الاتوبيس .. سلكوا زورى من اللوز .. وعينيا من العماص .. انسفونى بطياراتكم مره واحده .. لا تطلقوا الكوابيس عليا .. وانا لوحدى .. لوحدى .. ف أوضه ضلمه .. والا اقولكوا اطلقوها عليا تونسنى .. تونسنى
العادى : ( يغنى ) ماهى مش فارقه حاجه معانا .. والنهارده دايما زى امبارح .. وامبارح دايما زى اول امبارح .. واول امبارح زى اول اول امبارح .. واول اول امبارح زى اول اول اول امبارح
المجموعه : ايه ؟
العادى : واحنا اللى جوا القفص
الفتاه : ( بآداء حالم )
بكره يانور النور
يا نار على الظالم
ليل امبارح بحور
كابوس على العالم
فاتحينلك الابواب
ماحناش من الاغراب
خلينا م الاحباب
رجعنا للعالم
رجعلنا العالم
الحلم مش هايموت
الحلم هوا الخلود
جايز يكون محبوس
جايز يكون مكبوت
واكيد شعاع الشمس
بيننا وبينه سدود
الرياضى ( يغنى ) سدود ؟ فل عليه .. انا بانط السدود .. ثوانى .. اجيب الشمس .. وارجع هوا
العادى : ( يغنى ) يا عم ارحمنا .. مش بنقول اللى نعرفه احسن من اللى مانعرفوش .. خليك هنا .. خليك

السكير:( يغنى ) البنزين .. احنا ناقصنا بنزين .. بنزين نحطه على الفول مكان الزيت .. قولوا ليه ؟
المجموعه : ( ككورال ) ليه ؟
السكير : ( يغنى ) .. الفول يخش المعده يتهرس .. ويدوب جوه البنزين ..قولوا ليه ؟
المجموعه : ( ككورال ) ليه ؟
السكير : ( يغنى ) الفول بالبنزين يدخل الأمعاء الدقيقه .. تمص البنزين وتركن الفول .. ومنه علي الدماغ طوالى .. وبعدها ها ننقل علي الرابع ونسبق العالم


- يدورون فى اماكنهم ثم يتثاءبون و ينامون ويعلوا الشخير ----

المجهول : أظن ما فيش احسن من كده ؟ .
بكره : فعلا هو دا عز الطلب ها تلاقى كدا فين ؟ .
المجهول : في كل مكان و ف كل زمان .. بس السلوك هو اللى مختلف .
بكره : بس صعب يتجمعوا كلهم فى مكان واحد .
المجهول : ليه صعب ؟ .. لو بصيتى ف أى شارع ها تلاقيهم كلهم .. لوبصيتى جوا أى واحد لوحده ..برضه ها تلاقيهم كلهم .
بكره : العيون بعيده ومش لامحه حد .. ها تقدر عليهم .
المجهول : ها قدر .. مادمتي جنبى .
بكره : ازاى .
المجهول : مش برضه تقدرى تخلينى أشوفهم تحت سيطرتي .
بكره : سهله جدا .. بس لازم تفهم أن اللى ها تشوفه مش حقيقى .. مجرد خيال .. النهارده واقع وبكره لسه مش موجود .. بأيدك انت تحققه أو ماتحققوش .. اقدر أخليك تشوف بكره زى حلمك .. ويا اما تنجح أو تفشل .
المجهول : عارف . عارف .
بكره : أنا بحذرك .. لو شفت حلمك و ما قدرتش تحققه .. ها تبقى واحد زيهم .. مش هاتفرق عنهم في حاجه .. شخص وصل بيه الإحباط لدرجة السخريه .. لدرجه التعامل مع العالم .. من ورا لوح ازاز .. شايف العالم زي ما نفسه يشوفه .. ها تتلخبط الأوراق فى عينيك .. فاهم .. ها تتلخبط الأوراق فى عينيك .
المجهول : عارف .. كل اللي بتقوليه أنا عارفه .. وقده .. آمال أنا بعتلك ليه ؟.
بكره : بعت لي ! .. هما اللي جابونى .
المجهول : دول مجرد أدوات .. علي لوحة شطرنج .
بكره : أوعاك تلخبط الورق .. هما اللي جابونى .. هما اللي محتاجين بكره اكتر ما أنت محتاجله .
المجهول : موافق .. بس اللي فارق انك تحت أيدى وسيطرتى .
بكره : سيطرتك ؟ ! .. أنا مجرد خيال ممكن أي حد يسيطر عليا .. لغاية ما يحققنى .. وساعتها بأنتهى .. هما دلوقتى فاقدين القدرة على التحكم فيا والسيطرة .. بس أنا لسه قدام عينيهم .
المجهول : أنا قادر أمسكك بأيدى .
بكره : علي العموم أنا بحذرك .. إحساسك بالنشوه والحلم قدام عينيك شايفه كأنه حقيقه .. ها يعادل بالظبط جنونك .. لما تلاقيه خيال مش ملك أيدك .
المجهول : نفذى اللي باقولك عليه .
بكره : أتفضل . (تعبير حركى يرى المجهول من خلاله المجموعه خلال نومها مقيده ويكون الهدف من ذلك تأكيد فكره السيطره ويزداد انفعال المجهول مع تصاعد الحركه وكأنه يعيش هذا الوهم كحقيقه حتى تقاطعه بكره باشاره منها )
المجهول : هه .. لا .. لا .
بكره : كان لازم أفوقك قبل ما تكبر الرغبه جواك و تنهشك .. وساعتها ها تبقى زى الديب المسعور على الحلم .. بص شوف شكلهم جميل .
( المجموعه تصدر اصوات اثناء نومهم اقرب لصوت زقزقه العصافير )
المجهول : العصافير جوه القفص شكلها دايما جميل .
بكره : ممكن تحن لها وتطيرها .
المجهول : العصافير ما تطيرش أبدا .. لأنها لو خرجت بره القفص ما بتبقاش غير منقار بينهش في اللحم النى .. فهمتى .. دلوقتى اللعبه لازم تكون في أيدى .
بكره : لعبة ايه ؟ .. أي لعبه هتكون خطيره عليك .
المجهول : وسعادتى في المخاطره .. أنا هانزل وسط الناس والاعبهم بطريقتى .
بكره : أنا بحذرك .
المجهول : التجربة بيني وبينك .. كل اللي مطلوب منك انك تنفذى اللى هاقولك عليه بالحرف الواحد .
بكره : وايه اللي مطلوب منى ؟ .
المجهول : (يضحك) انك تنفذى أحلامهم .
بكره : انفذ أحلامهم ؟.
المجهول : زي ما صورتى الحلم قدامى .. ها تصورى الحلم قدامهم .. وكأنه أتحقق .. وساعتها ها ابقى بالنسبه ليهم الخلاص .
بكره : يعنى ها تحقق الحلم بالوهم .. مساكين .
المجهول : ليه مساكين ؟ .. المسألة نسبه وتناسب .. بالنسبه ليا ها أحقق الحلم و أمسكه بأيدى .. وبالنسبة ليهم .. ها يشوفوا الحلم وكأنه أتحقق .. وها يحسوا بالسعاده .. على الأقل لغاية ما احقق حلمى .
بكره : خد بالك .. لو حلمك ما كملش أنت اللي ها تدفع الثمن . والعبره بالنتيجه ؟

المجهول : (للمجموعه) أصدقائي وأحبائي .. (المجموعه تستيقظ من نومها ) فى الواقع أنا ما عرفتكوش بنفسى ودا مش مهم .. اللى لازم تعرفوه أنى واحد منكم .. زي زيكم .. من قلبكم .
السكير : القلب .. أنا سمعت عنه قبل كده بس فين .. فين ؟ اه مش دا اللى بيقول هوهو .
الرياضى : حتى القلب نسيته يا كابتن .. لو واحد جه وقف قدامك .. و جيت على شماله .. و أديت له مقلب حراميه .. كعورته يعنى .. اهو هو دا القلب .
الشاعر : لما ادى ست الحسن ميعاد وماتجييش .. هوا دا القلب
المجهول : بغض النظرعن مفاهيمكم المختلفه عن القلب فهى دى الحقيقه.. فاهمين ؟
المجموعة : ( بعدم فهم )آها .. آها .
المجهول : كل واحد فيكم فيه حاجه ناقصاه .. يا ترى عارفين هى ايه؟ .
المجموعة : توء .. توء .. توء .. توء .. توء . ( يحركون ايديهم كأنها عقارب الساعه )
المجهول : يبقى لازم تفتشوا جواكم .
( المجموعه تبحث فى اتجاهاهات مختلفه عن لا شئ )
السكير: (يمسك العادى من قفاه ) أنا شاكك فيك م الأول شكلك كدا حرامي .. بتقول اللى نعرفه احسن م اللي ما مانعرفوش .. اللى نعرفه احسن م اللي ما مانعرفوش .. أدينى عرفت كل حاجه .. طلع من جيبك .. طلع .
العادى : اطلع .. اطلع ايه ؟ .. أنا طول عمرى ماشى لوحد و ف حالى .. عمرى ما مديت أيدى لحد .. ولا لحاجت حد .. وبقول يا حيطه دارينى .. دارينى ..( متقمصا حاله من التعذيب ) لا .. بلاش كهربا .. بلاش جلد .. ما تطفوش أعقاب السجاير في جسمى .. انا مش طفايه .. أنا برئ .. برئ .. كل اللى عملته انى طالبت بحقى مره واحده .. مره واحده ..
السكير: واحده .. حلوه يا ولا ؟ .. أنت ها تخدنى فى دوكه .. انا عارفك زنبجى .. وتلاقيها وحشه .. برضه ها تطلع اللي ناقص يا مفتح .
المجهول : وايه اللى ناقصك ؟ .
السكير: اللى ناقصنى .. أخ .. نسيت .
المجهول : يا ترى عرفتم ايه اللى ناقص جواكم ؟ .
الشاعر : أنا مش ناقص .. مش ناقص .. أنا ..
( المجموعه تدندن موسيقى الف ليله وليله مختلطه بموسيقى شعبيه ويتحول الشكل الى مايوحى بالقصر و يكون العادى هو كرسى العرش بينما الرياضى يمثل الملك والطفل ممسكا بقطعه ادميه كأنها مروحه من الريش خلف الملك و تكون الفتاه ممسكه بيد الشاعر على يمين الرياضى
( الملك ) واسفل قدم الملك السكير بيده زجاجته ).
الفتاة : بلغنى أيها الملك السعيد .. ذو الرأى الرشيد .. أن الشاطر حسن .. لما راح قصر السلطان .. يفكره بالوعد .. ويطلب أيد ست الحسن والجمال .. قال له السلطان ( تمسك بيد الشاعر )
الرياضى : (كأنه السلطان ) شوف يا سى ابنى .. سى أنا عايز أقولك كلمتين وسى انت اسمعهم منى كويس .
الشاعر : قول يا عمى .
الرياضى : سى أنا مقدر كل اللى أنت عملته .. وحقيقى سى انت بقيت حدوته ها يحكيها العالم كله .
الشاعر : شكرا يا عمى .
الرياضى : بس .. .. .
الشاعر : بس ايه؟ .
الرياضى : بس سى انت لسه ما اتعلمتش الدنيا كويس .. و سى أنا ما أقدرش أديلك سى بنتى .
الشاعر : ( للفتاه ) سيبى انتى ( يترك يدها )
السكير : ( مولولا ) سى بنتى ونلتى ياختى
الشاعر : ليه يا عمى ؟ .. دا انا عملت علشانها كل حاجه.
الرياضى : أوعي تكون فاكر انك علشان حاربت سى الغول .. وقدرت على سى العفاريت .. وعلقت لك سى شهاده فى البيت .. على أنها النتيجة الحتميه لسى الجهاد والاعتماد ع النفس .. فاكر انك بكدا ها تقدر على سى الدنيا ؟ .
الشاعر : ( للفتاه ) قولي حاجه .
الفتاة : حاجه .
السكير: يرحمكم الله
الرياضى : تقدر تقولى ها تأكل سى بنتى ايه ؟ .
الشاعر : اللي اقدر عليه .. بعرقى .
الرياضى : بالعرق؟! .. بنتى ما بتاكلش بسى العرق .. بنتى بتاكل بسى سمنه البلدى .. ها تأكلها بسى سمنه بلدى ؟.
الشاعر : ( للفتاه ) قولي حاجه .
الفتاة : حاجه .
السكير: معلش يا ختى
الرياضى : بلاش دى .. تقدر تقوللى .. هاتلبس سى بنتى ايه ؟
السكير : قول انت بقى ؟ .
الشاعر : هدوم .
الرياضى : بنتي ما بتلبسش هدوم
السكير : قشطه يا عم .. باضتلك الديك ف القفص
الرياضى : بنتي بتلبس من احدث خطوط الموضه في باريس
السكير : لا مؤاخذه فهمت غلط ..( للشاعر ) جتك نيله ف حظك ابو شنب
الرياضى : بتصيف في لندن .. وتشتى في الكاميرون .. و بتشرب سى بيبسى .. ها تقدر على كل دول .
الشاعر : ها اقدر علي سى بيبسى .. ( للفتاه ) بيبسى تقولى حاجه .
الفتاة : ( تخرج صاجات وتغنى ويرقص اسفل منهم السكير ) حاجه .. حاجه .. حاجه .
الرياضى : شوف يا سى ابنى .. سى الدنيا مش أوهام .. سى الواقع حاجه .. و سى الخيال حاجه تانيه .. خلينى قدامك مثل و أتعلم منى .. أدينى بقيت سى سلطان وليا سى جبروتى وقوتى .. وسى نفوذى فى كل مكان .. وكل دول يتمنوا يخدمونى بإشاره منى .. سى أنا القوى ..سى انا سى سلطان زمانى .. و أنا حتى ما اخدتش إعداديه
الشاعر : ( للفتاه بحزن شديد ) قولي حاجه .. أى حاجه .
الفتاة : ولما سمع الشاطر حسن الكلام .. فز عليه القلق .. وحس انه فى بحره غرق .. والدموع فرت من عنيه .. لما مقدرش يرد عليه . (تتثاءب ) .. مولاى
السكير : ( يحاول ان يصيح كأنه ديك ) كوك .. كوك .. اخ نسيت
الشاعر : أنا مش ناقص .. مش ناقص .
( تعود المجموعه لنفس التشكيل قبل تشكيل القصر )

المجهول : العلاقة بينكم وبين العالم لازم تكون موجوده .. وعلشان العلاقه بينكم وبين العالم تكون حقيقيه .. لازم تعرفوا نفسكم الأول .
السكير: أنا واد حلو خالص وميت فل .. دا انا حتى امبارح كنت هناك .. وفضلت افكر اعمل ايه وانا هناك ؟ .. فقررت اجى هنا .. وانا جاى ملقتش مكروباص .. اسكت ؟ .. لا .. فكرت .. وقررت اخدها مشى .. واركب الجزمة .. ببص لقيت الجزمه مش راضيه خالص .. اسكت ؟ .. لا .. قعدت اقولها ليه ياجزمه مش راضيه تمشى ؟ .. هو انا زعلتك في حاجه ؟ .. دا انا لسه محميكى ومهنيكى .. ومشربك ازازتين ورنيش عامله بيهم احلى دماغ .. وقعدت اطبطب عليها .. وهى تطلعلى لسانها .. و أنا مفيش حد بيطلعلى لسانه.. أنا عندى كرامه .. الدم غلى ف عروقى .. شدتها من الرباط .. اديتنى مقلب حراميه على سهوه وقعتنى على ..... ؟
المجموعه : ايه ؟
السكير : .. على ....... ؟
المجموعه : ايه ؟
السكير : .. ع البطاقه .. ببص لقيت البطاقه اتعورت وصورتى بتخر دم .. الدم غلى ف عروقى .. رحت مادد ايدى ف جيب البنطلون .. ورحت مطلع المشط .. وفضلت اسرح القصه .. ومسكت الصوره حطيتها ف وش الجزمه .. وقلت لها بصى يا جزمه لو موصلتنيش .. ها روح ابلغ فيكى فى القسم .. انا ما بخفش ..و انا معايا المشط .. والشرطه ف خدمه ال ... .. ببص لقيت الجزمه خافت و جابتنى .. ولما جيت .. لقيت المكان نفس المكان .. والوشوش نفس الوشوش .. اسكت ؟ .. لا ..الدم غلى ف عروقى .. رحت ماسك الجزمه وفضلت اضرب بيها ف راسى .. وهى تنعكش القصه .. واسرحها بالمشط .. واضرب الجزمه تانى وهى تنعكش القصه واسرحها .. غريبه .. هو انا بحكى القصه دى ليه ؟ .. اخ نسيت
المجهول : أنت فاكر كل حاجه .. بس مش عايز تقول .. أتكلم .. حاول .
السكير: لا .. مش فاكر حاجه .. مش فاكر حاجه .
المجهول : ليه بتخبى تفكيرك ؟ .. احنا بنلعب لعبة الحقيقه .. انت فاكر .. وفاهم .
السكير: لا .. مش فاكر حاجه .. ومش فاهم حاجه .
المجهول : فاكر كل حاجه وفاهم كل حاجه .
السكير: مش فاكر .. مش فاهم .
المجهول : اتكلم .. لازم تتكلم .. أنت قادر على الكلام .. اتكلم .. أتكلم .

السكير: مش قادر .. مش قادر .. ( يترك الزجاجه ) عايزنى اتكلم ؟ .. ازاى ؟ .. اكلم مين ؟ اسوأ احساس يا صاحبى .. لما تتكلم ومحدش يسمعك .. و لا يفهمك .. لما تلاقى عقلك بيسرقه منك شوية جهله .. او ناس اقل منك فى المعرفة .. لما وعيك يتحرف او يتصادر او يصطدم بمجتمع راسه والف سيف يرجع بيك لورا .. ورافض اى خطوه لقدام .. لما تكتشف ان كل افكارك بتتحول بقدرة قادر لوسيله غبيه للنصب والتجاره .. وف اوقات كتيره للموت .. وياريت دا وبس .. العقل لما بيتسرق منك بتظهر نتايجه بسرعه غريبه .. والأغرب أسم الحرامى وهو بيتمجد قصاد عينك .. ولما بتخاف و تحرص على عقلك كويس ..بيتوه فى زحمة الورق والبيروقراطية والحاقدين .. وف لحظه بتضطر تبقى غريب .. غريب حتى عن نفسك .. غريب .. وآه م الغربه وسط الناس .. الناس اللى بتعمل علشانهم كل حاجه .. الناس اللي بتحبهم وخايف عليهم .. وحتى اللي بتكرهم .. آه م الغربة وسطيهم .. بس انا مبيأسش بسهوله ورفضت .. رفضت الغربه لما فتحت بيبانها لعقلى ..رفضت الغربه لما فتحت صدرها وجيبها وشهواتها .. رفضت أى حد تانى يسرق عقلى .. فقررت اسرقه انا .. بأيدى .. بقرارى انا .. بمنتهى الحريه قررت ( يمسك الزجاجه ) اسرق عقلى بأيدى و أخبيه ورا ازازه .. نفس .. برشامه مش مهم .. المهم ان عقلي بقى ف ايدى انا لوحدى ..وحريتى الكامله ف الغياب كانت بارادتى
الرياضى : ياه .. تصدق دي اول مره اشوفك فيها بجد .
الشاعر : أنا مصدقك وحاسس بيك .. انا برضه الغربه صابتنى فى نن قلبي .. زى السيف اللي بيدخل فيك فجأه .. ويحرمك من اعز حاجه عندك .. يحرمك من قلبك .. ورغم كل التحديات اللي واجهتها .. حسيت انى مجرد عصفور .. مهما يطير ويعلا .. ممكن حصوايه صغيره توقعه .. ضعيف .. لدرجة ان كف ايد يعصره .
الفتاة : اطمن احنا حواليك .. انا برضه حسيت بالغربه .. حضن الام له رعشه جميله .. رعشه بردانه بس بتدفينى .. وتخلينى ادوب فيها .. وتنسينى الخوف .. وتدينى القوه .. وانا باسمع عن الموت اللي فى كل حته .. مجاعات .. انفجارات .. اغتيالات .. حروب .. الموت اللي فى كل حته .. فى الجرايد والراديو والتلفزيون .. حضن الام ارض بتطرح حياه .. ارض مليانه خير وامان .. حتى شوكها لما بيجرح .. جرحه له طعم تانى .. طعم بيداوى الجرح طوالى .

بكره : انا بحذرك .. اللعبة بدات تتعقد .. خد بالك .. بدأ يتخلق بينهم تعاطف .. بدأوا ينتبهوا لوجودهم حوالين بعض .. ودا معناه بدايه جديده لروح الجماعة .. بدايه واعيه .
المجهول : ( لبكره ) انا هافضحهم قدام نفسهم .. ها أجمعهم علشان يسمعونى .. وبعدين أبين دور كل واحد فيهم فى هدم حلم التانى .. يعنى أفرقهم علشان أسودهم .
بكره : العبرة بالنتيجه .

المجهول : ( للمجموعه ) هايل .. متهيألى بدأنا نعرف بعضنا كويس .. ومش كفايه نعرف مشاكلنا .. المهم .. نعرف عيوبنا .. مش كده برضه يا حرامى ( مشيرا للرياضى ) .
الرياضى : الله .. احنا هنلبخ ولا ايه ؟ .. جرى ايه يا كابتن ؟ .
المجهول : ليه ؟ .. أنت مش حرامى .. ولا انا غلطان ؟ .
الرياضى : طبعا غلطان .. انا رياضى .. ورياضى يعنى بطل .
المجهول : بطل رياضى ف الطلوع على المواسير .. والجرى مسافات طويله م العساكر والمخبرين .. ما تخافش أنا مش بحاكمك .. قلت لك قبل كدا انا واحد منكم وعارف كل حاجه .
الرياضى : عارف .. طيب مبدهاش بقى انا شخص عادى جدا .. اتعلمت زى كل الناس .. اتعلمت اللى انا عايزه وبحبه .. ورسمت لنفسى مستقبل عارف خطواته كويس .. مشيت عليها .. واتخرجت واتقفلت كل البيبان فى وشى .. وم الآخر افتكرت وصية ابويا ليا قبل مايموت وهو بيقوللى بص ياواد انا نفسى اشوفك فاتح بيت قبل ماموت وانا اقوله بعد الشر عليك يا با .. واخدله نفسين وفيص .. ساعتها كان لازم انفذ وصيته ليا وبدل مافتح بيت فتحت بيوت وعربيات وخزن .. وبقيت .. كل اما اشوف حاجه افتحها ( يجرى خلف السكير وهو يردد جملته الاخيره )
الشاعر : ببساطه كدا ؟ .. ببساطه تبقى فتاحه ..حرامى ! .. تبقي نموذج م اللى حرمني من حبيبتى .. انت بقى فارس احلام العصر .. اللى بتتفتحلك كل البيبان المقفوله .. وما يرفضكش أى أب .. انت اللى هتأكلها بالسمنه البلدى .. و ها تلبسها من احدث خطوط الموضه فى باريس .. و ها تشربها البيبسى .. انت بقي اللي بتشرب بيبسى .
الفتاة : معنى انك تكون حرامي .. معناها انك ممكن ف لحظه تكون قاتل
الرياضى : قاتل ؟ ممكن وليه لا ! .. الخوف بيخلى البنى آدم يعمل أى حاجه .. الخوف م الفقر خلانى سرقت .. والسرقه خلتنى اخاف من بصه عين لحد اعرفه او ما اعرفوش .. بقيت اخاف من الضلمه والنور .. اخاف اعيش بشكل عادى او مختلف .. والخوف لما بيسيطر ع العصفور .. بيخليه خفاش يطلع ف الضلمه ينهش ف رقبتك ويمص ف دمك و انت نايم .. وانا كان لازم اعيش .. كان لازم اعيش .. فاهمين ؟! .
الشاعر :: تقوم انت وامثالك تحرمونى من حبيبتى .. ما تعيش بعيد عننا .
الرياضى : اسمع انت آخر واحد تتكلم عن حبيبتك .. قعدت تقول انا شاعر .. شاعر .. وتنادى بالكلام والشعارات و الغنا .. و ها طلع لفوق و أنقذك .. واحنا بايدينا ها نحقق بكره .. و أنا و انتي يا حبيبتى طريقنا واحد .. و علشانك اتحدى الصعب والمستحيل .. وعند اول مشكلة اتخليت عن حلمك .. عن حبيبتك .
الشاعر : انا ما اتخلتش عنها .. سامع .. ما اتخلتش عنها .
الرياضى : لا .. اتخليت .. وبقيت انسان ضعيف .. تقدر تقوللى فين ست الحسن بتاعتك . .. بقت مجرد حدوته.. سيرة على كل لسان .. سيره بيحكيها العالم كله .. وهى لوحدها اللى بتدفع التمن .. تمن ضعفك .. تمن انك سمحت لغيرك انه يتدخل ف مصيركوا الواحد .. وصدقنى التمن غالى ما يقدرش عليه غير واحد زى ..( يضحك ) شوف نفسك .. انت ايه دلوقتى ؟ .. انت مجرد كلام .
الشاعر : اخرس .. ست الحسن ما بعدتش عنى لحظه واحده .. لسة شايل همها .. لسه عارف كل تفاصيلها .. انا بعدت عنها فى المكان بس .. لكنها ما بعدتش عنى لحظه ..
الرياضى : برضه مجرد كلام .. ممكن يكون مالوش اى علاقه بالحقيقه
الشاعر : حرام عليك انت وامثالك بتقتلونى .. زى ما بتقتلوا كل دول .


المجهول : (لبكره) اللعبه حرارتها بتزيد .
بكره : العصافير بقت عجينه فى ايدك .. ممكن يدمروا كل حاجه .


الرياضى : انا اللي بقتل كل دول .. كل واحد فينا اشترك فى تحديد مصير الثانى .. وكلنا استسلمنا .. انا باعترف .. كلنا في قفص واحد .
المجهول : هايل .. ودلوقتى جه الوقت لإنقاذكم .. لتحقيق أحلامكم .
الرياضى : واية التمن ؟ .
المجموعة : التمن ؟ .
المجهول : مجرد احساس بسيط بالولاء والانتماء
الشاعر :( يمسك بالستاره البيضاء كأنها كفن وأثناء هذا تجلس المجموعه ليغطيهم تدريجيا بها .. آهات صوتيه اقرب للعدوده يتخللها ايقاع زفه متصاعد ) ويلى .. المدافن فاتحه ابوابها لاميرة الحواديت .. شايفها نور بينطفى حبه حبه .. ويتكفن بتوبى .. بغنايا .. بالحلم اللي اتولد ويانا .. انا اللي شايل نعشها المتغطى بالطرحه .. وتاجها فوق منه .. وبازفها بايدى .. للموت .. انتوا اللي بتهنونى وتغنوا .. وانا اللى بيعزينى وبيبكى وعند بابها .. بادعيلها ليل ونهار .. مين اللي مات فينا ؟ .. لا .. اللى بشوفه مش حقيقه .. ايه اللى حاصل ؟ .. ليه مش متحقق الحلم الجميل ؟ .. ليه ؟ .
المجهول : اطمن .. حلمك ها يتحقق بأيدى .. احلامكم كلها ها تتحقق .. وزى ماقلتلكم ..كل اللي مطلوب منكم مجرد إحساس بسيط بالولاء والانتماء (لبكره) ابدأى التنفيذ فورا .
بكره : بس خليك فاكر .. لو حلمك ما اتحققش ها تبقى واحد زيهم .
المجهول : ابدأى التنفيذ .

( مشهد حركى يعبر عن تحقيق احلام المجموعة بتوالى تحركهم اسفل الستاره البيضاء يراعي اثناء المشهد ان كل فرد فى المجموعه يمارس سلوكا ما مع حلمه الذى لا وجود له يلاحظ ان المجهول يزداد انتشاء و بكره تضحك وتعبر بالحركه عن ايهام الجميع بالحلم إلا الفتاه التى تراقبهم و ترفض الاندماج معهم .. وتخرج مندفعه من اسفل الستاره ) .

الفتاة : وهم .. بيضحك علينا كلنا .. بيضحك علينا كلنا .
المجهول : ايه .. فيه ايه ؟ .
بكره : مش لاقيه حلمها .. عارف دا معناه ايه ؟ .
الفتاة : بيضحك علينا كلنا .. بيضحك علينا كلنا .
المجهول : أوهميها بالحلم .
بكره : قلتلك .. احساسك بالنشوة والحلم قدام عنيك .. هيعادل بالظبط جنونك لما تلاقيه خيال مش ملك ايدك .
المجهول : (للفتاه) غمضى عنيكى ها تشوفيه .
الفتاة : لو غمضنا عنينا .. العالم ها يضلم .. وها يفضل بس الوهم .. بيضحك علينا كلنا .
المجهول : ليه فتحتى عنيكى .. ليه ؟ .
الفتاة : فتحت .. شفت اللي فضلت سنين مخبياه .. شفت الواقع .. الحقيقه اللي هربت منها .. لقيتها زى ما هى .. فى المكان نفسه .. لقيتكم كلكم .. حسيت باللحظه اللي هربت منها زمان .. حسيت بالاراضى الواسعه .. الجناين اللي بتخضر يوم ورا التانى .. العصافير بتعاكسنى .. والهوا بيلاعب الفستان .. شفت عيونه بتضحك .. وشفايفه بتغنى .. طفل بيتشاقى فوق كتفى .. وينعكش شعرى .. طفل بكل براءة اطفال الدنيا .. بيحضنى .. لسه بيتعلم يندهلى .. ماما .
الطفل : ماما .
الفتاة : وساعات كان بيقول ..أمه .. اخده ف حضنى و اضحك .. طفل عايش سنه بجد .. بينام لما احكيله الحدوته .. ويصرخ لما اسيبه .. ولما اصرخ زيه .. يرفع حاجب مستغرب منى .. ويفضل يضحك .. اخده فى حضنى وانام .. كان حلمى بيكبر حبه بحبه .. يخش مدارس .. يتخرج .. يرفع راسى لفوق واتباهى بنجاحه .. واخاف لو ييجى يوم يتجوز فيه ويسيبنى .. ها فرح بيه ما انكرش .. بس ها يبعد عنى شويه .. كان حلمى في ابنى كبير .. يحب اخواته و اشوفهم ايد وحده لبكره .. بصيلته لقيته بعيد .. بعيد .. اخواته بيجروا بعيد عنه .. جريت عليه
( يخرجون تدريجيا ويتجه احد افراد المجموعة الى الدولاب ليخرج رأس بشريه وتبدأ المجموعه فى اللعب بها والقاءها من يد ليد )

المجهول : ( لبكره وهو يتألم ) اوهميها بالحلم .. اوهميها .؟
بكره : ( بلا مبالاه ) ما اقدرش .. لو حلمك اتحقق انا اللي هانتهى .. ومش هابقى بكره .. وهابقى امبارح .. ماضى عدى وفات .
المجهول : يعنى كنتى بتخدعينى .. بتوهمينى .. انتى اللى مخلتهاش تشوف حلمها ؟ .
بكره : انا حذرتك من الأول وانت رفضت تفتح عينك .. اللعبة كلها كانت فى ايدى .. بكره مايجيش لغاية عندك .. انت اللي تروح له وتحققه

الفتاة : ( تدور بينهم فى محاوله لالتقاط الرأس ويتزامن كلام الفتاه مع تأوهات المجهول الذى يتراجع ليعود الى مكانه اول العرض فى العمق .. وكأنه هو الذى يتم تقطيعه )
فتحت عنيا لقيتكم زى النار بتحاصروه .. مش قادر يواجهكم .. اللي بياخد منة قوته .. واللي بياخد منه شجاعته .. واللي بياخد منه براءته .. اللي بياخد قلبه .. عقله .. جهده .. امنه .. واللي بياخدنى منه .. (تلتقط الرأس وتحتضنها ) .. مات .. مات .. مات بايديكم كلكم .. باديكم كلكم ( يسقط المجهول )
.
( المجموعه تلقى بالاجزاء الادميه على المتفرجين ويذهبون تدريجيا للدولاب و يسحب كل فرد منهم كيس قمامه ثم و يدخل كل فرد منهم فى كيس القمامه الخاص به وهم يضحكون ماعدا الشاعر والفتاة يدخلان اسفل الستارة الممتدة من اسفل مستوى بكره )

صوت خارجي : انا بأقولكم اهو . . باقولكم اهو


( اظلام تدريجى )




شريف صلاح الدين
يناير / 1997

No comments: