Friday, September 18, 2009

الوردوس

الوردوس

تأليف :

شريف صلاح الدين

39 

الشخصيات

 

الفتى

الفتاه

الرجل

البنت

الولد

طفل 1

طفل 2

طفل 3

طفل 4

طفل 5

قد يكونونا من يشخصون مكونات الرجل الداخليه من افكار ومشاعر وانقسامات اثناء عرضه لرحلته فى الحياه منذ ان وعى لمشاعره حتى اخر العرض والذى يعتمد بالمقام الاول على امتزاج الكلمه بالصوره بايقاعاتها مختلفه

الديكور : فى العمق ستاره ضوئيه متعدده الاستخدامات و الوظائف ويعرض عليها مشاهد مصوره مختلفه ..

واقترح مثلا فى المشهد الاول عرض فيديو لعمليه ولاده قيصريه و التى تنتهى بنهايه المشهد بخروج طفل الى العالم وهو يصرخ ..وفى المشهد الثانى عرض افلام كارتون يتحرك من خلالها الممثلون على خشبه المسرح ( أو القاعه ) .. وفى المشهد الثالث مشاهد من افلام ابيض واسود لعلاقات الحب بين أبطال السينما القديمه ومشاهد الاغراء والرقص والقبلات وفى المشهد الرابع لقطات للحروب المختلفه .. وفى المشهد الاخير مشاهد يوميه معتاده لما يحدث بالشارع من اناس طبيعين مرورا بازماتهم كالمرور والزحام وطوابير الخبز والعديد من المشكلات المعاصره وكما سيشار اليه فى النص لتتحول الشاشه الى جزء مكمل ومستمر للواقع المكانى للنص

ايضا يمكن استخدامها كخيال للظل فى اماكن متعدده من العرض

او كما يرى المخرج فى طرق استخدامها

سلالم خشبيه مزدوجه سهله الحركه و متعدده الارتفاعات موزعه على المسرح

موتيفات لاستخدامها بكل مشهد لتوحى بالمطلوب مثل تمثال لم يكتمل وكرسى قطار وشجره و غيرهم مما يوحى بالمكان المحدد له تبعا لكل مشهد لا يوجد دخول وخروج للموتيفات الديكوريه فكلها ملقاه ومهمله وفى حاله من الفوضى ولكن هناك استخدام للموتيفه على حساب الاخرى تبعا للمشهد

الملابس :

هناك فرضيه ما بأن العالم قد تواترت عليه الحروب وتحولت الإصابات الى شئ مألوف ومعتاد ونحن هنا نتحدث عن عالم ما بعد الحرب حتى ولو كانت الحرب النفسيه .. الجميع قد تم تربيطه بالشاش و تجبيره وهذا شكل معتاد للممثلين لايلتفتون اليه لكونه واقعا معاشا ومعتادا

الوردوس هو المسكوت عنه فى الحياه اليوميه للوصول الى الاجابه من الداخل

4

1 – الرحم

-

اثناء دخول الجمهور .. بؤره ضوئيه خارج خشبه المسرح على سلم خشبى مزدوج يقف أعلاه الرجل ينفخ بالون كبير .. لا يسيطر على المشهد سوى صوت النفخ .. حتى ينتهى باكتمال دخول الجمهور

الرجل : أنا حُزنى مش مكفيه الشعر والمسرح .. قلبى وانا عارفه .. بحر السما

قده .. ايه اللى خلّى النجوم تنطفى فجأه ؟.. ايه اللى خلى الجواهر زى المشاعر ترخص ؟ .. ( يتحرك بالكره باتجاه المسرح والذى تبدأ الاضاءه تدريجيا بالارتفاع لتوضح الشخوص ثابته فى أماكنها ) سمعت ان الورده الحمرا يعنى الحب .. والصفرا يعنى الغيره ف الحب .. والورده البيضا نقاء .. والازرق حلم .. بس هو فيه ورده زرقا ؟ .. ( للجمهور ) أنا بادوّر ع الورد .. من قبل ما الحرب تبدأ والورد مش موجود .. ( يتحرك ببهلوانيه وكأنه يعلق على أحد المباريات ) حد يسألنى ويقولّى يا كابتن .. هو الورد مش موجود ليه ؟ اقوله واحنا ف مكاننا هنا فى الملعب .. لو انت قاعد ف مدرجات الدرجه التانيه هاتلاقى الناس على يمينك وبرضه الناس على شمالك .. ولو انت قاعد ف مدرجات الدرجه التالته هاتلاقى الناس على يمينك وبرضه الناس على شمالك .. طب لو انت قاعد ف المقصوره ؟ برضه هاتلاقى الناس على يمينك وبرضه الناس على شمالك .. ( بسخريه ) حاجه غريبه يا شباب ..الناس فى كل حته .. وكلهم متلخبطين ف ارض الملعب .. مجروحين ( اصوات قذائف تنفجر .. يتحرك الممثلون بعاديه شديده دون ابداء اى خوف من الانفجارات .. بل يرفعون راسهم فى متابعاتها ) .. والسبب الاكيد ان ارض الملعب مش راضيه تطلع نجيله .. واى حد بيقع بقى بيتعور ( بسخريه ) حاجه غريبه يا شباب ..علشان كده عايزين نزرع بدل النجيله اللى ماتت ورد .. ( كأنه معلق رياضى ) حد يسألنى ويقولّى يا كابتن .. وهو فين الورد ؟ هاقوله معرفش بس انا فاكر انى حلمت هالقاه فى الوردوس ..والوردوس دى حته ف وسط حلم .. اسم نط ف مخى .. زى هاتف ( بجديه ) وقد قال المفسرون ياساده ياكرام .. دور ع الورد هناك .. بعيد .. جوا روحك .. هات الورد وازرعه ف الملعب علشان اللعيبه تلعب .. يمكن يدوسوا عليه .. ويمكن يحافظوا عليه ( يلقى بالكره على خشبه المسرح .. تلتقطها فتاه فى العمق يغطيها و شاح ازرق اسفل تمثال لرجل لم يكتمل .. تبدو كالملاك يتدلى نصف شعرها على جانب وجهها والنصف الاخر مربوط بفيونكه )

الرجل : ( للفتى ) خش الحلم بصدرك .. اركب قطر الرغبه وسابق .. طير ف السكه .. حس جنابك بيزغزغها الريح .. اضحك من قلبك ( الفتى يجسد مايقوله الرجل ) ارفع راسك فوق .. واتنشق حلمك .. عند البنت السفروته ( للفتاه ).. عماله تكبر تكبر .. البنت الاكبر من وسع العينتين .. أسرع من نط الحبل ( الفتاه تجسد مايقوله الرجل ) عامله شريطه فيونكايه .. تنفك مع الريح المجنونه .. تتجنن ترقص .. ليل ونهار .. ضلمه ونور .. تلقى الحلم ف صدرك .. بيزقك .. خش الدنيا بصدرك .. ادخل .. حاول

( صوت البحر يملأ المكان .. الفتاه تتحسس التمثال .. يبدأ صوت القطار فى التصاعد . . ليتداخل مع صوت البحر .. متزامنا مع ظهور بؤره ضوئيه يمين المسرح للفتى جالسا على كرسى يهتز باهتزاز القطار .. الفتى ملامحه صارمه .. مع ارتفاع صوت القطار يخفت صوت البحر .. و يزداد اهتزاز الفتى )

الفتى :بالتأكيد انتى مجنونه

الفتاه : احتمال اكون حره

الفتى : برضه مش راجع

الفتاه : ( للتمثال ) بس انا شايفاك

الفتى : اللى شايفاه دا وهم

الفتاه : ( تتحسس التمثال ) انا متأكده انى حاسه بيك

الفتى : ازاى وانا قلبى اتحجر

الفتاه : قلبك شعاع نور دافى

الفتى : جرى ايه ؟ انتى لزقه ؟

الفتاه : الغربه بتخليك توحشنى .. الغربه بتقربك ليّا

الفتى : و ايه المطلوب منى ؟

الفتاه : ابعد اكتر .. تقرب منى اكتر

الفتى : ( بانفعال ) مش قادر افهمك ؟

الفتاه : ( ترقص بالوشاح و هى تضحك ) احتمال اكون مجنونه

الفتى : مجنونه ؟

الفتاه : أو حره

الفتى : و دا اللى حارق دمى .. انا ليه مش حر زيك ؟ ليه ؟

الفتاه : فضفضلى .. انا سامعاك

الفتى : القطر دا غريب .. ماهواش سنين وتعدى .. انا حاسس انه مشاعر وذكريات .. القطر دا مش قطر الحياه .. القطر دا هو الحياه .. بالتأكيد هو الحياه .. فيه احتمال انه رايح لهدف محدد .. وانا مش عارف اى قطر انا اخترته .. ويا ترى هابدل ف اى محطه .. ومفيش معايا خريطه .. انا خايف

الفتاه : انت جاى باتجاهى

الفتى : مش دا اللى شايفه .. انا دايما باحس انى رايح للبدايات .. كل شويه هابدأ بدايه جديده .. ودايما بابدأ عند نفس النقطه

الفتاه : ايه هى نفس النقطه ؟

-- (تخفت الاضاءه عليهما متزامنه مع بؤره ضوئيه على الجهه الاخرى .. مجموعه من الاطفال .. يرتدون بيجامات باليه .. و فى اياديهم أعواد طويله من الخيزران .. مدلى من أعلاها أكياس بلاستيكيه ملونه .. لتجعلها أشبه بالأعلام و الرايات .. يصطفون كمجموعه فوق غطاء بالوعه .. يخرج أحدهم ليمثل قائدهم .. هم يمثلون أدوارا عسكريه )--

الرجل : زمان وانا صغير .. كانت البراءه مخليانى أحلم بمنتهى السهوله والسعاده .. كانت الحريه مخليانى أعرف أغنى .. أعرف أشوف نفسى قائد فرقه عسكريه

طفل 1 : صفا .. انتباه .. اقف عدل يا عسكرى انت و هو

-- الاطفال يتدافعون لتنظيم انفسهم --

طفل 2 : انا عايز ابقى قدام

طفل 3 : بس دا مكانى .. ماليش دعوه

طفل 2 : و الله اقول لبابا ييجى يضربك

طفل 3 : و انا هاخلى أبويا يضرب أبوك

طفل 2 : انا ابويا أقوى من أبوك

طفل 3 : أبوك اللى تخين .. أنا بابا عنده عضلات

طفل 2 : أبويا أقوى راجل فى الدنيا

طفل 3 : أبويا أقوى منه

طفل 1 : أنتوا هاتتخانقوا قدامى .. وفى الطابور كمان .. سكوت منك له

طفل 2 : مش عايز يوقفنى مكانى

طفل 3 : دا مكانى أنا

طفل 4 : (معه ورده .. رافعا يده بما يوحى برغبته الذهاب لدورة المياه بعصبيه شديده ) عاوز اشرب .. مزنوق

-- يشير طفل 1 له بالخروج مسرعا .. فيحل طفل 2 مكانه --

طفل 1 : ( مقلدا الكبار ) احنا عماد المستقبل .. احنا اللى هانبنى الوطن و نعمر الصحرا

طفل 2 : يعنى ايه وطن ؟

طفل 1 : أوعى تتكلم تانى من غير إذن .. الوطن هى الكلمه اللى لمّا بنقولها .. الكبار يقولولك برافو .. دا ولد زكى .. مخه سابق سنه .. و م الآخر الواحد مكسوف يسأل يعنى إيه وطن .. بس اهى كلمه بناكل بيها حاجه حلوه

طفل 3 : طب يعنى ايه هانعمر الصحرا ؟

طفل 1 : دى بقى انا عارفها .. يعنى هانشربها جوزه .. زى أبويا لمّا بيحب يعمّر دماغه .. بيشرب جوزه

-- يدخل طفل 4 من الخارج متجها إلى مكانه فيجد به طفل 2 --

طفل 4 : دا مكانى

طفل2 : لا .. دا مكانى أنا .. إنت جيت من بره لقيتنى هنا .. أنا مالى

طفل 4 : و الله أقول لامى

طفل 2 : انا أمى أقوى من أمك

طفل 4 : أمك اللى تخينه .. أمى أنا عندها عضلات .. شالتنى فى بطنها تسع شهور بحالهم .. و انت لأ

طفل 2 : و إيه يعنى ؟ أنا لو قلت لبابا هايخلى أمك تشيلنى فى بطنها سنه بحالها

طفل 4 : أبويا هايضرب أبوك

طفل 2 : خلى أبوك الأول يتشطر على أمك اللى بتضربه .. و الشارع كله بيسمعه و هو بيعيط

- الرجل يأخذ الورده من طفل 4 الذى يبكى .. يضعها فى جراب يحمله متزامنا مع خفوت الاضاءه عليهم و تصاعدها على التمثال و الكرسى .. مازال صوت القطار –

الرجل : كنت دايما حاسس بالوحده .. ولمّا الحلم شقشق .. وقابلتها .. كانت جميله قوى وآه من أول حب .. كنت خايف قوى .. ومكسوف قوى .. بس أنا كنت طفل لئيم .. وجوايا أسئله كتيره .. وصوت أكبر منى .. زى مايكون كنت غايب عن الناس وأنا طفل ف احلام يقظه جميله

_ خفوت تدريجى فى الأضاءه متزامنا مع بؤره ضوئيه جديده يدخلها الرجل ممسكا بيده فرع شجره طويل .. بطوله .. يخبئ وجهه خلفه .. طفل 5 جالسا ممسكا بعصاتين كأنهما آله الكمان .. يُسمَع صوت موسيقى الكمان شجى وممتع .. والطفل 5 مستغرقا بالعزف ..

الرجل : الغنا زى شجره بتتهز .. بتطلع ريح بارد ف الضهريه الزحمه العرقانه .. إنت اللى بتطرى البحر بهواك

- طفل 5 ينظر إليه وهو مازال يعزف .. الرجل يخبئ وجهه خلف فرع الشجره .. طفل 5 يعود لاستغراقه بالموسيقى .. يتحرك الرجل حوله حركه على شكل مربع -

الرجل : صوتك خريف .. أنا بحب الخريف .. علشان عريان .. واضح .. مش مزيف .. كل يوم بحال .. مش مستقر .. مش روتينى .. الخريف مفيهوش ورق .. يبقى مفيهوش توقيع .. مفيهوش دمغه .. مفيهوش أختام .. الخريف مش بيروقراطى

- طفل 5 يعلو صوته بالآهات المختلطه بالموسيقى التى توحى بالطرب .. يخترق الصوت تغريد عصفور .. الرجل يقلب فرع الشجره .. ويهب زاعقا -

الرجل : صوتك مش أحلى من العصفور .. إوعى تكون فاكر إنك هاتغير الكون ..إنت مش عارف إن النفط نعمه .. والجاز بتحطه البنات على شعرها .. إوعى تكون فاكر إنك ممكن تغير البنات .. أو تخلى العصافير تبطل غُنا

- الطفل مازال يغنى والموسيقى تتصاعد .. ويتخللها إيقاع مارش عسكرى .. الرجل يضع فرع الشجره على كتفه كأنها بندقيه .. ويسير بخطى عسكريه -

الرجل : تمام يافندم .. أنا هنا لخدمتك .. لحمايتك من المشاعر .. وتأمينك من الموت .. ماتخافش يا فندم .. الصوت اللى سيادتك سامعه قنابل يدويه دا صوت قلب بيدق .. يظهر إن صاحبه بيحب شويه ..واحتمال إنت اللى تكون بتحب .. إطمن يا فندم .. أنا هابعد الحب عنك .. أنا مهمتى حمايتك .. الضلمه والنور اللى انت شايفهم قدامك وانت بتعزف جوا روحك .. دا تدريب ميدانى لتسبيل العينين ف وش الحبيبه .. علشان نعرف نضحك ع الناس يا فندم .. مايخدوش بالهم من مشاعرك أو خجلك أو .. خوفك .. إطمن سيادتك .. مش هايموتوك م الحب يافندم .. مش هايموتوك م الحب

- طفل 5 يغنى بصوت أعلى وهو يعزف .. غير مكترث بالرجل الذى يجلس بجواره واضعا فرع الشجره محاولا تقليد طفل 5 .. يهز الشجره فتصدر صوتا موسيقيا .. ويستمر الرجل فى العزف بفرع الشجره .. ينظر الرجل الى طفل5 الذى يبادله النظره ويبتسمان .. ثم إظلام تدريجى .. هما يتوجهان بأنظارهما تجاه الفتى والفتاه --

- بؤره ضوئيه على الفتى ينتفض على كرسيه مع صوت دقات القلب .. وبؤره ضوئيه اخرى على الفتاه امام التمثال مقيده بالحبال كأنها عروسه ماريونت ومع كل انتفاضه للفتى .. تهتز الفتاه فى مكانها فى نفس اللحظه

الفتاه : حررنى من خوفك

- يختلط نبضات القلب بصوت قطار يتصاعد تدريجيا –

الفتى : القطر بيجرى رهاوان .. لازم أبص قدامى .. فيه مزلقان جاى .. خدى

بالك .. إيه اللى جابك ورايا بس ؟.. إنتى مش قادره تفهمى .. أنا لو بصيت

ورايا هاتحجر .. هابقى تمثال صوان .. قلبى هايضلم

الفتاه : إرجع فكنى .. الخوف حبال بتقيدنى .. بتحركنى غصب عنى

الفتى : الحبال دى هى اللى ماسكاكى .. ومن غيرها هاتقعى .. ومش هاتقدرى تتحركى من مكانك

الفتاه : حركنى انت

الفتى : كده مش هاتبقى حره

الفتاه : بحُبَك هابقى حره

الفتى : القطر بيجرى بسرعه

الفتاه : وقف القطر

الفتى : مقدرش .. أموت .. وانا بخاف قوى من الموت .. رغم كل اللى انتى شايفاه عليا .. شاش وجبس .. مربط من كل حته .. تشويه مالوش حل غير الموت .. بس أنا بخاف منه .. ومش عارف له طاقيه إخفا .. وبرضه بيدور على بالى .. وخصوصا ف كل محطه اضطريت فيها أبدل القطر

- إظلام تدريجى .. ومازال صوت القطار مستمر ينخفض تدريجيا -

- بؤره ضوئيه على الرجل وطفل5 مازالا يغنيان .. تدخل البنت هى أكبر سنا من طفل 5 وتحمل كتابا مدرسيا .. وترتدى مريله ولها ضفيرتان تمنحاها وجها طفوليا جميلا .. عندما يراها طفل 5 يتوقف عن الغناء بينما يستمر الرجل .. طفل 5 يتأملها بخجل وتبدو عليه مشاعر الحب والارتباك .. البنت تقرأ كتابها المدرسى وتنظر اليه مبتسمه وتعود للقراءه .. طفل 5 تزداد حيرته ثم يخرج ورده من جيبه ويعطيها لها و هو مرتبك –

طفل 5 : الورده دى وقعت منك

البنت : وقعت منى ازاى ؟ أنا مفيش معايا ورد .. هى كانت فين ؟

طفل 5 : ( مرتبكا ) فى الكتاب

البنت : ( تفكر قليلا ثم تبتسم ) آه .. فهمت

( طفل 5 يزداد خجله لظنه انها كشفت حيلته .. ومازال الرجل يعزف )

البنت : أنا فرحانه بيك قوى ( مع الموسيقى التى تبدو عاليه ..تدور فى المكان كأنها راقصه باليه وهى ممسكه بالورده وطفل5 يمسك كتابها ناظراً إليها فى سعاده .. ثم تقترب منه وتقبله على وجنته.. فيزداد دهشته وخجله .. تأخد منه كتابها ) كنت بتعمل ايه ؟

طفل 5 : كنت باغنى

البنت : أنا كمان باحب الغنا .. تحب اغنى معاك ؟

طفل 5 : بصراحه نِفسى

( يمسك بعصاه ويبدأ بالعزف وهو سعيد وتتصاعد الموسيقى )

البنت : إيه دا .. إنت بتعزف بعصايه ؟

طفل 5 : فين العصايه دى ؟ إنتى مش سامعه الموسيقى ؟

البنت : أنا مش سامعه حاجه خالص ..

طفل 5 : معقول مش سامعه كل الموسيقى اللى ماليه الدنيا دى .. دى المره دى صوتها أعلى من كل مره

البنت : إنت أكيد بتهزر معايا ..( تلمح الولد ) ثانيه واحده .. وراجعالك

( يدخل الولد .. هو أكبر من البنت .. التى تجرى إليه بمجرد ظهوره وهى سعيده )

البنت : إيه اللى أخرك كل دا ؟ .. أنا هنا من بدرى .. تعالى لمّا أعرفك على الولد الجميل دا .. ( تذهب الى طفل 5 ) تصدق إنى مش عارفه إسمه ( لطفل5 ) إنت إسمك إيه ؟ ( طفل 5 مستغرقا فى عزفه ) عارف .. لولا الولد الطيب دا .. كنت مش هاخد بالى خالص من الورده اللى إنت حطيتهالى ف الكتاب ( ينخفض صوت الموسيقى )

الولد : ( مندهشا ) الورده ! .. أى ورده ؟.

البنت : الورده دى .. أصلها وقعت منى .. وهو اللى لقاها واداهالى

الولد : ( يأخد منها الورده ) آه .. طبعا يا قلبى .. أنا لو أقدر .. كنت أزرعلك الدنيا جنينه

( البنت تفك ضفائرها فينساب شعرها .. الولد ينظر إلى طفل5 بازدراء .. ينظر اليه طفل5 ويعود لاستغراقه بالموسيقى .. يخرج الولد والبنت ويظل الرجل وطفل 5 فى العزف

طفل 5 : ( بصوت عالى ) أنا اللى جايبها على فكره ..(بصوت منخفض للرجل ) أنا اللى جايب الورده مش هو .. (يعود الولد ليلقى بالورده أمامهم أرضا .. ويخرج .. يظل الطفل يعزف بينما يمسك الرجل بالورده ويبكى .. ويضعها فى جرابه .. إظلام تدريجى )

( يعلو صوت القطار مره اخرى .. بؤره ضوئيه على الفتاه وهى مازالت معلقه كالدميه .. الفتى جالسا على كرسيه يدخن سيجاره )

الفتاه : بس أنا بريئه .. مش انا اللى عملت كده

الفتى : بريئه .. ممكن .. لكن احتمال تكونى مش نقيه

الفتاه : النقاء صعب تلقاه .. طول ما انت راكب القطر دا .. و الريح مقَوِّم عليك تراب الذكريات

الفتى : القطر حصان الريح

الفتاه : حصان الوهم .. من ساعة ما خفت من مواجهه الواقع .. و انت راكب حصان وهمك .. و فاكر إن العالم هاينساك .. مش هاياخد باله منك .. و ناسى إن خوفك من العالم هايخليه يشم ريحتك و يفضل يطاردك .. حتى فى ذكرياتك .. العالم ممكن ينسى أى حد .. إلا الخايف .. الجبان .. لأن دا هو الشخص الوحيد اللى يقدر يفرض عليه السياده و السيطره

الفتى : كل الناس اللى بصيت عليهم فى حياتى .. و خليتهم نماذج و قدوه .. ووقفت قصادهم موطى راسى .. علشان اتعلم منهم .. فجأه بقيت شايفهم كلهم اقنعه مزيفه .. مجرد ألسنه مش قادره على الفعل .. وهم .. و أصعب شئ .. لمّا تلاقى اللى آمنت بيه وهم .. فراغ .. شئ باطل .. ساعتها إحساسى إنى مش موجود حرمنى من القوه .. خايف أكون أنا نفسى قناع زيهم علشان كده جريت ألاقى نفسى

الفتاه : هربت .. و كأن الهروب عندك مبرر لاكتشاف الذات .. نفسَك

الفتى : كأنك بتوبيخينى على صراحتى معاكى .. أنا اللى حاسس بنفسى أكتر منك .. أنا اللى متأكد إنى ولا حاجه .. أنا اللى حاسس إن كل أحلامى بقت مستحيله .. رغم بساطتها الشديده

الفتاه : زى إيه أحلامك ؟

الفتى : زى الغُنا .. نفسى أغنى . بس الغُنا اللى جوايا أنا .. مش غُنا الناس .. الغُنا اللى انا حاسس بيه بس و مصدقه قوى

الفتاه : و إيه اللى مانعك ؟

الفتى : ( بانفعال ) الحريه ف نظر الساده جنون .. والأهم .. الاتهامات الجاهزه بالانحراف .. ودا هايجبرنى اراقب حريتى .. واحده واحده .. مش هاكون حر .. ويمكن دا يجبرنى اعمل نفسى مجنون بجد .. فاضطر ألبس قناع مش حقيقى .. مش قادر أصدق إنى علشان أحقق تلقائيتى لازم ألبس قناع .. حيله .. هى ف حد ذاتها هاتمنعنى من الاحساس بنفسى

الفتاه : (.. الفتاه تغنى بصوت كأنه يأتى من بعيد ممتزحا بصوت الريح والمطر .. هو صوت داخلى ينبع من الفتى بآداء العدوده )

داخل عليك من بدرى .. داخل عليك

من ساعة ماشفت النجوم فى السما بتنده عليك

انت إنسان مش عادى

لا انت شيطان و لا انت ملاك

داخل عليك من بدرى .. واصل اليك

الفتى : مين اللى داخل عليّا .. مين ؟

الرجل : ( ممسكاً دميه ) وفضلتى تشجعى فيّا وتقوليلى إنزل الدنيا .. زى طفل جديد .. زى طفل شايل ابتسامته للعالم .. ادخل فيها .. عيش الدنيا وماتمشيش جنبها .. استمتع بوجودك المادى والمعنوى .. وأنا اقولك الدنيا اتغيرت وكل حاجه بقت حطام .. احنا ضحايا حرب .. بتمشى حياتنا .. وخلاص .. يظهر اتعودنا عليها كده .. مهما كان نوع الحرب .. سياسيه أوجتماعيه أو اقتصاديه أو حتى نفسيه جوانيه .. وآه من الحرب الجوانيه .. على أرض أو على بحر أو على جو أو على نفط أوعلى شمس او على ميه ف الأيام الجايه .. على لقمه العيش أو على حبه مشاعر خاصه جدا أو على حاجات كتيره بتخلق أسباب للحروب .. إحنا ضحايا .. متلصمين بشويه شاش وجبس من جوانا وبرانا .. وأحيانا بنبقى أشبه بالدمى وإنتى أوقات ألاقيكى بتغنى ف ودانى .. أنا فعلا منتبه لصوتك ولكلامك .. سامعك .. وبيأثر فيّا ( وهو يداعب الدميه )

الفتاه : ( تواصل الغناء )

مثلا لقيت الحلم مش قدك .. غامر ( الفتى يتأوه )

مثلا نويت تنفك من أسرك .. غامر ( الفتى يتأوه )

ماتسبش لحظه تمر من عمرك تنساها .. لا ( الفتى يتأوه )

لولا خزين العمر .. مش هاتكون .. قادر

الرجل : ( للجمهور ) وانا زى الاهبل طبيت .. وسمعت كلامها .. وقلت لنفسى ..

دق الطبول يا فتى .. يا فتى دق الطبول

افتح شبابيكك وروح .. جوا محيط الروح

حس بالبحر اللى جواك .. حس بتوازن

تحت سطح البحر زى فوق السطح

وخلّى بالك .. الإيد اللى ممدوده لإيدك

مش طالعه منك .. دى طالعه منها

( يضحك ) انا اللى قلتلها

حطى ايديكى ع المرايه واحلمى بيا

لو كنتى بتحبينى صحيح

هايدوب غرور الاقنعه فى الحب

وتبقى الحقيقه المجرده .. ولد وبنت

عند امتزاج السطح بالبحر

يافتى دق الطبول

( لحنا شرقيا بالعود .. الفتى مستغرقا فى سيجارته .. يبتسم .. يبدو انه توصل الى قرار .. يلقى بسيجارته أرضا .. ويدوسها .. ويحاول القيام .. يكتشف انه مثبت فى الكرسى .)

الفتاه : ( صدى صوت ) لولا خزين العمر مش هاتكون قادر

( يتردد فى المكان صدى صوتى لكلمه قادر .. الفتى يحاول القيام من مكانه .. يقفز بالكرسى من مكانه .. يدور وهو مثبت عليه .. بإيحاء القوه والمقاومه .. يسكن .. يعلو صوته بالشهيق والزفير .. يرفع يده اليمنى .. تتحر يد الفتاه الماريونت اليمنى .. ثم يرفع الفتى يده اليسرى .. فتتحرر يد الفتاه الماريونت اليسرى بؤره ضوئيه على الرجل ممسكا بكرته الكبيره يرميها ارضا فترتد اليه بينما يزداد تحرر الفتى تدريجياً .. يحاول أن يثبت قدميه على الارض حتى ينجح فى الوقوف .. يتحرك بشكل دائرى ليقابل الفتاه التى تتحرك بحركه دائريه عكسيه لمقابلته .. يقتربان من بعضهما .. تتحرك أيديهما بهدوء ليتلامسا وما أن يلمسان بعضهما البعض حتى يتحول المكان إلى صخب وضوضاء وتحركات عنيفه وأصوات عربات وطائرات وقنابل وصواريخ و جثث تلقى و إصابات و وكأنها ساحه معركه و يظل الفتى الفتاه متلامسين ثابتين مع بؤره اضاءه عليهما تنخفض تدريجيا .. مع القاء الرجل الكره عليهما .. صوت انفجار مع صراخ طفل مولود ..وسقوط بطئ للجميع ارضا .. اظلام

102

2 – العالم فخ للضحك

 

على الشاشه الخلفيه يعرض افلام كارتون .. الفتى والفتاه أسفل سلم خشبى مزدوج اعلى يسار المسرح يبدوان كجزء من الفيلم الكارتونى المعروض .. يمسكان ببطاريه اضاءه مسلطه على وجهيهما ..

يتحرك الولد والبنت فى المكان كأنهم يبحثان عن بعضهما البعض وفى يد كل منهما بطاريه اضاءه .. الرجل اعلى السلم الخشبى ..ومعه مصباح اضاءته اقوى)

الرجل : وخرجت للدنيا .. و وكان الجو ساقع يوميها .. أنا فاكر الاحساس لانى كنت بتكتك م الصقيع .. مكنتش عارف اتحكم ف أطرافى اللى بترتعش ورغم إن إيدى كانت ف إيدك بس كان فيه دايماً حاجه ناقصه .. حسيت إنى بقيت أهبل .. و بقيت مش عارف أى حاجه فى الدنيا ومش فاهم أى حاجه .. كل حاجه اتحولت حطام .. حطام هنا وحطام هناك ..على فكره دا كان جهل منى .. عموما أنا مقدرش أحمِلها ذنب .. لأنى مضطر .. كان لازم أخرج من بطن أمى .. وماينفعش أفضل ف بطنها أكتر من كده .. طبعا أقصد طفولتى .. بس لازم اعترف بالحقيقه انا حمار

( يغني ) انا الحمار

الولد : ( كأنه ينادى من بعيد .. ويجسد الفتى والفتاه أسفل السلم صدى صوت الولد والبنت .. الولد والفتى كل منهم يحمل ورده ) الأحلام ضحكت علينا .. جرجرتنى للعالم .. للواقع .. والواقع ضلمه .. ومفيش معايا غير بطاريه واحده وخلاص بتشحر وهاتخلص

البنت : ( تنادى ) يعنى ايه ؟

الولد : ( ينادى وهو مايزال يبحث عن مصدر صوتها ) يعنى كل ما احاول أقدملك هديه مالقاش فلوس

البنت : ( تنادى وهى تبحث عن مكانه ) المهم عندى إنك عايز تقدمهالى

الولد : ( يجرى باتجاه مصدر صوتها وتكون هى تركته ) واحده واحده باحس بالخجل

البنت : الخجل صفه جميله

الولد : أنا حاسس باللى جواكى .. مش عايزه تحرجينى .. لفقرى

البنت : بالعكس أنا حاسه فعلا بمشاعرك

الولد : بس أنا فعلا نفسى أعملك حاجه

البنت : إعمل .. أنا جنبك

الولد : مش بالكلام .. ليه كل ما احاول شئ يعطلنى

البنت : علشان تحس بالنجاح .. إتعب

الولد : معدش عندى طاقه

البنت : لسه بدرى

الولد : خايف .. البطاريه بتخلص والمستقبل ضلمه .. متعه الحب من غير مسئوليه .. مش موجوده .. من ساعة ماتقابلنا وبقى فيه مسئوليه

البنت : يعنى ايه ؟ مش هانتجوز

الولد : لا طبعا هانتجوز .. فرصه والدنيا ضلمه

( الرجل أعلى السلم ممسكا بمصباح إضاءته قويه )

الرجل : أنا سامع كل كلمه وكل حرف وشايف كل حاجه

الولد والفتى : حتى فى الضلمه !!

الرجل : وباحذرك .. النور الحقيقى عندى أنا .. الإضاءه اللى عندى أشد من بطاريتك اللى بتشحر

الولد والفتى والرجل : ( للبنت والفتاه ) بصى .. طول مانتى سَدّه ودانك عن غيرى .. وعينيكى مش شايفه حد تانى .. هانبقى فى منتهى السعاده

البنت والفتاه : لازم يبقى عندك فيّا ثقه أكبر من كده

الولد والفتى والرجل : طبعا واثق فيكى .. بس مش واثق ف اللى حواليّا .. الحياه علمتنى كده .. أنا نفسى مش واثق من نفسى .. مش عارف انا اللى بكلمك والا واحد تاني صوته شبه صوتى وحياته زى حياتى ( يسلطان البطاريات على وجه كل منهما ) انا مين فينا ؟

الرجل : هاطلع دايما ف الضلمه وهاعمى عينيها بنورى .. وهاخليها تشوفنى أوضح منك.. هى فراشه .. والفراشه بتحب النور

الولد والفتى : الفراشه بتتحرق بالنار

( خط ضوئى اعلى فضاء المسرح تسيطر عليه اجنحه فراشات تحلق باتجاه الرجل أعلى سلمه بينما الولد والفتاه يحاولان جذب الفتاه والبنت بعيدا عنه بينما يسلط الرجل مصباحه باتجاه الجمهور ايضا .. ثم باتجاه الفتاه والبنت)

الرجل : بصى عندى هاتشوفى نفسك أجمل

الولد : عايز إيه منى ؟! .. سيبهالى ارجوك

البنت : خلى ثقتك فيّا أكتر من كده

الرجل : سيبها تختار

الفتى : إختيارها واضح جدا طبعا

الفتاه : البطاريه اللى معايا فضيت .. عايزاك تشوفنى جميله

الفتى : حتى وانا مغمض عينيا شايفك جميله

البنت : لازم اشوف عينيك علشان أعرف اشوف نفسى

الولد : البطاريه اللى معايا بتخلص

الرجل : أنا اللى النور كله معايا .. جربى نورى وشوفى هاتلاقى نفسك قد إيه أجمل من كل الكائنات .. أنا مراية روحك

( تزداد الفراشات المحلقه حول الرجل كثافه وتبدأ فى السيطره على الفراغ المسرحى )

البنت والفتاه : سيبنى شويه أجرب الدخول ف النور .. أحس بيه شويه .. ماتخافش هارجعلك على طول

( البنت والفتاه يقتربان تدريجيا من بؤره الرجل بينما تحوم الفراشات كأنها موكب للزفاف و بمجرد وصول البنت والفتاه للرجل حتى تتساقط الفراشات .. مع اظلام تدريجى .. مع اقتراب تدريجى للولد والفتى باتجاه البنت والفتاه .. مع الاظلام لايتبقى سوى اضاءه البطاريتان مسلطه لوجهيهما .. اضاءه مفاجئه وقد ظهرت الفتاه والبنت وقد التف حولهما مجموعه من الاطفال بينما الرجل جالسا على السلم ممسكا بالوردتين اللتين كانتا مع الولد والفتى .. الشاشه الخلفيه يعرض عليها افلام كارتون)

طفل 1 : ( للأطفال ) ولا .. ولا .. بُص..شايف اللى هناك دا يبقى بابا

طفل 4 : لا دا ابويا أنا

طفل 5 : بس خالص .. أنا ابويا اللى هناك دا .. شكله حنين

طفل 3 : ياللا نروحلهم

الاطفال : ( للولد والفتى ) بابا .. بابا

( الفتى والولد يهربان منهم )

الفتى : بابا مين يالا إنت وهو .. هو انا أعرفك ؟

طفل 1 : انت بابا يا بابا

طفل 2 : إيه يا بابا .. انت نسيتنى ليه ؟

طفل 3 : انت بتتبرى منى ؟

الولد والفتى : ( للبنت والفتاه ) ولاد مين دول ؟

الفتاه والبنت : ولادنا طبعا .. انت هاتنكر ؟

طفل 5 : ( يغنى ) وآه يابا ..

رمتنى طفل ف الغابه

وخدت صريخى من حلقى

وخدت ضوافرى من كفى

وخفت ابكى

لترمينى ف بيت الرعب ع السكه

يدوسنى الشاب والشابه

وانا لوحدى

الولد والفتى : إزاى .. هو انا جيت جنبك أصلا

الفتاه والبنت : مش فاكره

الفتى والولد : ( للرجل ) ازاى بس ؟

الرجل : ( بآداء تمثيلى مبالغ فيه ) مش أنا .. ( يشم الوردتين ويضعهما فى جرابه ) أنا ماليش دعوه .. ثم تعالى هنا قولى .. إنت كنت مصدق إنها هاتعرفك أساسا ؟

الفتى والولد : لا

الرجل : وحصل .. كنت مصدق إنها ف يوم من الأيام تحبك ؟

الفتى والولد : بصراحه لأ

الرجل : وحصل .. كنت مصدق انها ممكن توافق على جوازك منها بظروفك الهباب دى ؟

الولد والفتى : مستحيل طبعا

الرجل : وحصل .. يعنى عرفتك وحبتك واتجوزتك .. يبقى مستغرب ليه إن يبقى عندك منها عيال .. عادى يعنى .. بتحصل برضه

الفتى والولد : تصدق والله عندك حق ..( للأطفال) .. ولادى حبايبى فلذات كبدى تعالوا ف حضن أبوكوا يا ولاد

( الاطفال يلتفون حولهما فرحين )

الجميع : هو دا الجيل الجديد اللى هايبنى المستقبل ويعمر الصحرا ويوحد الوطن

( يغنون جميعا اغنيه وطنى الاكبر مختلطه باغنيه شعبيه )

اظلام تدريجى

24-12-2008 09-57-33 Õ_0000

3 – البيوت مغمضه بلكوناتها

( بؤره ضوئيه حمراء على التمثال بالعمق الفتاه تتزين امام المرآه ترتدى ملابس توحى بالاغراء فهى تتهيأ للفتى .. لقضاء ليله زوجيه .. الرجل نائما اعلى يمين المسرح وقد وضع الكره على صدره .. والاطفال موزعه ع المسرح نائمون .. شاشه العرض تعرض مشاهد لافلام قديمه ابيض واسود .. لاستعراضات وقبلات و ما يراه المخرج )

الرجل : ( باداء هيستيرى ) مفيش رحمه .. لازم كل يوم .. الاقتصاد العالمى انهار وهى لسه مش راضيه تنهار .. دايماً فيه مبرر يومى لاستمرار الحياه بالروتين دا .. يمكن تكون ممله بدرجه مش واخده بالها منها .. و انا بالتأكيد معنديش قوه إنى أغير الدنيا .. و لا عندى القوه أرمى جزمه ف وش رئيس دوله أو ملك .. بس بالتأكيد ممكن أشارك بسعاده مفتعله بقوه فى الرغبه ف التغيير .. بصراحه انا خلاص معدش عندى صحه .. كل يوم .. كل يوم .. هو لازم يعنى كل يوم .. هو ماينفعش الخميس بس .. طب أجيب منين الصحه .. كل يوم .. مجنونه .. والا انا اللى مجنون ؟ خلاص .. انا مش عارف أعمل ايه ؟

الفتى : ( يتثاءب فيجدها أمامه ) اه .. هوبا .. أخلع منها ازاى ؟

الفتاه : ( تتصنع الاغراء .. وفى يدها ورده ) حبيبى قولى .. إشمعنى أنا بالذات اللى اخترتنى ؟

( يخرج الفتى من خلف التمثال متأففا ويبدو أنه ليس لديه أى رغبه بها )

الفتى : ماقلتلك قبل كده

الفتاه : ( تتحسس صدره ) بحب أسمعها كل ليله

الفتى : ( مبتعداً ) مانا ياحبيبتى لمّا باحكيلك بتيجى على دماغى .. باصحى متأخر ومش بعرف أروح الشغل

الفتاه : ( تحتضن التمثال ) ماليش دعوه .. احكيلى بقى

الفتى : ( متحججاً ) العيال صاحيه ( يعلو شخير الاطفال ) ياولاد الكلب

الفتاه : هه ماليش دعوه .. إحكى بقى

الفتى : هاتعب ( يتحول شخير الاطفال الى ضحكه ساخره بالشخير ) هاتعب

البنت : (على جانب المسرح مع الولد تدندن له موسيقى شهرزاد لكورساكوف )

الفتى : امرى لله .. (أثناء الحوار الفتاه تتلمس التمثال كأنه الفتى .. والفتى يبصق مع كل حرف باء فى حواره ويجلس أسفل منه الرجل للمراقبه مستندا على كرته) ف ليله كان النور مقطوع والشارع ضلمه .. وكنت أنا واقف على ناصيته .. كل الناس كانت مروحه بيوتها .. ومفيش أى وش واضح ف الضلمه

الفتاه : اه ( متناغمه مع اهات لحن شهرذاد على لسان البنت )

الفتى : ساعتها .. إنتى طليتى م الشباك

الفتاه : آه ( متناغمه ومتصاعده مع آهات لحن شهرذاد على لسان البنت )

الفتى : وللحظ الغريب .. القمر كان رامى نوره على شباكك .. فجأه لقيت ف عز الضلمه .. وشك بيتنحت بالنور بشكل أجمل من أى خيال ( الرجل يخرج شمسيه اتقاءا للرزاز المنبعث من فم الفتى ) كان واضح جدا .. صافى جدا

الفتاه : آه ( متناغمه ومتصاعده مع آهات لحن شهرذاد على لسان البنت )

الفتى : صورتك انطبعت ف عينى لدرجة إنى معرفتش إنك دخلتى من الشباك .. إلا لمّا النور جه .. واكتشفت إنه فضل مرسوم بالنور حتى بعد مادخلتى .. كنتى زى الطيف الجميل .. الثابت ف مكانه .. ساعتها حسيت إنى لأول مره باشوفك

الفتاه : ( تتنهد ) آه .. كلامك حلو قوى .. عندى حق أحب اسمعه كل شويه .. ماتقول كمان

الرجل : ياخرابى .. ( يسقط أرضا .. يرفع الشمسيه لأعلى ) أنا غرقت ف حكاياتك دى

( موسيقى ترقص عليها الفتاه رقصه باليه تعبر عن نشوتها تحاول اثناءها ان تشارك الفتى الرقص لكنه يظل فى مكانه و يتخلل الرقصه تدريجيا صوت القطار الذى يعلو تدريجيا ليسيطر على المشهد يستيقظ طفل 2خائفا .. يتجه اليها الرجل و يأخذ الورده .. ويضعها فى جرابه)

الرجل : بس الليالى دايما .. يا إما حلم جميل .. يا إما كابوس مرعب

طفل 2 : أنا بخاف م الضلمه .. حد ينور الليل .. الدنيا بالليل ضلمه .. مش عارف أنام

( صوت رعد ومطر كأنها عاصفه شديده يشمر فيها الرجل بنطلونه و وهو يرقص بالشمسيه حول طفل2 )

الرجل : الشجاعه اسطوره .. الخيول مجرد حيوانات .. وممكن نبقى نستنى الملايكه تنزل تحارب للقضيه ( يحرك الشمسيه فيعلو صوت الرعد )

طفل 2 : باخاف م الرعد .. الحقينى .. الرعد بيكهرب ودانى .. هاموت ( يختبئ فى حضن الفتاه )

الرجل : الميتين بيشوفوا أوضح ف النهار والليل .. ( ضاحكا ) الميتين مابيخافوش الرعد .. والصريخ مالوش معنى تانى غير الصريخ (يهز الشمسيه ليزداد صوت الرعد .. الفتاه تترك الطفل و تختبئ فى الفتى )

طفل 2 : ماتسيبينيش لوحدى يا امى .. الوحده هاتموتنى

الرجل ( يغلق الشمسيه ويتعامل معها كعكاز يتوقف صوت العاصفه ) بنحب الطفل قبل مايكبر .. قبل ما تغضب الشمس ف عينيه وتفركهم بكا ع الحقيقه

( الفتى يترك الفتاه غاضبا ويتجه لطفل 2 ويحتضنه ) الأمومه موهبه .. الإبوه موهبه ( الفتى يضع رأسه على صدر طفل 2 ) القياده موهبه (بانفعال) مين غلط ف النور ؟ مين اللى غلط فيه؟ النور بينزل من عينيه الدمع زى الرمل خشن ( صوت عال لامواج البحر مصاحبا لرقصه ايقاعيه للفتاه تستخدم فيها وشاحها الازرق ) البحر مش مرتاح .. لسه بيرمى الموج اول ما ابص عليه .. من يوم قريت التاريخ والبحر مش ميت ( تنتهى

الرقصه بأن تختطف طفل2 وتغطيه بالوشاح وتهرب به بينما يفرد الرجل المظله ويختبئ خلفها حيث لا يرى منه الا رأسه .. اظلام تدريجى مع ثبات بؤره على الرجل خلف المظله وبؤره اضاءه اخرى للبنت والولد )

البنت : ( بآداء فلاحى ) ورغم خوفك من الضلمه .. شايفاك مصاحب الليل حياتك فيه .. اشمعنى الليل؟

الولد : ( يتحدت بتفخيم القاف كالفقى ) اقولك ..شوارع المدينه بالليل وانا واقف على سطح البيت .. بالاقيها مخبيه ف بطنها أسرار .. أسرار محدش قدها .. ببقى شايفها وهى مش شايفانى

البنت : مش فاهمه ؟

الولد : انا أقولك .. كل البيوت لمّا بتقفل بلكوناتها .. باحس انها غمضت عينيها ونامت .. باستنى قصاد منها .. لغاية مايطلع منها سر .. ودايما السر المستخبى أقوى كتير من سر ظاهر معلن هاتقوليلى هو فيه سر معلن .. اقولك مشاعرك اللى مهما تحاولى تخبيها برضه باينه .. السر المستخبى محسوس اكتر .. سر فيه مغامره .. تستحق إنى أستناه على السطح طول الليل .. لأنه سر أقوى من قناع النهار .. بيخلى الليل إكتشاف مذهل .. تعرفى إن عفاريت الليل مختلفه عن بنى آدمين النهار

الرجل : (كالدرويش ) أشتاتاً أشتوت أشتاتاً .. مش ممكن هاتخف بتاتا الا ما اعملك زار

( ايقاع زار مع تحرك راقص للجميع على المسرح .. واثناء الرقص يتم تحضير مكان المشهد التالى وهو سطح المنزل )

الرجل : بالليل مجتمع الفيران بيبقى أكتر جرأه

الولد : أكتر جرأه ( يزداد ايقاع الزار )

الرجل : الفيران ف الضلمه بتعرف تمشى ع السور والجدران والمواسير

الولد : مواسير ( يزداد الايقاع )

الرجل : الفيران بالليل بترسم ضلها ع القمر .. وف أوقات ضل الفيران بيغطى القمر .. ويعدى

الولد : يعدى ( يزداد الايقاع )

الرجل : الفيران بالليل مابتخافش القطط

الولد : مش خايف ( يتوقف الايقاع )

الرجل : ( بهدوء ) ليه مش خايف .. هو انت فار

( اظلام تدريجى مع تصاعد بؤره ضوئيه بها الولد والفتى على سطح منزل يشربان الخمر ويدخنان الحشيش .. الفتى يضحك طوال المشهد الا اذا انتقل الى مكان الولد فانه يبكى والعكس بالنسبه للولد فهو يبكى طوال المشهد الا عندما يتحرك لمنطقه الفتى فانه يضحك ويظل تمثيل المشهد على هذا التأرجح ما بين الضحك والبكاء وهم مغيبون تماما )

الفتى : ( ضاحكا ) قاعد هناك ليه ؟

الولد : (باكيا ) الحته دى حزينه .. وأنا حزين

الفتى : ( ضاحكا ) يعنى إيه حزن ؟

الولد : (باكيا ) الحزن .. دورق ميه ساقعه ف البرد .. كومه قش على سطح بيت بنخبى جواها ريحة السُكر .. الحزن تركيبه .. إحتمال وجود الشعر فيها وارد .. تعالى جنبى وانت تفهم

الفتى : ( ضاحكا ) لا .. تعالى انت جنبى

الولد : ( باكيا ) لمّا بقعد جنبك باشوف البيوت كلها مكعبات

الفتى : ( ضاحكا ) هى ليه كل مشاعرك صور؟

الولد : ( باكيا ) يوه هاتخليها تطلب بقى كلام من جوا .. بص ياسيدى .. إحنا جزء من كل .. الكل دا يبقى الطبيعه .. الكون كله .. إحنا حته منه .. بس جوا الجزء دا اللى هو احنا .. قوانين الكل .. الدنيا .. يعنى قوانين الكون كله موجود فينا .. ف أرواحنا .. فى التركيبه من جوا .. بتبقى شبه الطبيعه ( ينتقل الى مكان الفتى فيضحك ) فلما بتحب بتحب زى الديك مابيحب الفرخه .. ( يعلو ضحك الاثنان ) زى ما الأب بيحمى إبنه .. وزى الأم لمّا بتعوز تستر بنتها .. عايز تشوف واحد ميت .. بص على وش واحد نايم .. الاتنين شبه بعض .. الانفعالات كلها بتترسم ف العين .. هاتقولّى هو فيه واحد ميت بيظهرله انفعالات .. هاقولك أمال ليه كل المشاعر اللى بتجيلك لما بتبص عليه ؟ .. المشاعر دى رد على ايه بالظبط ؟ .. وكأن الموت فى حد ذاته مشاعر .. ع الخد .. ف لون الوش .. حتى صوابع الايد منفعله .. ( يعود الولد لمكانه فيعود للبكاء ) والإنفعال دا له عيون .. العيون دى بتشوف بيها شكل الدنيا .. يعنى انت عينيك دلوقتى شايفانى صوره .. ومشاعرك بيا هى اللى اللى هاتدى للصوره معنى

الفتى : ( ينتقل اليه ويشاركه البكاء ) يا سلام .. طب ايه علاقه المكعبات بالمشاعر

الولد : ( باكيا ) المكعب ست وشوش .. وأنا حاسس إن لكل واحد مننا وشوش كتير بتعبر عن نفسه .. ( ينتقل الى مكان الضحك ويضحك ) غريبه مش كده .. طيب اقولك على حاجه .. الاديان المتعدده دى وشوش لحقيقه واحده .. وجود إله .. صح ؟

الفتى : ( باكيا ) عندى خجل أسطورى من الدخول ف الدين .. خجل فطرى عجيب .. يمكن هو دا اللى مخوفنى من الدنيا .. أنا حاسس إنى باخلق شماعات للفشل .. ( ينتقل إلى مكان الضحك ويضحك ) عارف .. الفشل دا هو العرق الأصيل ف العيله ( يتشاركان الضحك )

الولد : ( ضاحكا ) تخيّل يا صاحبى واحنا ع السطح كده .. يحصل حاجه غريبه قوى

الفتى : ( ضاحكا ) إيه ؟

الولد : ( ضاحكا ) يشموا ريحة الدخان اللى طالع من السطح .. أتارى فيه جهاز جديد بيشم الريحه من بُعد .. يقوم البوليس عامل كبسه (صمت )

الفتى : (ضاحكا ) سهله .. إنزل إقفل الباب من تحت ( يزداد ضحكه )

الولد : ( يذهب إلى المكان الباكى ويبكى ) يقوموا يستهبلوا ويعملوا البوكس الطاير .. تلاقى العسكرى نازل بالبراشوت وراك .. وانت مش دريان بقى .. وطاير كده و يشعبط ف قفاك و يقلب البراشوت و يرفعك ع البوكس فوق و ف الآخر يبقى اللى قفشك البوكس الطاير

الفتى : ( ضاحكا وهو يناوله سيجاره ) الطاير ؟ .. يعنى هىَ الحكومه هاتطيرنا اكتر ماحنا طايرين .. يا عم دى الحكومه دى بركه ..مش عارف هاتطير ايه والا مين ؟

الولد ( باكيا ) دى تبقى فضيحه

الفتى : ( ضاحكا ) بالعكس احنا طايرين والبوكس طاير والعساكر طايرين هو فيه حريه اكتر من كده .. اهو طيران ف طيران .. اما اروح اصل بصراحه كده شكيت فيك .. انت عامل لى كمين والا ايه ؟

( ينقسم المسرح الى بؤرتين الأولى بها الفتى يسير بدون اتزان تظهر أمامه الفتاه والثانيه الولد غير متزن أمام البنت )

البنت : انا عارفه إنك أعقل راجل ف الدنيا .. إنت راجل مثالى .. الدنيا مش شايفاك قدى ..

( الولد يبتسم وهو يحاول التماسك بينما الفتى يعانى )

البنت : تخيل بيقولوا عليك بتشرب مخدرات .. بيحاولوا يوقعوا بينى وبينك .. مايعرفوش حبيبى أطهر راجل ف الدنيا

( الولد يبتسم فى خجل .. والفتى يعانى اكثر )

الفتى : أرجوكى كفايه .. كفايه

البنت : مالك ياحبيبى .. ساكت ليه ؟

الولد : تعبان شويه .. ( تشم رائحته ولكنها لا تصرح بها )

البنت : سلامتك فيه حاجه مزعلاك

الولد : واحد صاحبى .. حبيبته مخوفاه يغلط زى أى إنسان ف الدنيا .. فبيتشد للغلط .. وبيضطر يكذب عليها

البنت : ( تفهم انه يقصدها ولكنها لا تهتم ) سيبك منه .. المهم حبيبى انا .. مابيكدبش ابدا

الولد : طبعا .. طبعا

الفتى : طلبت أكل .. عيب البتاع دا إنه بيّجَوَّع

الفتاه : أنا مستنياك من مبدرى . حبيبى قولى . إشمعنى أنا بالذات اللى اخترتنى ؟

الفتى : يا وليّه اهمدى .. ارحمى نفسك بقى .. عايز انام

الفتاه : ماليش دعوه .. باحب أسمعها كل ليله

الفتى : كفايه بقى .. امرى لله .. (أثناء الحوار الفتاه تتلمس التمثال كأنه الفتى .. والفتى يبصق مع كل حرف باء فى حواره ويجلس أسفل منه الرجل للمراقبه مستندا على كرته) ف ليله كان النور مقطوع والشارع ضلمه .. ( يتثاءب ) وكنت أنا واقف على ناصيته .. كل الناس كانت مروحه بيوتها .. ومفيش أى وش واضح ف الضلمه ( يتثاءب )

الفتاه : اه

الفتى : ساعتها .. إنتى طليتى م الشباك ( يتثاءب )

الفتاه : آه

الفتى : وللحظ الغريب . ( يسقط نائماً ويعلو شخيره .. تجلس بجواره وتتنهد )

إظلام تدريجى

بؤره اضاءه .. الأطفال فى طابور مدرسى يقودهم الرجل .. يدخلون من اليمين فى إلى اتجاه الخروج من اليسار

الرجل : صباح جديد .. هاتعمل ايه ؟

طفل 3 : هاوقع القلم تحت الدكه كل شويه واوطى أجيبه

الراجل : علشان ايه ؟

طفل 4 : الأبله قاعده ولابسه جيبه قصيره

( الاطفال تعلو همهماتهم ويُخرج كل منهم ورده عالياً )

الرجل : عيب يا ولاد ( يجرى ليسبقهم ) لابسه جيبه قصيره .. أتفرج أتفرج

طفل 3 : هاقول للابله

طفل 4 : وانا مش هاديك من سندوتشاتى

طفل 3 : إيه يعنى .. أنا مش محروم زيك

طفل 4 : الشتمه تلف تلف وترجع لصاحبها ( يخرج له لسانه )

طفل 3 : اللى بيطلع لسانه يبقى كلب

طفل 4 يعنى انا كلب طب والله لاعضك ( ويجرى خلفه و هم يضحكون ويتركون الورد على الارض )

( يعلو صوت القطار والفتاه تحتضن التمثال .. اظلام تدريجى )

4 – الخيانه غنوه شعبيه

الرجل : ( يجمع الورد من على الارض و يضعه فى جرابه .. شاشة العرض

تعرض مشاهد لما يحدث بالعالم من صراعات وحروب .. ومايرصده

المخرج من الصراعات الدوليه المستمره ) نفسى أعمل حاجه مجنونه

.. أنا زهقت من العبث دا .. أعمل ايه ؟ أخون .. نفسى أخون قوى .. أنا

هاخونها .. بس فيه مشكله ف الخيانه .. ( بآداء تمثيلى ) أبوس .. او لا

أبوس.. تلك هى المسأله ؟ مش مشكله .. ماكله بيغنى على كله

24-12-2008 10-39-50 Õ_0000

4 - الخيانه .. ممكن تكون غنوه شعبيه جميله 

( خشبه المسرح مقسمه الى مستويين .. الاعلى هو شقه الزوجيه للفتى والفتاه والادنى هو بير السلم .. فى المستوى الأعلى الفتاه تجلس مع الولد مرتبكه فهى تتهيأ لخيانة الفتى .. الولد والفتاه بيد كل منهما ورده .. بينما على المستوى الأدنى (بير السلم ) الفتى يقف مع البنت وقد دعاها للذهاب الى شقته لخيانه زوجته ايضا وفى يد كل منهما ورده )

( المشهد غنائى صرف حتى وإن بدا الكلام لايصلح للغناء ويؤدى المشهد بطبيعيه وتلقائيه .. فَهُم بالمعنى الدارج يغنون على بعضهم البعض

الفتاه : ( تغنى ف الشقه ) اوعى تفتكر انى هاحبك

ماتنساش إنك صاحب جوزى

البنت : ( تغنى على السلم ) وأنا كمان

الولد : ( يغنى فى الشقه ) ومين اللى قال إنى

عايزك ياروح الننى

أبداً تحبينى

أنا ..

وأعوذ بالله من قولة انا

عايزك ترافقينى

واعملى حسابك إنى

بحترم جوزك اللى

اللى هو صاحبى

وعشان كده هاخبى عليه

الفتى : ( يغنى على السلم ) وأنا كمان

الفتاه : ( تغنى فى الشقه ) انت فاجئتنى ياسكر

وحياتك سيبنى أفكر

البنت : ( تغنى على السلم ) وأنا كمان

الولد : ( يغنى فى الشقه ) وهاتفكرى ليه ؟

وليه هاتستهبلى ؟

ماحنا خلاص مع بعض

وانتى اللى زوغتى من الشغل

وقلتى أجيلك الشقه

يعنى موافقه

الفتى : ( يغنى على السلم ) وهاتفكرى ليه ؟

وليه هاتستهبلى ؟

ماحنا خلاص مع بعض

وإنتى اللى زوغتى من الشغل

وقلتى تجيلى الشقه

علشان مراتى بتبقى

الصبحيه ف الشغل

يعنى موافقه

البنت : ( تغنى ع السلم ) طب عيب ع السلم

ياللا نطلع فوق

حد يشوفنا واحنا بنكلم بعضنا

الفتى : ( يغنى على السلم ) عندك حق

مش هاقولك لا

ياللا بينا على فوق

فرصه ومراتى ف الشغل

ودايما مابتزوغش

البنت : ( تغنى ) ياللابينا

الفتاه : ( تغنى ) انا وانت يا حبيبى

( يصعد الفتى والبنت .. صوت لفتح باب الشقه )

الفتاه : ( تغنى ) مين برا ؟

الفتى : ( يغنى ) مين جوا

الفتاه :(تغنى بمفاجأه ) جوزى .. حبيبى ..

إيه اللى جابك بدرى ؟

الفتى : (يغنى ) نفس السؤال كان على بالى

الفتاه :( تغنى ) ومين اللى معاك دى ؟

الفتى : ( يغنى ) دى مرات صاحبى

كان نفسها تاخد منك حاجه (يشير لنفسه )

( يظهر من خلفهم الولد بدون قميص )

الفتاه : ( تغنى ) تصدق ان جوزها برضه

كان نفسه يا خد منك حاجه

الفتى : ايه ؟ القميص مثلا

الولد : ( يغنى ) اصل القلوب متواعده

غناء جماعى : ( يتبادلون الورود ) الحب بيلم القلوب .. يا حظنا يا حظنا

يوصل مابيننا بخيط حرير .. ياحظنا يا حظنا

( يدخل الاطفال ليتحول المشهد الى غناء كرنفالى إحتفالى حماسى )

غناء جماعى : إحنا اتخلقنا للمشاعر

إحنا اتخلقنا للمشاعل

( يدخل الرجل ممسكا عصا كأنه المايسترو للاوركسترا )

غناء جماعى : اتحرروا م الغدر

عيشوا ف الوفا

يا هنيالنا ياهنانا

دى العيله مدفيانا

تصاعد موسيقى يتناسب واغنيه ثوريه حماسيه توحى بالوحده والتضامن والتعايش السلمى وبنهايه الاغنيه يدور الرجل لتحيه الجمهور كانه المايسترو.. فيلقون عليه الورد .. يلمه ويضعه فى جرابه .. ثم يضحك حتى يستلقى على قفاه

الرجل :لا .. لا ..لأ .. كده ماينفعش ..انا خنتها ..وهى خانتنى ..ولسه حاسس بالملل .. أعمل ايه ؟ ما انا لازم أعمل حاجه .. انا .. أقتلها .. آه أقتلها .. بس الخوف إنها اللى تقتلنى .. ( ممسكا بأراجوز ) بقولك ايه ؟ .. انا خلاص قررت أوجع قلبى أكتر .. وجع بوجع .. أنا بفكر كده ليه ؟ .. أنا مين ؟ مجنون ؟ وإيه يعنى ؟ عبقرى ؟ طز ؟ سوقى ؟.. شعبى ؟.. جماهيرى؟ ..أو حتى ملك .. برضه إيه يعنى ؟! .. أفكارى محفلطه .. شيوعيه .. أصوليه ..متطرفه .. إمبرياليه ليبراليه ماركسيه .. ايه كل دا ؟ أنا مين ؟ .. أنا مش كل دول .. وعندى من كل دول ؟ هو فيه إيه بالظبط انا مين ؟ إحتمال أكون ............ (يمسك بأراجوز ويرتديه ثم يوجه طرطوره فى كل الإتجاهات فتسمع طلقات رصاص )

إظلام تدريجى

24-12-2008 10-35-53 Õ_0000

5- ساعات الخوف بيطمن

مكان لجمع القمامه .. فى احد الاركان يجلس الاطفال يمسكون بالكره ليخرجوا ما بها من هواء على مدار المشهد ويبدو أنهم لا يرون شيئا مما يحدث على خشبه المسرح .. على شاشه العرض مشاهد يوميه للحياه اليوميه .. وللناس .. مشاهد فى الشارع ومايتراءى للمخرج من رصد بالصوره للحياه بمشكلاتها اليوميه .. تدخل البنت تحمل قنديلا وفى يدها رأسا آدميه ترتدى ملابس بيضاء .. من الجهه المقابله يدخل الولد يرتدى أيضاً ملابس بيضاء وفى يده قنديل وفى يده الاخرى رأسا ادميه ايضا

تنظر البنت فتكتشف وجوده فتصاب بالذهول

البنت : إزاى ؟ دا أنا لسه مموتاه حالاً.. (تقترب منه .. يعلو صوت الريح .. تتأمله جيداً ..) هوَ .. نفس خطواته .. نفس إحساسى بيه ( تتأمل الرأس التى تمسكها ) راسه أهى ف إيدى .. مناخيره أهى .. طب إزاى دا انا قتلته

( تضع الرأس جانبا )

البنت : ( للولد الذى لايراها ) إنتَ

( ينظر اليها الولد مذعوراً ويخبئ الرأس التى فى يده خلف ظهره )

الولد : إنتى إزاى جيتى هنا ؟ وعرفتى طريقى ازاى ؟

البنت : السؤال دا أنا اللى باسألهولك ؟

الولد : يعنى إيه ؟

البنت : ( مرتبكه ) أنا سايبه جثتك قصدى.. سايباك ع السرير ف البيت .. جيت ورايا إزاى؟

الولد : أنا اللى سايب جثتك .. قصدى سايبك على السرير .. جيتى ورايا إزاى؟

البنت : رد عليّا إنت .. جاوب ؟

( الولد يبتعد عنها و يتأمل الرأس فى يده .. دون أن تراه )

الولد : ( لنفسه ) إزاى ؟ .. أنا دخلت عليها .. ونمت جنبها .. ورحت مره واحده دابحها وقطعت راسها .. أيوه أنا فاكر .. وراسها أهى ف إيدى .. (يتأمل الرأس ) أيوه هىَ

( البنت تحاول أن تعرف مابيده )

البنت : إيه اللى ف ايدك ده ؟

الولد : (مرتبكاً ) ولا حاجه

البنت : كداب .. إيه دى ؟ جايبلى هديه ..(تخطف الرأس منه ) ايه دى ؟ دى راسى .. ايوه هى راسى .. انت واخد راسى تعمل بيها ايه؟ ماتقولشى علشان ماوحشكش وانت بعيد .. واخد راسى تعمل بيها ايه ؟

الولد : ولا حاجه ؟

البنت : قول بتعمل بيها إيه ؟

الولد : أدفنها .. أنا آسف يا حبيبتى .. أنا .. قتلتك

البنت : ( مذهوله ) إيه ؟ .. ليه قتلتنى ؟ . ليه .. وانا بحبك ؟

الولد : علشان بحبك

البنت : تقوم تقتلنى ؟

الولد : طبعاً .. كنت شايف الحياه قطر بيجرى لوحده .. دايس ع اللى قدامه ..وأنا خايف عليكى .. الدنيا ضلمه و المستقبل ضلمه .. زى القنديل دا منور بس مش كاشفلك حاجه يعنى برضه ضلمه .. بينور مساحه محدوده جدا ف قلب غايب أعمى .. ف مكان مجهول إسمه الحياه .. مكان مرعب مقلوب .. مش مفهوم .. صوت الريح فيه عالى .. مليان ألغاز وخوف وقسوه .. بنغنى فيه على بعض .. لابسين وشوش.. لكن عارفه إيه اللى ورا الوشوش دى .. وهم .. عالم تانى خالص غير اللى تصورته .. مليان حيره ومفاجأت وغياب .. مقدرتش استحمل ..

البنت : تقوم تقتلنى ؟ انا مكنتش بعيده عنك .. كنت جنبك

الولد : عارفه المستقبل عامل زى إيه ؟ زى سفينه مهجوره راشقه ف أرض صحرا حواليها صخور وجبال وجفاف وحر .. وأنت الوحيد اللى فيها .. حاطط منظار على عينك وبتدور على آخر حدودها .. ومش شايف أى حاجه هو نفس الجفاف .. ويمكن اللى مستنيه يكون أصعب .. بس حتى لو جه المسافه بعيده قوى مش لامحلها نهايه

البنت :إنت مكنتش وحيد .. أنا كنت جنبك

الولد : من غير سعاده مع الحبيب تبقى بعيد.. من غير تواصل تبقى بعيد .. وسعادتك وراحتك دى كنت أجيبها منين ؟.. اللى بيحب حد مايحبش يشوفه تعيس

البنت :كنت سعيده

الولد : والبكا اللى كنت باسمعه طول الليل

البنت : كانت علشانك

الولد : لغاية امتى ؟ .. وأنا حبى ليكى بيزيد وانتى بتضحى .. لغاية إمتى هاتضحى ؟.. التضحيه دى هى اللى بتحسسنى بالضآله والوحده والغيره .. أنا راجل .. والراجل هو اللى بيضحى .. وعلشان كده ريّحتِك من ألمك وأنقذتك من وجودك فيّا

البنت : حتى لو نَفَسى انكتم .. كنت باتنفسك إنت .. باتنفسك بجلدى .. بمسامى .. بحواسى .. وكنت سعيده .. معقول للدرجه دى سعادتى معاك كانت بتأذيك ..

الولد : وأكتر ..أنا الراجل .. والراجل محتاج يحس إنه راجل بجد .. حسيت ف الإحتياج إن مشاعرك نفسها جزء إنتى بتحاولى تعوضينى بيه .. خارج من إحساسك بالمثاليه فى الحياه ..مش من إنسانية الحياه

البنت : ومين اللى قال إنى مثاليه .. أنا حاولت أخونك .. أى نعم قفشتك انت كمان .. بس أنا مش مثاليه بالعكس .. أنا إنسانه بعمل الصح والغلط أوقات .. و عارفه ومتأكده إنى بحبك ..

الولد : أنا كمان بحبك بس .. ( يجلس فتسقط رأسه ارضا )

البنت : إيه دى ؟ .. يا نهارك ألوان .. دى راسى .. عرفتها من مناخيرى .. أهى

الولد : ( مرتبكا ) لأ أبداً .. يخلق من الراس أربعين

البنت : ليه ؟ .. كانت راس حصان ؟ أيوه هى راسى .. أنا معلماها

الولد : هو انتى إيه اللى جابك هنا ؟

البنت : بصراحه .. كنت جايه أدفنك

الولد : يعنى قتلتينى .. إزاى جالك قلب تعملى كده ؟! .. إنتى .. تقتلينى

البنت : إشمعنى انت يعنى ؟ ما انت كمان قتلتنى .. كنت كلمتك يعنى

الولد : بس أنا خفت عليكى .. أنا فعلا بحبك

البنت : أنا كمان بحبك .. قوى .. وحسيت بيك .. حسيت بتعبك وبشقاك .. بالآهه اللى بتخرج جوا كل نَفَس خارج منك .. حسيت بجرحك .. علشان كده قضيت ليالى طويله أبكى .. علشانك مش علشانى .. علشان مشاركاك .. وواللى إنت شايله أنا اللى كنت بتوجع منه .. وكان لازم أريحك علشان بجد أشيل عنك

الولد : تقومى تقتلينى ؟

البنت : طبعا لأنى حسيت بيك .. وانت بتطلع من فشل لفشل .. يافاشل

الولد : ماتحفظى لسانك يا ست إنتى .. فيه واحده تقول لجوزها يا فاشل

البنت : آه .. فاشل وموكوس ومتنيل بنيله .. ومابتعرفش حاجه ف الحياه ومكتئب ومليان إحباطات وعديتنى بكل دا معاك .. بس أعمل إيه .. محستش بطعم الحياه إلا معاك .. وكنت مستمتعه من استسلامى للنصيب .. لغايه ماقريت عن القتل الرحيم وفكرت إزاى أرحمك من كل العذاب دا .. وآدى النتيجه .. حتى دى عملناها سوا

الولد : يا خبر أبيض .. دا معناه بما إننا ميتين اننا ف التُرَب ..

البنت : ياريت كانت التُرَب .. دا احنا ف مقلب زباله

الولد : يعنى اخرتها نتدفن ف مقلب زباله .. حتى بعد ما خلصنا م الدنيا .. وياترى كام واحد مدفون هنا

البنت : يا خبر أنا بخاف م العفاريت ( الولد يطلق صيحه مفاجئه ليخيفها ..ترتمى فى حضنه ) سامع فيه صوت جاى انا سامعاه ( تتمسك به أكثر ) تصدق انى أول مره آخد بالى إن ف حضنك حاسه بأمان ودفا .. وقشعره كده مش عارفه جايه منين .. مخليانى بارتعش من الدفا

الولد : وأنا .. حاسس معاكى دلوقتى إنى أقوى راجل ف الدنيا .. بس إنتى لسه جايه تاخدى بالك دلوقتى ؟ .. بعد ماخلصنا على بعض .. ياساتر من دماغ النسوان

البنت : اسم الله يا خويا على دماغ الرجاله .. أنا لو مكنتش ميته كنت طلبت الطلاق ..ألا هو ينفع طلاق دلوقتى ؟

الولد : إتنيلى و اسكتى لمّا نشوف مين اللى قاعدين دول من ساعتها ولا احنا شاغلين بالهم

البنت : دول شبه العيال

الولد : شكلهم بيعيطوا علينا .. ياحبايبى

البنت : بالتأكيد لسه فيه حاجه جميله فى الدنيا

الولد : فيه حد جاى من بعيد .. تعالى نستخبى هنا .. ماينفعش يشوفونا كده ف خرابه والا ف مقلب زباله

( يختبئون خلف احد براميل القمامه .. بينما يدخل الفتى والفتاه و كل منهما يمسك خلف ظهره سكينا )

الفتاه : إنت جايبنى هنا ليه ؟

الفتى : الموت مسيطر عليّا .. فجيت اتعظ

الفتاه : تتعظ فى مقلب زباله .. هى دى دماغك برضه .. عموما انا النهارده برضه كانت طالبه معايا إتعاظ زيّك بالظبط

( الولد والبنت يراقبونهما ولا يراهما الفتى والفتاه )

الولد : يا خبر دول أصحابنا

البنت : بص كل واحد شايل ف إيده سكينه للتانى

الولد : باينهم هايعملوا زينا

البنت : ياخبر لازم نوقفهم .. هايندموا زى حالاتنا ..ويعرفوا إن الحياه أخد وعطا .. وإن التوحد بين اتنين حاسين ببعض .. بيهون الدنيا وممكن يخليها جنه .. جنه مليانه ورد .. هايكتشفوا إن فيه حاجات أهم ..هما مش واخدين بالهم منها .. وإن وجودهم مع بعض ف حد ذاته كفايه علشان الحياه تستمر والأمل يتولد منهم .. لازم يكملوا حياتهم

( يتوجهان اليهما البنت تذهب للفتاه التى تتأهب للطعن وبالمثل الولد يتوجه للفتى الذى تأهب للطعن ايضا ..ويبدى ان الأطفال يراقبون المشهد وهم يصدرون تعبيرات مختلفه للمتابعه المنتبهه لمشهد الاستعداد للقتل ..الفتى والفتاه يتحركان تحرك مبارزى المسدسات فى الافلام الامريكيه ( الكاوبوى) .. الولد والبنت يلاحظان أنهما غير مرئيين )

الولد : يا خبر

البنت : إيه ؟

الولد : كنتى خايفه من العفاريت .. الظاهر إن إحنا اللى بقينا عفاريت

البنت : مش فاهماك

الولد : لا شايفنا ولا سامعيننا

البنت : شايف آخر عمايلك السوده .. أدينا بقينا عفاريت

الولد : اسم الله انت على عمايلك البيضا

البنت : احترم نفسك ( تلقى عليه بحجر فلا يصيبه )

الولد : انتى بتزقلينى بالطوب .. طب خدى ( يقذفها برأسها فتقع فى يد الفتاه التى تفاجأ بها بين أيديها فتصرخ)

البنت : طب خد ( تقذفه برأسه فيقع فى يد الولد الذى يصاب بالفزع )

الفتى والفتاه : ( يصرخان ) قتيل

الفتى : خليكى جنبى

الفتاه : انا معاك

( الفتاه تلقى بنفسها على صدر الفتى الذى يمسكها من يدها و يهربان )

البنت : شايف عمايلك السودا زمانهم قطعوا الخَلَف

الولد : اتنيلى على عينك .. دا الخضه دى هى اللى هاتجيبلهم الخَلَف ..

البنت : هانروح على فين دلوقتى ؟

الولد : تعالى نطلع السلم دا نشوف مودينا على فين ؟

( اظلام تدريجى .. بؤره على الاطفال جالسون وقد اقتربت الكره معهم من خروج كل الهواء منها .. يدخل الرجل فى يده مكنسه كبيره .. يكنس بها الأرضيه يبدو عليه الوهن الشديد )

الرجل : العصافير بالليل بتقف على عواميد الترنك .. جنب المزلقان .. ترفرف بجناحاتها التُل .. زى المراوح .. ودايماً بيزعجهم صوت القطر ( يركب المقشه كأنها حصان خشبى ) توت .. توت .. فيهشهم ويلمهم ف ومضه برق ( صوت رعد ) بسرعه بيتفردوا فى الجو وبعدين يتجمعوا .. زى النقله من مشهد لمشهد ف التلفزيون .. ف السينما .. ف المسرح .. العصافير لمّا بتفرد جناحاتها .. بتطلع موسيقى .. باشوفها ف استمتاع الريح بالغنا ( يواصل كنس الدمى من على الارض ) العصافير النهارده لونهم أزرق فاتح .. زى لون البحر .. زى حلم البنات .. زى سيرة الملايكه .. زى غمضه عين بتعدى جواها الحياه بالكامل .. علشان كده العصافير ف الميه مش باينه .. بس انا حاسس هواها .. الملايكه عاجبانى قوى النهارده .. ( يكنس رأس الولد والبنت ثم يحملهما بيديه ) حاسس بدموع بتتسحب على خدودهم .. شايفهم بيخبوها عن بعض .. الدموع لها ضى أشبه بالنجوم ( يلعب بالرأسين ) مش شايف رجلين العصافير بس متأكد انها أشبه بديل السمكه بتخليها تلعبط ف السما .. ( يحرك الرأسين يمينا ويسارا و يجعلهما يقبلان بعضهما وينظر حوله ) انا شايف صوابع بتشاور فى اتجاهات مختلفه .. بتطرقع .. زى رقصه بتحاول تبتدى .. لو هزت العصافير والملايكه كتفها مع إيقاع قلبى .. هاتبقى رقصه مذهله .. مليانه أحلام بتطلع لفوق على سلم مش باين نهايته . .

( يلقى بالرأسين فى صندوق القمامه ويفتح جرابه ويخرج مابه من ورد وينثره أرضا بشكل يتمكن من خلاله أن ينام فى قلبه ) الشمع المنور مبدور فى الفضا والبحر ..بس بينطفى حبه حبه ..

( يخرج جريده ليغطى بها نفسه .. يقرأ فى الجريده ) اقرا الخبر .. فيه حبة أحباب .. ماتوا .. ( ينام وهو يغطى وجهه بالجريده واضعاً ساق على ساق .. ويعلوا شخيره فى النوم .. مع ارتفاع تدريجى لصوت القطار .. وسيطره المعروض على شاشه العرض من مشاهد تعبر عن استمرار الحياه)

( الاطفال تلقى بالكره بعد أن افرغوا مابها من هواء .. ويتحركون ليأخذ كل منهم ورده من الملقاه حول الرجل .. ويخرجون .. ثم يعود أحدهم ليلقى بالورده على صدره .. ويخرج .. يستمر صوت القطار )

اظلام تدريجى